فى ذكرى طعن الإمام على.. كيف رأت الكتب الفتنة التى أنهت حكم الراشدين

الأربعاء، 24 يناير 2018 05:00 م
فى ذكرى طعن الإمام على.. كيف رأت الكتب الفتنة التى أنهت حكم الراشدين كتب "عبقرية الإمام- الفتنة الكبرى"
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"التاريخ 40 هجريًا - الواقعة طعن الإمام على بن أبى طالب - المكان مسجد الكوفة بالعراق - القاتل عبد الرحمن بن ملجم أحد الخوارج" ضرب الإمام حسب روايات مؤرخى السنة والشيعة، وهو يؤم المسلمين فى صلاة الفجر فى مسجد الكوفة، بسيف مسموم على رأسه، قائلا عبارته الشهيرة: "فزت ورب الكعبة"، ويذكر لنا أبو الفرج الأصفهانى فى كتابه "مقتل الطالبيين" أنه حمل على الأكتاف إلى بيته، وقال: "أبصروا ضاربى أطعموه من طعامى، وأسقوه من شرابى، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلنى وإن بقيت رأيت فيه رأيى"، نهايًا عن تكبيله بالأصفاد وتعذيبه، وجىء له بالأطباء الذين عجزوا عن معالجته فلما علم على أنه ميت قام بكتابة وصيته، إلا أن الوصية لم يكن له أثر يذكر فقد انقسم التاريخ بعد ذلك ووضعت نقطة فاصلة، ليبدأ سطر جديد دموى بين السنة والشيعية لم ينته حتى يومنا هذا. 

 

قتل إذن الإمام على خلفية الانقسام الحاد الذى أحدثه مقتل خليفة المسلمين الثالث عثمان بن عفان، والذى نشبت على إثره أولى معاركه "موقعة الجمل" التى انتهت لصالح على بن أبى طالب، ثم صفين التى كادت أن تحسم لصالح على، لولا تدخل عمرو بن العاص بمشورته لمعاوية بن أبى سفيان، برفع المصاحف على أسنّة الرماح، ومعنى ذلك وهو الاحتكام للقرآن الكريم، ووقف الاقتتال الذى كاد أن يحسمه بن أبى طالب لصالحه، وهو ما أسفر عن قتله فى نهاية المطاف.

 

رواية مقتل الإمام بعد طعنه على يد "بن ملجم" تناولتها العديد من الكتب والسير والأبحاث، فى محاولة لكشف سبب الحادثة، وفتنة المسلمين الكبرى، التى أنهت على دولة "الراشدين"، ومن هولاء كان الأديب الكبير عباس العقاد والتى يروى الواقعة فى كتابه "عبقرية الإمام"، "إن عبد الرحمن بن ملجم والبرك بن عبد الله وعمرو بن بكر التميمى، وهم غلاة الخوارج اجتمعوا، فتذكروا القتلى من رفاقهم وتذكروا القتلى من المسلمين عامة وألقوا وزر هذه الدماء كلها على ثلاثة من الكفار، أو أئمة الضلالة فى رأئهم، وهم (على بن أبى طالب، ومعاوية بن أبى سفيان، وعمرو بن العاص)، فقال ابن ملجم (أنا أكفيكم على بت أبى طالب) وقال البرك (أنا أكفيكم معاوية بن أبى سفيان)، وقال عمرو بن بكر (أنا أكفيكم عمرو بن العاص)".

 

عبقرية الإمام
عبقرية الإمام

 

وتابع العقاد فى وصفه للواقعة قائلا: وإن ضغينة الثأر لحافز أى حافز، وإن تهوس العقيدة لمثير أى مثير، وكان للمتآمرين الثلاثة قسط واف من هذين الحافزين، يغنى عن مزيد من التحريض على القتل والانتقام.

 

وذهب العقاد فى روايته عن حافز آخر حفز "ابن ملجم" على قتل الإمام على، وهو العشق والحب، ساردا أن الأول كان يحب فتاة من تيم الرباب قتل أبوها وأخوها فى معركة الخوارج، وكانت توصف بالجمال الفائق والشكيمة القوية، فلما خطبها ابن ملجم لم ترض به زوجا إلا أن يشفى لوعتها وقال (وما يشفيك) قال (ثلاثة آلاف درهم وعبد وقينة، وقتل على أبن أبى طالب).

 

وعن واقعة القتل يقول "العقاد" إن الإمام على ضربه ابن ملجم فى جبينه بسيف مسموم، وهو خارج للصلاة فمات بعد أيام وهو يجذر أولياء دمه من المثلة، ويقول لهم "يا بنى عبد المطلب، لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون: قتل أمير المؤمنين، قتل أمير المؤمنين، ألا لا يقتلن إلا قاتلى". وتابع "انظر يا حسن، إن مت من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة، ولا تمثل بالرجل فإنى سمعت رسول الله يقول : إياكم والمثلة ولو أنها بالكلب العقور".

 

عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، تحدث عن الواقعة هو الآخر، من خلال كتابه "الفتنة الكبرى- على وبنوه"، فأكد أن بعد الأتفاق الذى سبق ذكره فى السطور السابقة، بين الخوارج الثلاث، فأقام "بن ملجم" فى الكوفة يراقب يوم الموعد وساعته، ثم أقبل آخر الليل ومعه رفيق له استعانه على ما أراد، فانتظرا خروج الإمام من الصلاة، فلما خرج تلقياه بسيفيهما وهو يدعو الناس لصلاتهم، فأصابه سيف ابن ملجم فى جبهته حتى بلغ الدماغ، ووقع سيف صاحبه فى جدار البيت وخر على حين أصابته الضربة وهو يقول (لا يفوتنكم الرجل).

 

الفتنة الكبرى
الفتنة الكبرى

 

ويؤكد الدكتور طه حسين أنه تم الإمساك بابن ملجم بينما قتل صاحبه عندما حاول الفرار، وحمل على إلى داره فأقام فيها يومين وليلة ومات فى ليل اليوم الثانى، وبحسب "حسين" أيضا أن المؤرخون يروون أن قاتل على لقيه بالسيف وهو يقول "الحكم لله يا على لا لك" وعلى نفسه يقول "الصلاة عباد الله"، ويروى المؤرخون أيضا أن الإمام على أمر من حول أن يحسنوا طعام بن ملجم ويكرموا مثواه، فإن برئ من ضربته نظر، فإما عفا وإما اقتص، وأمرهم إن مات أن يلحقوه به، ولا يعتدوا عليه إن الله لا يحب المعتدين.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

كمال

أمال لو مش راشدين كان حصل أيه!

عجبي

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed

الخوارج نفس الفكر

من اتفقوا على القل كانوا يرون انهم افضل من الامام على نفسه واكثر منه ايمانا واسلاما بعد كل الاحاديث الواردة عن النبى صلى الله عليه وسلم فى سيدنا على "وغيره من الصحابة" يرى من يرى انه افضل منهم فماذا نقول فيهم والله لا اجد الا حسبنا الله ونعم الوكيل ادوا بنا الى فتنة مستمرة من 1400 عام ولا يعلم الا الله متى تنتهى اللهم جنبنا الفتن ونجنا منها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة