أسرار الدعم القطرى للحوثيين.. الإمارة منعت القضاء على تمرد صعدة.. والانقلابيون يدينون بالفضل لآل ثانى.. و20 عاما من التمويل والتسليح بالتعاون مع إيران.. والدوحة استهدفت إشعال المنطقة الجنوبية السعودية

الخميس، 10 أغسطس 2017 09:00 ص
أسرار الدعم القطرى للحوثيين.. الإمارة منعت القضاء على تمرد صعدة.. والانقلابيون يدينون بالفضل لآل ثانى.. و20 عاما من التمويل والتسليح بالتعاون مع إيران.. والدوحة استهدفت إشعال المنطقة الجنوبية السعودية تميم بن حمد والحوثيين
كتب: محمد أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ظلت علامات الاستفهام حول الموقف القطرى من الانقلاب الحوثى فى اليمن حائرة تطل برأسها بين الحين والآخر لمحاولة الإجابة على تساؤلات التناقضات الحادة فى مواقف الدوحة من مجريات الأوضاع فى اليمن، تلك التى تندد بالانقلاب فى العلن وتدعمه فى الخفاء حتى كشفت الوثائق حقيقة مواقف آل ثانى التى تستهدف زعزعة الأمن اليمنى وإشعال الأوضاع الحدودية فى البوابة الجنوبية الحصينة للمملكة العربية السعودية.  

إطلالة على التاريخ القريب

وتدين حركة الحوثيين بالولاء لقطر لأنها أنقذتها من التفكك والانحسار منذ حروب صعدة الست، فهى الوحيدة التى أنقذتها بعد أن أوشكت القوات الحكومية على القضاء عليها، وما يزال قادة التنظيم يتذكرون الجميل الكبير الذى قام به حمد آل ثانى حين تطوع وتوسط لتسوية الصراع، بعد مقتل مؤسسها حسين بدر الدين الحوثى فى الحرب الثالثة يونيو 2006.

 

وحين وقف الجيش اليمنى تقدمه نحو منطقة مطرة الجبلية، آخر معاقل المتمردين شمالى محافظة صعدة، والتى كان يتواجد فيها زعيم الحوثيين حاليا عبد الملك الحوثى، لم يكن الأمر مفهوما، إلى أن أبرمت قطر صفقة ضمنت بموجبها، مقابل أن يقيم شقيق مؤسس حركة الحوثيين يحيى ووالده بدر الدين الحوثى وعمه عبد الكريم مؤقتا فى الدوحة، وأن تتولى قطر دفع مساعدات وتعويضات وإعادة الإعمار بالمناطق المتضررة من الحرب.

 

وقتها كان الرئيس اليمنى المخلوع على عبد الله صالح، يشكو من الدعم الكبير الذى يتلقاه الحوثيين من قطر بتوافق مع إيران، كما اعتبرت قيادات الجيش اليمنى أن الوساطة القطرية أنقذت الحوثيين من الهزيمة والقضاء عليهم.

دعم قطرى واسع للحوثيين

ويرجع الدعم القطرى لجماعة الحوثى إلى عام 2004 وهو الدعم الذى تم بالتعاون مع إيران للمتمردين الحوثيين فى اليمن، فيما أشارت صحف يمنية إلى أن ذلك الدعم لم يتوقف منذ 2004 إلى الآن.

 

ولم تقم قطر بأى دعم تنموى أو سياسى أو إعلامى للدولة اليمنية طوال العقود الماضية وحتى بعد تسلم الرئيس هادى الحكم، بل خصصت دعمها للميليشيات لوسائل تدمير الدولة تنفيذا لتوجهات إيران فى المنطقة الهادفة لتصدير الثورات سواء فى دعمها للحوثيين أو للإخوان المسلمين واحتضانهم.

 

كما دعمت قطر الحوثيين وطلبت منهم الهجوم على الدول العربية لاسيما المملكة العربية السعودية وهو ما كشفته وثيقة نشرها الإعلام السعودى وكشفت عن كثب حقيقة التواصل بين أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثانى، وبدر الدين الحوثى والد حسين وعبد الملك الحوثى، وكانت موجهة من الحوثى إلى أمير قطر، تتضمن حقيقة الدور القطرى فى الهجوم على الحدود الجنوبية للسعودية.

 

وحملت الوثيقة أسمى عبارات الشكر والعرفان لأمير قطر السابق والد الأمير الحالى تميم بن حمد، على دعمه السخى، كذلك وقفة من أسماهم بأسود إيران، وأفصحت عن حقيقة المخطط الأميرى لحمد آل ثانى تجاه السعودية، والذى كان يظهر انتقادا للسعودية وشعبها، كذلك حقيقة الدعم المالى الذى وفرته قطر للحوثيين، والذى مكنهم على حد زعمهم من تحقيق الانتصارات، وعاهد الحوثى أمير قطر بأن يواصل المعركة والتقدم للوصول إلى جازان والزحف نحو المقدسات فى مكة والمدينة.

 

الوثيقة تفضح تناقض السياسة القطرية فى اليمن، والتى انتقلت بين الزعم بالعمل على إيقاف عمليات جماعة الحوثى الانقلابية، وبين دعمها بالمال والسلاح فى الخفاء لإلحاق الضرر بالسعودية وإشغالها فى الجنوب بتحركات الحوثيين منذ عام 2003 وحتى الآن.

أسرار الدعم وخباياه

من جانبه قال الباحث اليمنى محمد الولص بحيبح، فى تصريحات إن العلاقة المبكرة بين قطر والحوثيين تعود إلى محاولة القطريين الإضرار بالسعودية، فى وقت كانت العلاقات الدبلوماسية بدأت تسوء بين البلدين.

 

ورأى بحيبح أن الدوحة بدأت باستخدام ورقة الدعم المالى للحوثيين عبر سفارتها فى صنعاء، ودعم الميليشيات بمبلغ مقطوع شهريا لأنشطة معهد دينى طائفى يتبع للحوثيين فى صعدة، وارتفع الدعم القطرى للمعهد الطائفى فى عام 2003، فى وقت كان القيادى الحوثى يحيى قاسم عواضة يتسلم تلك الحوالات.

 

وأضاف أن التحالف القطرى - الحوثى ظهر جليا فى الحرب الرابعة، إذ سعت الدوحة لتدويل القضية، وحاولت لعب دور إقليمى فى المنطقة عبر قيادتها لوساطات رسمية بين المتمردين والحكومة اليمنية، واستطاعت أن تساهم فى تحويل الحوثيين من ميليشيات مسلحة إلى كيان سياسى له علاقات دولية، فى محاولة لإسقاط تجربة حزب الله اللبنانى فى اليمن وبدعم إيرانى.

 

وكغيره من الباحثين اليمنيين، يتهم بحيبح الدوحة باستغلال ملف إعمار صعدة فى دعم الحوثيين بمبالغ كبيرة تجاوزت مئات الملايين، ما مكن الحوثى من تعزيز قواته الميدانية، وشراء سياسيين فى المشهد اليمنى.

 

وأشار بحيبح إلى أن قطر قدمت أكثر 100 جهاز اتصال دولى ثريا، لدعم قيادات حركة الحوثى فى التواصل مع حلفائهم الممثلين فى طهران وميليشياتها فى الضاحية الجنوبية بلبنان، موضحا أن أجهزة الاتصالات جاءت من سيف البوعينين رئيس اللجنة القطرية فى الوساطة آنذاك.

 

واتهم الباحث اليمنى قطر بتسهيل نقل القيادى الحوثى يحيى بدر الدين من صنعاء إلى ألمانيا للجوء سياسيا فى نهاية 2007، ووفرت له الدوحة كامل الدعم المالى والإعلامى والسياسى من سفارتها فى برلين، وأطل لمهاجمة السعودية عبر ذراع الدوحة الإعلامية (قناة الجزيرة)، ويذهب الباحث اليمنى إلى أبعد من ذلك، إذ يؤكد وجود تنسيق إيرانى قطرى أفضى بتوجيه الحوثيين عبر القيادى يوسف الفيشى الذى يوصف بمهندس الاتفاق بين الحوثيين وحزب المخلوع، لمهاجمة الحدود السعودية، مستشهدا بسفر الفيشى إلى الدوحة مرتين فى ذلك العام.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة