فى ذكرى ميلاده.. أيهما مدين للآخر أدونيس أم الثورة السورية؟

الإثنين، 01 يناير 2018 08:00 م
فى ذكرى ميلاده.. أيهما مدين للآخر أدونيس أم الثورة السورية؟ أدونيس
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الضيف الدائم على قوائم المرشحين للفوز بجائزة نوبل فى الآداب كل عام، وأحد المتبقين من جيل الرواد من الشعراء العرب، هو الشاعر السورى الكبير أدونيس.

واليوم تحل الذكرى الـ88 لـ ميلاد على أحمد سعيد إسبر المعروف بـ"أدونيس"، إذ ولد فى 1 يناير عام 1930، بمحافظة اللاذقية شمال سوريا.

وخاض الشاعر السورى العديد من المعارك طيلة تاريخه الأدبى المليئة بالأعمال والدواوين الشعرية، معارك وخلافات طويلة مع الوسط الثقافى العربى، منها ما كان فيها طرفًا أساسيًا ومنها ما لم يكن طرفًا ومن ذلك أن عاش الوسط الثقافى المصرى، معركة فى سبعينيات القرن الماضى، بعدما هاجم  الشاعر الكبير الراحل أمل دنقل، فى حوار له فى مجلة "الكراسة الثقافية"، واتهم فيه عددا من الشعراء الشباب بأنهم "أدونيسيون"، على خلفية قيام بعض الشعراء الشباب منهم حلمى سالم، وماجد يوسف، ورفعت سلام، وحسن طلب، وجمال القصاص، بتأسيس مجلة شعرية على خلاف تجربة أدونيس مع مجلة شعر، وهو ما رفضه هولاء الشعراء وقاموا بالهجوم الحاد على "دنقل".

الثورة السورية والربيع العربى

اتخذ الشاعر السورى الكبير موقفًا معاديًا من ثورات الربيع العربى التى بدأت فى المنطقة مع عام 2011، رافضًا للمعارضين المسلحين، وغالبية الشعب السورى لم يشارك فى الثورة السورية من الأساس، كما أنه رفض إدانة أى ممارسات للنظام السورى، مكتفيًا بالثبات على موقفه المناهض للثورة والمعارضة السورية المسلحة، ومن أول يوم فى الثورة السورية، يناصبها العداء، ويهاجمها فى المحافل الثقافية العالمية والإقليمية، ما جعله يتعرض للهجوم الدائم من داعمى المعارضة هناك.

ونشرت جريدة الحياة اللندنية فى يوليو الماضى، مقالاً للشاعر السورى، قائلاً: "حتّى الآن، حقّقت «ثورات الرّبيع العربيّ» المنجَزات التّالية:

أوّلاً ـ وسّعَت حدود هذا «الربيع» فصار الآن إسلاميّاً أيضاً.

ثانيًا ـ كانت الغالبيّةُ الكبرى من سكّان العالم العربى فقراء، عاطلين من العمل، أمّيين... إلخ. اليوم صارت أكثر فقراً، وبطالةً، وجهلاً.

ثالثًا ـ كانت الغالبيّةُ أكثرَ ميلاً للكفاح من أجل التقدّم التحرّر، وهى اليوم، على العكس، أكثر ميلاً للخضوع إلى «عقليّة» التخلّف والتراجع. تركيا المثل الأوّل. السودان مثلٌ آخر.

رابعًا ـ كان العرب أكثرَ سيطرةً على ذواتهم وأدواتهم وثرواتهم، فصاروا اليوم أكثر قرباً إلى ما يناقض هذا كلّه. صارت «ذاتُهم» لغيرهم، إذا تكلّمنا بلغة الفارابي: صاروا «أدواتٍ» و «آلات».

 

مجلة شعر

صدرت المجلة عام 1957 من لبنان، وأشترك فى تأسيسها الشعراء "يوسف الخال، أدونيس،خليل حاوى ونذير العظمة".

ودارات خلافات كبيرة بين أدونيس والخال، حيث خرج أدونيس عن اسباب ابتعاده عن مجلة "شعر" (فى 1963) لأن "معظم القائمين عليها وقفوا عند حدود الطريقة الموروثة واكتفوا بهذا التغيير" وبأن مجلة "مواقف" التى أنشأها فى 1968، جاءت لتتجاوز مجلة "شعر" وتكمل ما بدأت به.

وذلك بعد عودة المجلة من فتر ة توقف جاءت بين عامى  1964 و1967، وبعد عودتها صدرت المجلة بهيئة التحرير نفسها باستثناء الشاعر أدونيس، وبابتعاد خليل حاوى والناقدة خالدة سعيد والشاعر محمد الماغوط وكتّاب آخرين عن المجلة، وكان تعليق يوسف الخال حينها "التغير من طبيعة الحياة، لكنه إن لم يكن عفويًا وصادقًا وحقيقيًا، فهو أتعس حالا من الجمود".

ورغم مرور العديد من السنوات على المجلة والتى توقفت عن الصدور منذ أكثر من 35 عامًا، إلا أن معارك أدونيس مع مؤسسها ما زالت مستمرة وهناك العديد من الروايات حول ما حدث.

الإسلام السياسى والثابت والمتحول

لأدونيس تاريخ طول من الخلافات مع الجماعات الإسلامية ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين، وثقافتهم المحافظة والسلطوية فى البلدان العربية، حيث أكد فى أكثر من مناسبة بإن الإسلام رسالة روحية وليس دولة، ذلك كون الدولة تحمل من بين معانيها العنف مطالبًا بضرورة التحول إلى العلمانية، وذلك خلال تواجده بإحدى الفعاليات الثقافية بالقاهرة.

وفى القاهرة أيضًا ظهرت بوادر أزمة بسبب منع كتاب "الثابت والمتحول" للشاعر السورى، من معرض الكتاب، وذلك بعدما تم طبعته فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، إلا أن الهيئة نفت ذلك وتم تداول الكتاب بشكل طبيعى مرة أخرى.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة