كوارث "Advanc AD".. تزور شهادة الدبلومة الأمريكية.. وجمعت 29 مليون دولار خلال عام من المدارس.. وخرجت من رحم منظمة أمريكية كانت تمارس مخالفات الاعتماد الأكاديمى.. والتعليم: أوقفنا ترخيص المدارس لوضع ضوابط صارمة

الخميس، 28 سبتمبر 2017 07:41 م
كوارث "Advanc AD".. تزور شهادة الدبلومة الأمريكية.. وجمعت 29 مليون دولار خلال عام من المدارس.. وخرجت من رحم منظمة أمريكية كانت تمارس مخالفات الاعتماد الأكاديمى.. والتعليم: أوقفنا ترخيص المدارس لوضع ضوابط صارمة د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم
كتب محمود طه حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- وليد أبو شقرا: التعليم طالبت المستثمرين بالتعامل معها والحصول على خطابات رسمية منها.. وليس لها أحقية الاعتماد خارج أمريكا

 

- منحت شهادات لطلاب لم يلتحقوا بالمدرسة مقابل رسوم 3 سنوات دراسية

 

ـ مصادر: المنظمة غير معترف بها

 
 

ـ ظهرت فجأة واحتضنتها وزارة التربية والتعليم

 

ـ اعتمدت 196 مدرسة فى مصر و27 ألف على مستوى بعض الدول

 
 

ـ تقرير عن المركز الثقافى بواشنطن يكشف تزويرها لشهادات

 

حلقة جديدة تسجلها سياسة "الإخصاء الفكرى" المنتهجة عبر العديد من المنظمات المشبوهة، والتى تلتحف عباءة "الارتقاء بالفكر والتعليم" بهدف "مص دم المصريين"، مع بطل جديد وهو مؤسسة أدفانس إد "Advanc AD" التى ظهرت فجأة منذ قرابة 10 سنوات مضت وولدت من رحم إحدى المنظمات الأمريكية، التى كان يطلق عليها "سيتا"، وتخصصت فى اعتماد برنامج المدارس الأمريكية فى عدة دول عربية وأوروبية لجنى الأرباح من أولياء الأمور والمدارس عن طريق إصدارها شهادات مضروبة ومزورة لطلاب لم يحصلون من الأساس على شهادة "السات SAT"، التى تعد أهم وأصعب اختبار فى الدبلومة الأمريكية.

طارق شوقى وزير التربية والتعليم

وفى هذا الصدد كشف وليد أبو شقرا، مدير عام المدارس الأمريكية الدولية فى مصر والخارج، تاريخ تلك المنظمة المشبوه ودورها فى حصول طلاب على الدبلومة الأمريكية بطريق غير صحيحة، موضحا أن أدفانس إد ظهرت منذ 11 سنة مضت بعد غلق المؤسسة الأم وهى "سيتا"، التى كانت تعتمد المدارس الأمريكية فى العديد من الدول العربية والأوروبية.

 

وأضاف أبو شقرا، فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع"، أن التعليم الأمريكى فى مصر افتتح على نطاق واسع بعد أن كان هناك مدرستين للسفارة الأمريكية واحدة فى الإسكندرية وأخرى فى القاهرة، متابعا: "بعد ذلك افتتحت مدرسة أمريكية ثالثة، وحازت على الاعتماد الاكاديمى من منظمة الولايات الوسطى للمدارس والجامعات " " middle sates، وكان المدير التنفيذى للجنة المدارس الابتدائية فى المنظمة يرغب فى نشر طريقة الاعتماد الأكاديمى فى العالم وأنشأ منظمة تسمى "سيتا".

 

مدارس امريكية بمصر

 

المؤسسة تخرج من رحم منظمة "سيتا"

وأوضح مدير عام المدارس الأمريكية الدولية فى مصر والخارج، أن "أدفانس أد" خرجت من رحم منظمة سيتا والتى ألغت نشاطها بعد حل مجلسها نظرا لأن العديد من أعضاء المجلس شرفاء وكانوا على علم بما كانت تمارسه فى خارج الولايات المتحدة الأمريكية حسب ما أكده له المدير التنفيذى لسيتا.

 

وأشار وليد أبو شقرا أن "Advanc AD" استمرت فى نشاطها باعتماد المدارس الأمريكية وأصبح لديها 27 ألف مدرسة معتمدة وفى وقت قصير جدا اعتمدت 196 مدرسة فى مصر، لافتًا إلى أن سبب توقف نشاط "سيتا" وجود ممارسات مخالفة للاعتماد الأكاديمى.

 

كيف تعاملت وزارة التعليم مع "أدفانس أد"

؟

وأكد "أبو شقرا" أن "أدفانس أد" دخلت بقوة فى مصر وفجأة اشترطت وزارة التربية والتعليم، على أى شخص أو مستثمر يرغب الحصول على ترخيص مدرسة أمريكية، الحصول على جواب بأن Advanc AD سوف تعتمده علما بأن الاعتماد الاكاديمى لا يدخل فى ترخيص المدارس، ولكن أى مدرسة بعد أن تعمل بجدية لمدة عام يحق لها بطلب الاعتماد الأكاديمى، وتابع أنه خلال عام تُقيم المدرسة نفسها وتمنح تقاريرا منها استطلاعات رأى للأهالى والطلاب، ثم تأتى بعد ذلك لجنة من أمريكا ويتم اعتماد المدرسة.

 

ووفقا لوليد أبو شقرا فإن سيتا وأدفانس أد ظهرت فجأة واعتمدت مئات المدارس دون معايير، متسائلا: "كيف تم ذلك وأين الأجهزة؟، مؤكدا أن هناك جميعات ومنظمات عددها 7 عمرها أكثر من 100 عام قسموا الولايات المتحدة الأمريكية لـ" 6 مناطق" وأيضا مناطق العالم للاعتماد الاكاديمى بحيث تكون مسئولة عن الاعتماد وبعد فترة تداخلت الأمور وكانت مناطق الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وإفريقيا وأوروبا كانت تعتمدها منظمةmiddle sates"، وهى المنظمة الرئيسية فى مصر للاعتماد، حيث إنها تعتمد الجامعة الأمريكية وبعض المدارس.

 

طلاب مدارس أمريكية
 

 

"ادفانس أد" تجمع 29 مليون دولار بدل اعتمادات

وكشف "أبو شقرا" أنه بعد ظهور منظمتى "سيتا" و"أدفانس أد"، اكتشفوا أنه هناك مجالا للربح الكبير، ثم توقفت سيتا واستمرت أدفانس أد بقوة، وحسب تقاريرهم تقاضت "أدفانس أد" مبلغ 29 مليون و400 ألف دولار بدل اعتمادات خلال عام 2014 فقط، وبالتالى بدأت تظهر بعض المدارس تمنح شهادات لطلاب لم يلتحقون بالمدرسة من خلال اعتماد تلك الشهادات من منظمة "أدفانس أد"، مشيرا إلى أنه من خلال ما تم الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام المختلفة كان الطالب يتمكن من شراء الشهادة 3 سنوات مقابل رسوم لكل سنة منها على حدة، وهو ما يضرب بمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب عرض الحائط، فطالب يكد ويعمل 12 عاما فى مقابل آخر يحصل على أعلى مجموع دون تعب.

 

وأكد "أبو شقرا" أنه حصل على نماذج من وزارة التعليم العالى لشهادات مزورة، مضيفا أن التعليم فى أمريكا حر وهذا الأمر منح مجالا لظهور تلك الجمعيات مشيرا إلى أن 3 منظمات فقط تعتمد خارج الولايات المتحدة، ليس من بينها "أدفانس أد".

 

وشدد "أبو شقرا" على أن معظم المدارس الأمريكية سحبت من "أدفانس أد" الاعتماد، ولهذا بدأ هو وأصدقاء له فى تأسيس الجمعية الأمريكية لنزاهة الاعتماد الأكاديمى، وهذه الجمعية سوف تدعم التعليم الأمريكى فى العالم وتراقب الممارسات بمنتهى النزاهة والشفافية ودون استهداف أى أرباح منتظرة، على عكس الجمعيات المشبوهة مثل أدفانس أد.

 

وتابع: "أدفانس أد خلقت نفسها وأعلنت أنها جمعية تريد أن تعتمد وهى لا تتبع الحكومة الأمريكية فمنذ 100 عام ظهرت جمعيات وكان لها مصداقية، ولكن أدفانس أد منحت نفسها صلاحيات لاعتماد الشهادات دون رقابة من أحد، وليست ذات مصداقية وهو ما يظهر من ممارساتها المثيرة للتساؤلات، وأيضا أختامها على الشهادات المزورة".

 

تزوير الشهادات

وفى السياق ذاته أسقط تقرير من السفارة المصرية بواشنطن صادر فى 21 أكتوبر 2014، وموجه إلى وزارة التعليم العالى، أوراق التوت عن حقيقة تلك المنظمة المشبوهة، حيث ذكر الخطاب أنه بشأن الإفادة عن صحة التوقيعات والأختام المصدقة على أوراق 7 طلاب، وبعد مقارنتها بالنسخة الضوئية الموجودة بملفات الحفظ بالمكتب الثقافى، تبين أن المكتب الرسمى المعتمد لم يختم شهاداتهم من الأصل، وأن الأختام والتوقيعات الواردة بأوراق الطلاب السبعة غير صحيحة.

 

وكشفت مصادر مسئولة بوزارة بداية ظهور أدفانس أد داخل وزارة التربية والتعليم، قائلة: "كانت بدايتها منذ 10 سنوات، وكانت الوزارة تطلب من أصحاب المدارس الدولية الحصول على خطابات من المنظمة باعتماد المدرسة، التى ترغب فى الحصول على تراخيص مقابل 10 آلاف دولار للخطاب الواحد".

 

وأوضحت الوزارة أنه فى العام الماضى دعا الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم السابق، أحد أصحاب المدارس الدولية الأمريكية لاجتماع عاجل بعدما أخبره الأخير بوجود تزوير فى بعض الشهادات من قبل منظمة "أدفانس أد"، وأثناء الاجتماع فوجئ الوزير بحضور "ر أ" الاجتماع دون صفة وهو نفس الشخص الذى ظهرت فى عهده تلك المنظمة عندما كان يشغل منصبا قياديا فى الوزارة آنذاك.

 

وأوضحت المصادر، أن المفاجأة رغم علم الوزارة بتزوير "أدفانس أد" للشهادات، جددت قيادات الوزارة الثقة فيها، رغم أن جميع الوقائع المرصودة حينها أجمعت على ان المنظمة "بتمص دم الشعب المصرى" وأفقدت شهادات الدبلومة الأمريكية مصداقيتها، ورسخت حقيقة لا تقبل الشك وهى أنها مجرد "سبوبة كبيرة" يستفيد منها بعض الأشخاص، مشددة على أنها مؤسسة غير معترف بها".

 

وقف تراخيص المدارس الأمريكية لحين وضع ضوابط صارمة

وفى سياق متصل، أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، وقف منح تراخيص المدارس الأمريكية فى مصر، حيث علق الوزير الدكتور طارق شوقى قائلا: "أننا غير مرتاحين لموضوع الترخيص بالشكل الحالى للمدارس الأمريكية تحديدا، لأن الولايات المتحدة لا يوجد فيها جهة واحدة لمنح الشهادات والترخيص، لأن كل ولاية أمريكية لها طريقة تعامل، ولذلك أوقفنا ترخيص المدارس الأمريكية الجديدة لحين وضع ضوابط صارمة، ولن نسمح بشهادات مضروبة مرة أخرى".

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة