"جعفرى" و"سليمانى" و"باقرى".. أذرع إيران الإرهابية فى الشرق الأوسط.. قائد الحرس الثورى خادم خامنئى فى ملفات نشر الفوضى.. رئيس الأركان مهندس الدمار.. ودماء اليمنيين تلطخ أيادى جنرال "فيلق القدس"

الخميس، 29 يونيو 2017 03:00 ص
"جعفرى" و"سليمانى" و"باقرى".. أذرع إيران الإرهابية فى الشرق الأوسط.. قائد الحرس الثورى خادم خامنئى فى ملفات نشر الفوضى.. رئيس الأركان مهندس الدمار.. ودماء اليمنيين تلطخ أيادى جنرال "فيلق القدس" جعفرى و قاسم سليمانى ومحمد باقرى
كتب: محمد أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يظهر المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى والرئيس حسن روحانى فى واجهة الأحداث الكبرى، وتوضع صورهما أعلى الأخبار، خاصة تلك التى تكون فيها إيران بطلة الصراع، أو التى تنخرط من خلالها فى ميادين القتال خارج الجمهورية الإسلامية، لكن كواليس الأمور وحقائقها تشير إلى ثلاثة قادة عسكريين، هم الأبطال الفعليين للأخبار، وهم الذين حولوا الحرب وفق المعايير الدولية من الدفاع إلى الهجوم، بأن نقلوا ساحات الصراع من الداخل إلى الخارج، مستهدفين تجميع النفوذ والسلطة والثروة، ومن خلال السطور التالية نستعرض سطورا مكثفة تكشف النقاب عن الوجوه الحقيقية لصناعة الإرهاب الإيرانى الميليشياتى الطائفى بالعواصم العربية الخمس.

 

جعفرى.. قائد الحرس الثورى واليد الباطاشة لخامنئى

منذ يوم السبت الموافق 1 سبتمبر من العام 2007 أصبح اللواء محمد على جعفرى القائد العام لمؤسسة الحرس الثورى، ومعنى ذلك أنه لم يصبح فقط أكبر رتبة عسكرية فى المؤسسة التى تقوم بأدوار حربية كبرى خارج إيران وأدوار اقتصادية داخل البلاد فقط، بل أصبح كذلك اليد الباطشة لمؤسسة المرشد الأعلى للبلاد على خامنئى واليد الطولى التى تنفذ سياساته خارجيا وداخليا.

جعفرى بتابع عرضا عسكريا
جعفرى يتابع عرضا عسكريا

 

فى السنوات العشر التى تولى فيها على جعفرى السلطة نفذ أجندة دعم الحوثيين فى اليمن، وكم كان الرئيس المخلوع على عبد الله صالح يشتكى رسميا من تدخلات الحرس الثورى فى  بلاده ودعمه بالمال والسلاح والتدريب المقاتلين الحوثيين، هذا على سبيل المثال وليس الحصر.

 

كما نجح جعفرى فى بسط الأجندة التسليحية لبلاده فى العراق وعمل على اختيار السفراء والقادة الذين يتمكنون من تنفيذ المهام، ومنهم على سبيل المثال، اللواء قاسم سليمانى، الذى سيأتى الحديث عنه فى السطور التالية.

 

فى سوريا لم يختلف الأمر كثيرا إذ شهدت فترة رئاسته للمؤسسة نشوب الثورة السورية وتحولها إلى حرب أهلية ـ إقليمية ـ دولية، ساعدت قواته فى إزكائها وحتى وقت كتابة هذه السطور نجح جعفرى فى تثبيت بشار الأسد على قمة السلطة النظرية فى دمشق، حتى مع الثمن الباهظ الذى دفعته سوريا من ثروتها واستقرارها وأرواح أبنائها.

 

وفى شهر يونيو 2017 انتقل جعفرى ليصبح صانع القرار الأول فى العاصمة العربية الخامسة، بعد بغداد وصنعاء ودمشق وبيروت، بأن تولى السلطة عمليا فى الدوحة، ونقل نفوذ طهران سياسيا واقتصاديا إلى قطر، وأشرف على تأمين ميليشيات الحرس الثورى كل مؤسسات الدولة القطرية، كما أشرف على الخط الجوى الهائل المفتوح على مصراعيه بين مطارات إيران ومطارات قطر، والذى استخلصت إيران من خلاله أكثر من مليار دولار ثمن البضائع الفارسية المصدرة إلى الدوحة.

 

قاسم سليمانى.. قائد فيلق القدس والبطل القومى فى إعلام خامنئى

لا يعتبر قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس بالحرس الثورى، قائدا عسكريا عاديا فى إيران، فالبرغم من أنه يقود الفيلق المسؤول عن تنفيذ المهام الخارجية لبلاده فى العواصم العربية، إلا أنه ـ وفقا لوكالات الأنباء الإيرانية الموالية للمرشد والحرس الثورى (فارس & تسنيم) ـ يعد بطلا قوميا نجح فى إعلاء كلمة فارس على الضفة الغربية من الخليج العربى فى عدد من ميادين القتال باليمن والعراق وسوريا ولبنان وأخيرا بقطر.

 

فى يوم الخامس والعشرين من أكتوبر بالعام 2007 تم تصنيف قاسم سليمانى على قائمة الأشخاص المطلوبين دوليا باعتباره من كبار رعاة الإرهاب بالعالم، وتم وضع اسمه على قوائم ترقب الوصول فى عدد من مطارات أمريكا والغرب، وفقا لبيان وزارة الخارجية الأمريكية، جنبا إلى جنب مع أربعة قادة عسكريين إيرانيين؛ بتهمة تمويل الإرهاب ودعمه.

قاسم سليمانى
قاسم سليمانى

 

ولد قاسم سليمانى فى محافظة كرمان جنوب شرقى إيران فى يوم الحادى عشر من مارس بالعام 1957 وعندما نشبت الثورة الإسلامية على يد الخمينى كان من الشبان الريفيين المناهضين للشاه، ولذلك انضم إلى الحرس الثورى فور تأسيسه بالعام 1980م، وتدرج فى المناصب حتى أصبح قائدا لفيلق القدس، أقوى فيالق الحرس الثورى إبان ثورات الربيع العربى وتحديدا فى يوم الاثنين 24 يناير من العام 2011.

 

يستمد قاسم سليمانى أهميته فى الاستراتيجية الإيرانية التى تستهدف خلق ميادين صراع فى مناطق جغرافية خارجية؛ لتأمين الداخل، فى أنه نجح بالفعل فى تحقيق تلك الاستراتيجية بل وتطويرها، والمهام الموكلة إليه فى اليمن وسوريا وغزة والعراق والدوحة شاهدة على ذلك؛ لدرجة دفعت تقارير إعلامية غربية إلى وصفه بأنه "الحاكم الفعلى السرى للعراق".

 

محمد باقرى.. رئيس أركان الجيش والفتى المدلل لآيات الله

كان يوم الثلاثاء الموافق 28 يونيو من العام 2016 بمثابة الإعلان الرسمى من المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى، عن إستراتيجيته الجديدة لتوحيد قوات الحرس الثورى ـ باعتبارها جيشا موازيا للجيش الإيرانى ـ مع الجيش فى كيان واحد تديره العقليات ذات الولاءات الأصولية الواحدة.

 

ففى ذلك اليوم أصدر المرشد صاحب الحق الحصرى دستوريا ـ وفقا للمادة 110 من الدستور ـ قرارا بتعيين قائد عسكرى من قوات الحرس الثورى، ليس فى منصب عسكرى داخل مؤسسة الباسدران (الحرس الثورى)، لكن فى المنصب الأهم داخل مؤسسة القوات المسحلة الإيرانية (الجيش) وهو اللواء محمد حسين باقرى، الذى تم تعيينه رئيسا لهيئة أركان الجيش.

محمد باقرى
محمد باقرى

 

أهمية القرار تستند على عدد من المعطيات أهمها الولاء التام الذى أظهره باقرى لآيات الله فى مؤسسة المرشد، وفهمه العميق للاستراتيجية الرسمية لخامنئى نحو مناطق النفوذ الحيوية لإيران، ولا أدل على ذلك من التصريح الذى أدلى به فى إبريل 2016 وقال فيه بالحرف الواحد: "إن بغداد بمثابة خط أحمر للجيش الإيرانى"، فى إشارة منه إلى عزم الجيش الإيرانى على التدخل العسكرى المباشر فى الحرب العراقية حال اقتراب داعش من العاصمة.

 

ويعد هذا دليل على أن تنظيم الدولة "داعش" المدفوع بدعم أمريكى لم يقترب بالفعل من بغداد رغبة من أمريكا فى عدم تعقيد الأزمة العراقية، وعدم إشراك إيران فى أعمال قتالية مباشرة على الأرض تخرج منها بنفوذ متعاظم فى العاصمة العربية المحررة من سلطة صدام حسين.

 

ويعتبر محمد حسين باقرى بملامح وجهه الطفولية، الفتى المدلل بالفعل لخامنئى ويتضح ذلك من التدرج السريع الذى حظى به الرجل فى المناصب القيادية وانتقاله من الحرس الثورى الذى التحق به فى العام 1979، إلى الجيش الوطنى الإيرانى، كما أنه بتخطيط من خامنئى كان أحد أضلع المربع القوى فى المؤسسات العسكرية الإيرانية إلى جانب قائد الحرس الثورى محمد على جعفرى، وقائد القوات البحرية للحرس الثورى على فدوى، والقائد العام للأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية غلام على رشيد.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة