محمد بغدادى يكتب: هل يقتنص القيصر الروسى سباق الانتخابات الرئاسية 2018؟

السبت، 27 يناير 2018 02:00 م
محمد بغدادى يكتب: هل يقتنص القيصر الروسى سباق الانتخابات الرئاسية 2018؟ البرلمان الروسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التساؤل الذى يطرح نفسه من يقطن الكرملين؟ يبدو أن عام 2018 سيشهد ميلاد الولاية الرابعة الروسية على يد الرئيس الحالى فلاديمير بوتين فى الانتخابات الرئاسية المقرر لها فى مارس2018. مع العلم أن روسيا بوتين تتشابه تماماً مع بريطانيا تاتشر من حيث القوة والقدرة على التغيير، فلقد أسست مارجريت ثاتشر حكومتها عام 1979 ؛ لمنع الاضطراب الاقتصادى الذى أوشك أن يهلك المملكة المتحدة، فى محاولة للحد من دور الدولة فى التدخل الاقتصادى، وكانت تلقب بالمرأة الحديدية لما لها من تأثير ونفوذ فى تعزيز العلاقات الدولية بين بريطانيا وجيرانها، وأنهت مارجريت تأثير البيروقراطيين بدولة بريطانيا العظمى.
 
ويبدو أن قوة الشخصية لها تأثير ودافع قوى لكى تتحرك الشعوب نحو صندوق الانتخابات لاختيار حكامها، أن بوتين الستينى الذى سكن الكرملين منذ 1999 جمع بخبرتة بين العلم والتطبيق فهو السياسى والمحامى والكاتب والاقتصادى والمقاتل والمخابراتى والرياضى والعسكرى، الذى استطاع وبشهادة الآخرين أن يغير خريطة موسكو أمام العالم، وينازع واشنطون أحياناً ويفاوضها أحياناً أخرى.إن التنمية الاقتصادية والسياسية التى قادها فلاديمير منذ عام 2000 جعلت الشعب الروسى لا يثق إلا فى هذه الشخصية التى غيرت ملامح وشكل موسكو أمام الدول والشعوب الأخرى، وأجبرت الأمم الغربية على احترام الكيان الروسى حتى بعد انتهاء الحقبة الشيوعية منذ بداية التسعينيات، وفترات حكم الرئيس يلتسن الذى وصفه المحللين بأنها فترات عدم استقرار سياسى واضمحلال اقتصادى وأفقدت موسكو.
 
 فأثبت بوتين للعالم أن فترات الاتحاد السوفيتى ولت وانتهت وأن روسيا الاتحادية الرأسمالية أصبحت تقود ولها كلمة مسموعة فى المحافل الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بل أنها لا زالت تزاحم الولايات المتحدة فى العلاقات الدولية والمشكلات السياسية المطروحة على الساحة حتى مع ظهور أقطاب دولية لها صوت عال مثل اليابان والصين. فتحرر الاقتصاد الروسى وبلغت عمليات التنمية ذروتها وأصبحت موسكو تنافس الدول الرأسمالية بعد فترات عجاف من شيوعية بائسة حاولت روسيا الاحتفاظ بمقعدها التنافسى أمام عدوها التقليدى الرأسمالى الولايات المتحدة الأمريكية بحرب باردة أفقدت القطب الشيوعى وعيه بمناورات أمريكية صلبة وإصلاحات روسية غير مخططة بقيادة جورباتشوف، وكانت النهاية القاتلة للقطب الاشتراكى وانتصار ساحق قادت به الولايات المتحدة العالم منذ بداية التسعينيات وحتى الآن.
 
 إن روسيا بوتين أثبتت وجودها الاصلاحى بقيادة حكيمة وبرؤية واضحة استعادة بها موسكو صورتها بعد سنوات جافة من قلة التنمية، وأصبحنا نشاهد ونسمع عن آراء موسكو فى المشكلات السياسية ومنها: الأزمة السورية والفلسطينية وليبيا واليمن وغيرهم. ومع وجوده داخل الكرملين منذ العام 2000 وحتى خروجه من الكرملين لبضع سنوات خلال حكم ميدفيديف وأصبح وقتها بوتين رئيساً للوزراء وتحدثت وسائل الإعلام وقتها وصانعى القرار عن قوة بوتين على الرغم من عدم تقلده رأس السلطة فى موسكو ثم عودة للرئاسة منذ 2014. أن أكثر ما يجبر الشعوب على اختيار حكامها مقدار ما يقوم به هؤلاء القادة من عمليات تنموية ضخمة تنقل بها هذه الشعوب من مراحل تنموية ضعيفة إلى استراتيجيات تنموية شاملة. وقبيل انتهاء موعد تقديم أوراق الترشح أعلنها صراحة أنه سيخوض جولة الانتخابات، مع العلم أن الساحة السياسية داخل الامبراطورية الروسية تبدو خالية من شخصية ذات نفوذ وتأثير سياسى قوى تستطيع بها المنافسة أمام تراوحت ردود الفعل بين التأييد والتنديد، ففى حين أعلن حزب "روسيا الموحدة" دعم ترشيح بوتين، سخر المعارض ألكسى نافالنى من القرار، وكتب فى تغريدة على تويتر "هذا برأيى كثير. أقترح أن نعارض الأمر".
 
ولقد حصل الثعلب الروسى على المركز الأول فى قائمة مجلة فوربس لأكثر الشخصيات تأثيرًا فى العالم خلال أعوام 2013 و2014 و2015، وفى عام 2014 اقتنص فلاديمير بوتين وسام التميز لأكثر الشخصيات تأثيرا حول العالم من قائمة الملوك والرؤساء، خلال التصويت الذى وضعة المجلس الدولى لحقوق الإنسان والتحكيم والدراسات السياسية والاستراتيجية. وفى كلماتة المعبرة التى تدل على ثقتة القوية فى نفسه وفى الشعب الروسى أشار بوتين إلى أن "روسيا ستواصل المضى قدما، ولن يوقفها أحد أبداً، وأنه يثق تماماً بأن كل شيء سيكون على ما يرام. ومن جهته، أعلن الحزب الرئيس المؤيد للكرملين والمسمى "روسيا الموحدة" دعمه ترشيح فلاديمير، وتقبلت معظم الأوساط السياسية والحزبية هذه الخطوة لاستكمال عمليات التنمية الداخلية وتحسين صورة موسكو أمام العالم وتوضيح مقدار قوتها أمام الجميع. ومن المحتمل أن يواجه الثعلب الروسى فى الانتخابات القادمة مرشحى الحزب الشيوعى والحزب الليبرالى الديمقراطى الروسى القومى.
 
كما تولى بوتين قيادة روسيا الاتحادية فى عام 2000، عندما كانت موسكو غير مستقرة اقتصادياً وسياسياً، ويعتبره الكثيرون أنه رجل المرحلة والاستقرار بفضل القوة البترولية والاستثمارات القوية.ورأت الأوساط الصحفية ومنها:صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن فوز بوتين فى الانتخابات القادمة لا جدال فيه، ، كما خرجت بعض أصوات النخبة الروسية التى تؤيد وجود بوتين على رأس السلطة فى موسكو، باعتباره الشخصية الاصلاحية المحبوبة، ومن بينهم الزعيم الروسى جورباتشوف.فهل سيكون هناك آراء أخرى تغير من ملامح النظام السياسى داخل موسكو؟ وماذا ستفعل الولايات المتحدة بعد فوز بوتين؟ وما هى ردود الأفعال العالمية حيال فوز فلاديمير للولاية الرابعة؟ وهل هناك تدخلات من جانب بعض الأطراف لتغيير المشهد السياسى لصالحها؟ وهل ستصمت الولايات المتحدة وتراقب المشهد من الخارج أم لها دور فى التدخل فى الشأن الروسي؟ وإن كنت أرى أن ذلك من الصعوبة أن يحدث. أن الحراك السياسى والمناخ الديمقراطى الذى تشهده موسكو له تأثير فعال فى جعل الانتخابات الروسية تسير طبيعية وبشكل توافقى فى ظل أجواء الاستقرار التى أوجدها بوتين منذ عام 2000 .
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة