أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

رفعت السعيد.. صفحة من تاريخ السياسة واليسار فى مصر

السبت، 19 أغسطس 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدكتور رفعت السعيد الراحل عن عالمنا، حالة تختصر الكثير من التفاصيل فى عالم السياسة عموما، واليسار المصرى على وجه الخصوص.. وهى مسيرة تزدحم بالكثير من التفاصيل والصراعات والخلافات والاتفاقات، وأيضا ارتبطت بمراحل تاريخية متغيرة.
 
هناك فرق بين صورة الدكتور رفعت السعيد الكاتب والمؤرخ لليسار، وبين السياسى، الذى شغل مناصب مختلفة فى حزب التجمع والحركة اليسارية من الخمسينيات من القرن العشرين وحتى اليوم.. أما الصورة الأكثر وضوحا وثباتا فهى كون الدكتور رفعت السعيد أحد أهم مؤرخى الحركة اليسارية فى مصر.
 
أهم ما أنجزه فى هذا المجال مجموعة كتب أبرزها «تاريخ الحركة الاشتراكية فى مصر» و«الصحافة اليسارية فى مصر»، و«هكذا تكلم الشيوعيون» وغيرها، التى قدم فيها توثيقا تاريخيا للتنظيمات اليسارية، وإصداراتها وأنشطتها وخلافاتها منذ نشأتها فى بدايات القرن العشرين وحتى فترة الثمانينيات.. وتعد هذه المؤلفات أكثر الأعمال شمولا.. وحسب ماهو متوفر لم يقدم أى مؤرخ أعمالا حول اليسار فى مصر، مثلما فعل السعيد.
 
بالطبع صدرت مذكرات وكتابات متفرقة لقادة ورموز اليسار، لكن ظلت مؤلفات السعيد هى الأكثر تغطية لفترات وتيارات وتنظيمات مهمة. ولهذا تمثل مؤلفات رفعت السعيد مراجع، وحتى من اختلفوا حولها فقد كانت خلافاتهم فى التفاصيل وليس فى الأصول.
 
هناك مؤلفات أخرى مهمة للدكتور رفعت السعيد منها كتابه المهم عن الزعيم مصطفى النحاس، وأيضًا عن ثورة 1919.  فضلا عن كتابات ومؤلفات نقدية للإخوان وتيارات الإسلام السياسى، كان السعيد فيها ناقدا ومختلفا بشكل شامل وجذرى، ظل السعيد متمسكا بآرائه فى كل الفترات. ويمثل تيار الإسلام السياسى خصما واضحا للدكتور رفعت السعيد، لكونه قدم خطا واضحا فى انتقاد ومعارضة هذا التيار، وفى المقابل ناصبه هؤلاء العداء.
 
فيما يتعلق بالدكتور رفعت السعيد الكاتب والمؤرخ، فإن الخلافات معه تتركز فى خصوم تاريخيين من الإخوان وتنوعاتهم، ومن اليسار فإن الخلافات تأتى فيما يتعلق بنشاط السعيد السياسى، عندما تولى رئاسة حزب التجمع، فى مرحلة حرجة من تاريخ اليسار والسياسة عموما.
 
حزب التجمع نشأ بصيغة توافقية فى نهاية السبعينيات، تجمع اليسار بتنوعاته وتناقضاته واختلافاته. ووحدته معارضة الرئيس السادات، ولما رحل السادات واجه اليسار وقطاعات من المعارضة أزمات الصراعات الداخلية.
لم يكن الدكتور  رفعت السعيد توافقيا مثلما كان مؤسس التجمع وزعيمه خالد محيى الدين.
 
والمختلفون مع الدكتور رفعت السعيد متنوعون، بين خصوم جذريين من الإخوان أو الجماعات الدينية ضد أفكار رفعت السعيد، ومن داخل اليسار هناك من يختلفون مع توجهاته وآرائه بحكم المصالح والانتماءات داخل اليسار.
 
لكن يظل الدكتور رفعت السعيد واحدًا من أكثر الشخصيات السياسية ثراء، وإخلاصا لأفكاره وما يعتقده، ويتفوق على كثير من خصومه أنه ظل يعمل ولديه دائما مايبقيه فى ذاكرة السياسة والأفكار.. ويظل السعيد صفحة مهمة من تاريخ السياسة واليسار فى مصر.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الله يرحمه

الله يرحمه بس الكتب والمؤلفات لا تبني دوله وتبلع الميزانيه ....

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد المصرى

احد ابرز المعارضين الشرفاء

لا شك ان الراحل دكتور رفعت السعيد يعد احد ابرز من عارض واتفق بشرف ويعد ابرز مؤرخى اليسار المصرى وكان احد ابرز من دافع عن الدوله المصريه ضد هجمات جماعات التخلف والجهل.. والى صاحب التعليق رقم 1 اللى بيقول ان الكتب والمؤلفات لا تبنى دوله ..هكذا عندما يحكم الجهل العقول ولا يعرف الناس تاريخهم من مؤلفات وكتب وهناك من يتعلم الان من مؤلفات وكتب مرت عليها مئات السنين...

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري اصيل

رحمه الله

رحمه الله رفعت السعيد كان معارضا جذريا قويا فى الحق المنقوص ولم يتوان لحظة عن التدليس الممهور بقوة المصلحة .. رحمه الله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة