الجمعة ..الجولة الثانية من محادثات "نافتا" على وقع تهديدات ترامب

الخميس، 31 أغسطس 2017 01:14 م
الجمعة ..الجولة الثانية من محادثات "نافتا" على وقع تهديدات ترامب ترامب - أرشيفية
(أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد أيام من تهديدات الرئيس الاميركى دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاقية امريكا الشمالية للتجارة الحرة (نافتا) يبدأ المفاوضون الجمعة الجولة الثانية من المفاوضات بهدف تحسين تلك الاتفاقية.

وبعد وضع جدول مواعيد طموح فى الجولة الاولى التى اجريت فى واشنطن من 16 الى 20 آب/اغسطس، يدخل المفاوضون الاميركيون والمكسيكيون والكنديون فى التفاصيل العملية على مدى خمسة أيام من المحادثات فى مكسيكو.

وصعد ترامب خطابه المعارض لنافتا قبيل الجولة الثانية قائلا ان المكسيك "تبدى صعوبة" وان الولايات المتحدة ربما "ينتهى بها الامر الى الغاء" اتفاقية التجارة التى تعود الى 23 عاما ويتهمها بنقل الوظائف الاميركية الى جنوب الحدود.

لكن يبدو ان قدرة ترامب على احداث صدمة تتراجع فى المكسيك، حيث كانت تغريداته ذات يوم قادرة على جعل عملة البيزو تتراجع بشكل سريع.

وقال كبير خبراء الاقتصاد فى بنك سكوتيا جان-فرنسوا بيروه ان "النفوذ الذى تتمتع به الولايات المتحدة داخل نافتا ربما هو أقل بقليل مما تظنه ادارة ترامب".

ورفضت المكسيك تهديدات ترامب بالغاء الاتفاقية بوصفها مسعى لفرض اسلوبه "الغريب" فى التفاوض، بحسب ما قاله وزير خارجيته لويس فيديغاري. وردت الحكومة على سلسلة من التغريدات النارية لترامب ببيان جريء تقول فيه انها لن تتفاوض على الاتفاق على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويتوقع معظم الخبراء الان استمرار الاتفاقية لكن بتعديلات بسيطة، رغم انه لا شيء مؤكد مع ترامب، كما يقولون.

وقال نيل شيرينج خبير الاقتصاد لدى مؤسسة الاستشارات كابيتال ايكونوميكس ومقرها لندن لوكالة فرانس برس "الاساس ان تتمكن جميع الاطراف من ايجاد ارضية مشتركة، ومن غير المرجح ان تؤثر التعديلات الطفيفة على العلاقات التجارية داخل الكتلة".

وبنهاية الامر قد لا يكون امام ترامب مجالا كبيرا للمناورة.

وتعتمد نحو 14 مليون وظيفة اميركية على التجارة مع المكسيك وكندا، بحسب غرفة التجارة الاميركية. ويواجه الرئيس ضغوطا قوية من قطاع الصناعة الاميركى لابقاء الاتفاقية.

رغم تهديدات ترامب يسجل اقتصاد المكسيك نموا بطيئا رغم تراجعه فى اعقاب انتخاب الرئيس الاميركى.

وسجلت المكسيك نموا بنسبة 3 بالمئة على اساس سنوى فى الربع الثانى من العام، ورفع البنك المركزى توقعاته للنمو فى 2017 الاربعاء من 2 الى 2,5 بالمئة.

واشار البنك الى "تراجع احتمالات" حدوث مشكلات كبيرة فى العلاقة مع الولايات المتحدة.

ومع ذلك، وحيث ان ترامب هو ترامب، وضعت الحكومة المكسيكية خطة بديلة فى حال فشل المفاوضات.

وقالت ان الخطة تشمل تنويع الشركاء التجاريين بهدف تقليص الاعتماد على الولايات المتحدة، التى تبلغ صادرات المكسيك اليها حاليا 80 بالمئة من مجمل صادرتها.

وقال اليخاندرو لونا الشريك فى مكتب المحاماة "سانتامارينا وستيتا" المختص بالاعمال "لا يزال بامكانه ان يفاجئنا. ترامب يمسك بالسلطة التنفيذية" للانسحاب من الاتفاقية.

وتنبأ جولة ثانية "صعبة" من المفاوضات.

وعلى طاولة المفاوضات العديد من المواضيع الحساسة ومنها مطالب الولايات المتحدة بالغاء آلية حل النزاعات فى نافتا وتغيير قواعد بلد المنشأ فيما يتعلق بقطاع السيارات بحيث ان تكون نسبة مئوية محددة من مكونات السيارات مصنعة فى الولايات المتحدة كى لا تخضع للرسوم الجمركية.

ويركز ترامب اهتمامه ايضا على خفض العجز التجارى للولايات المتحدة مع المكسيك البالغ 64 مليار دولار -- مع ان خبراء الاقتصاد يقولون انها مسألة هيكلية لا يمكن تغييرها بمحادثات تجارية.

وستتعرض المكسيك لضغوط لتحسين قوانين العمل ورفع مرتبات عمال المصانع الذين يتقاضون ما معدله 2,30 دولار بالساعة، اى عشر معدل راتب عمال المصانع فى الولايات المتحدة.

وتنتقل المفاوضات بعد ذلك الى اوتاوا فى اواخر ايلول/سبتمبر، ثم الى واشنطن فى تشرين الاول/اكتوبر.

ويسعى المفاوضون الى التوصل بسرعة لاتفاقية، قبل انطلاق الحملة فى المكسيك للانتخابات الرئاسية المرتقبة فى تموز/يوليو 2018 والانتخابات النصفية فى الولايات المتحدة فى تشرين الثاني/نوفمبر 2018.

لكن من غير المتوقع خروج معلومات كثيرة عن المفاوضات: فقد اتفقت الاطراف الثلاثة على ابقاء المحادثات سرية حتى انتهاء التفاوض، والتى يأملون ان تكون قبل نهاية العام.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة