داخل غرفة هادئة يملأها صوت كوكب الشرق أم كلثوم وكلمات أنغام وموسيقى وأغاني عبد الرحمن محمد، تأخذ "آية الغمري" جانباً لتبدأ في رسمة جديدة لها، ذلك ما اعتادت عليه صاحبة الـ19 عاماً منذ بلوغها الستة أعوام.
ولدت "الغمري" بمدينة المنصورة، وولد معها حلم الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، ما جعلها تهتم به منذ دخولها المرحلة الإعدادية بعالم الفن وتقول: "من إعدادي وأنا مهتمة بكل حاجة لكلية فنون جميلة علشان ده حلم حياتي".
آية الغمري مع إحدى رسوماتها
الحديث مع طلاب بكلية الفنون منذ أن كانت في الإعدادية جعلها تتساءل عن ما يحدث داخل الكلية وعن ما تفاصيل امتحانات القدرات، "كنت بعمل كدا علشان أعرف الامتحانات وأستعد ليها علشان أنجح وأتقبل"، هكذا قالت "آية" عن حياتها قبل الوصول لسن الجامعة بـ6 أعوام.
اليوتيوب كان الطريق الوحيد أمام "آية" لتطور من ذاتها في الرسم لتجتاز اختبارات القدرات بكلية الفنون ولحبها الشديد للرسم، وتحكى: "مفيش كورسات أو حد يعلمني في المنصورة، علشان كدا بدأت اعلم نفسي بنفسي"، ولم تعرف "الغمري" وقتها أنها ستصبح مدربة رسم لأشخاص في سنها ليجتاوزوا امتحانات القدرات بالكلية.
إحدى رسومات آية الغمري
"علمتهم، هما اتقبلوا وأنا اترفضت" كلمات تخرج من"الغمري" وتصحبها ضحكات لا تعرف هل هي من منطق الفرح بأنها ساعدت آخرين في الوصول لهدفهم أم من منطلق الحزن على عدم قبولها بكلية الفنون، وتقول "صاحبتي طلبت مني أعلمها وعلمت مجموعة من صحابها وناس حابين يتعلموا، وعرفتهم إزاي يعدوا من الاختبار".
صدمةٌ كبيرة ملأت "الفتاة" بعد رؤيتها لنتيجة اختبار القبول بأنها غير مقبولة، "اللي علمتهم كلهم اتقبلوا ما عدا ولد، وأنا اجتازت الامتحان ولحد دلوقتي مش لاقية سبب أترفض علشانه".
إحدى رسومات آية الغمري
وتتابع "أنا سبت السفر علشان أكمل الثانوية العامة وأدخل الكلية"، فكان ذلك محزن على صاحبة حلم ظل 14 عاماً قبل أن يتحول لكابوس رغم حصولها على مجموع الكلية في الثانوية العامة.
دعم الأهل والأصدقاء وبالأخص مساعدة والدها لها في شراء مستلزمات الرسم وتشجيعها الدائم، جعل "آية" تستكمل طريقها في الرسم رغم دخولها كلية حقوق لغة إنجليزية، وتقول: "أنا هكمل وهثبت لنفسي أني أستحقها".
إحدى رسومات آية الغمري
