أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

محمد صلاح.. عولمة الكرة وأساطير المستديرة

الأحد، 07 يناير 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عالم كرة القدم مثير يزدحم بالمفارقات، التى جعلت هذه اللعبة الأكثر إثارة وشعبية فى العالم كله، وانتقلت خلال العقدين الأخيرين من كونها لعبة تستقطب جمهورًا محليًا فى الأساس، إلى أن تكون لعبة عالمية، ولا نقصد كأس العالم، لكن تحولات الجمهور الذى أصبح فى مصر يشجع فرقًا فى أوروبا وأمريكا اللاتينية، وهى حالة عامة، ويعرف جمهور الكرة فى العالم أسماء وصور لاعبى العالم أكثر مما يعرف أنواعًا أخرى من النجوم.
 
هناك بالطبع أسماء لاعبين ارتفعت نجوميتهم حتى قبل عولمة الكرة، أبرزهم بيليه وبيكنباور مثلًا، وحديثًا ميسى، ويبدو محمد صلاح على هذا الخط، الذى يتجاوز به النجومية التى يشترك فيها اللاعبون على اختلافاتهم، فى حال واصل نجاحاته، يمكن أن ينضم إلى اللاعبين الأساطير، مثل بيليه وروماريو ومارادونا، قبل أن ينهى أسطورته بنفسه.
 
ربما لهذا عاد الجدل الممتد منذ السبعينيات عما إذا كان لاعب الكرة يصلح مثلًا أعلى، بينما الأمر يعتمد على موهبة وظروف مواتية ربما لا تتوافر لكل الشباب، ومع هذا نجد مهووسين بمحمد صلاح أو ميسى يقلدونهم أو يتابعون أخبارهم. 
 
وهو أمر يتعلق بنجوم الكرة، وأيضًا أساطيرها، الذين يتوجون بشكل عالمى، ويبقون طويلًا فى ذاكرة اللعبة، مثل البرازيلى الشهير روماريو، أحد أعظم المهاجمين فى تاريخ كرة القدم، الذى سجل هدفه رقم 1000 فى مسيرته الكروية، لم يسبقه سوى الأسطورة بيليه، ليصبح من أبرز هدافى العالم عبر العصور، وربما يكمل محمد صلاح أو غيره هذه المسيرة ليكسر أرقامًا جديدة، فهو هداف مذهل. 
 
عن روماريو مثلًا يروى الكاتب والصحفى إدوارد جاليانو فى كتابه «كرة القدم بين الشمس والظل»، أنه فى عام 1994 تم إطلاق اسم روماريو على كل الأطفال الذين ولدوا فى هذا العام، تيمنًا باللاعب الساحر الذى أمتع بلده بأهدافه وخداعه للخصم، ووصل الهوس حد بيع عشب الاستاد الذى شهد مبارياته فى قطع صغيرة مثل البيتزا، بعشرين دولارًا للقطعة، وبالتالى فما يحدث مع صلاح أو ميسى ليس جديدًا، وهو أمر معروف، خاصة فى أمريكا اللاتينية وأوروبا أيضًا، حيث يعتبر البريطانيون كرة القدم ليست قضية حياة أو موت، بل هى أكبر من ذلك بكثير.
 
لكن جاليانو، وهو من أوروجواى، ينتقد تحول كرة القدم لتجارة: «إن كرة القدم الاحترافية تحول اللعب إلى استعراض، فيه قليل من الأبطال، وكثير من المتفرجين، وهى واحدة من أكثر الأعمال التجارية ربحًا فى العالم، يجرى تنظيمها ليس من أجل اللعب وإنما من أجل منع اللعب».
 
ينتقد تحويل اللعبة من المتعة إلى التجارة المبالغ فيها، وتحويلها إلى جنون المال والاحتراف، حيث اللاعب قابل للبيع والشراء والاستئجار، وهو أمر يحولهم إلى أدوات، ويجعلهم يعيشون الرعب من شيخوخة تبدأ فى الثلاثين. 
 
الكرة لم تعد ببساطة أزمنة مضت، لكنها لم تفقد قوتها وجنونها، مع عولمة جذبت المزيد من الجمهور تجاوز الحدود إلى العالم كله، ولدينا عدد كبير من المحترفين مع محمد صلاح.. الننى، ورمضان صبحى، وحجازى، وأحمد المحمدى، وسام مرسى، وآدم العبد، وأحمد حسن كوكا، وعلى غزال، وتريزيجيه، وعمر جابر، وعمرو وردة، و محمود كهربا، ومحمد عبدالشافى، وغيرهم، أصبحوا يجمعون جمهورًا من مصر وباقى دول العالم، ويمكن أن يفتحوا الباب لمزيد من الاحتراف وعولمة كرة القدم، كما يمكن لمحمد صلاح أن ينضم لأساطير الكرة فى العالم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة