أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

«جيش الفلاحين الذى لا يقهر» وراء كراهية «أردوغان» لمصر

الخميس، 29 يونيو 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظرا للتطورات التى تشهدها المنطقة، وفى منطقة الخليج تحديدا، وانتهاز أردوغان فرصة رعب تميم وأمه ووالده من إزاحته من حكم دولة «الجزيرة» وعاصمتها «قطر»، فأرسل جيشه للدوحة، تحت زعم حماية الأسرة الحاكمة، ولكن الحقيقة، هى محاولة لإعادة المجد العثمانى القديم باحتلال دول الخليج، فإننى أعيد نشر مقال كنت قد كتبته فى 24 يوليو 2016، أى منذ ما يقرب من عام، كشفت فيه السبب الحقيقى وراء كراهية أردوغان والإخوان لمصر، وحمل نفس العنوان «جيش الفلاحين الذى لا يقهر» وراء كراهية «أردوغان» لمصر!!
 
المقال تناول تذكير أردوغان وحزبه الإخوانى، بالعقدة التاريخية التى رسخها الجيش المصرى للأتراك، من خلال التفتيش فى كتب ودفاتر التاريخ، والانتصارات التى حققها ضد الجيش العثمانى، ولذلك قررت إعادة نشره مع إدخال تعديلات وفقا لسير الأحداث.
 
فمصر ستظل تمثل لقطر وتركيا كل العقد وليس عقدة وحيدة، فهى الدولة التى يحتسب عمرها بعمر هذا الكون، بينما قطر «طفل حديث الولادة ومشوه»، وتركيا وطن بالتبنى، فاقد الهوية، ودولة غيرت جلدها أكثر من مرة، بالشكل العربى تارة، ثم استبدلته بالشكل اللاتينى تارة أخرى، وتحاول الآن تغيير جلدها من الهوية الآسيوية إلى الهوية الأوروبية، ثم عادت من جديد تبحث عن تغيير جلدها لتعود إلى سيرتها الأولى، التدثر بعباءة الإسلام، وإحياء الخلافة الإسلامية والمجد «العثمانى»، وبدأت وضع قدمها فوق أراضى الدوحة، فى أولى خطوات إعادة الاحتلال العثمانى للخليج.
 
كما يمثل جيش مصر أبرز العقد للقطريين بشكل خاص، والأتراك بشكل عام، ولم يستطع الأتراك تحديدا نسيان التاريخ، عندما لقن الجيش المصرى نظيره العثمانى دروسا قوية فى الفنون العسكرية، وسحقه أكثر من مرة فى معارك ضروس، والبداية كانت عندما اندلعت ثورة ضد الحكم العثمانى عام 1824 وطلب حينذاك السلطان العثمانى من محمد على التدخل لإخماد تلك الثورة التى انطلقت شرارتها فى الحجاز واليونان، وأسدى له وعدا أنه فى حالة نجاحه سيمنحه حكم الشام، وافق محمد على، ودفع بجيش مصر تحت قيادة ابنه إبراهيم باشا للقضاء على الثورة عام 1824، وبالفعل نجح فى ذلك، لكن السلطان العثمانى تنصل من وعده، ومنحه جزيرة كريت فقط، فقرر محمد على أن يستولى على حكم الشام بالقوة، زحف جيش مصر على الشام عام 1831 وبالفعل حاصر عكا، المحصنة بأسوارها العالية، ونجح فى احتلالها، وسيطر على فلسطين، ثم دمشق، ثم التقى الجيش العثمانى من جديد عند «حمص» ولقنه درسا قويا، واستولى على حمص وباقى المدن السورية.
 
لم يكتفِ الجيش المصرى بكل هذه الانتصارات وإنما زحف نحو الأناضول لمطاردة العثمانيين، وعندما علم السلطان العثمانى بخطة الجيش المصرى، قرر تجهيز جيش كبير لملاقاته، وأسند قيادته لأبرز رجاله «رشيد باشا» وتلاقى الجيشان بالفعل فى معركة قوية بالقرب من «قونية» التى تقع فى قلب الأناضول، وسحق الجيش المصرى نظيره العثمانى، وأسر قائده رشيد باشا، وأصبح الطريق إلى إسطنبول مفتوحا، وارتعد السلطان واستنجد بالدول الأوروبية لنجدته من المصريين، فتدخلت فرنسا وبريطانيا وروسيا وأقنعوا الجانبين بعقد صلح كوتاهية عام 1833 وبموجبه اعترفت الدولة العثمانية بولاية محمد على باشا على مصر والسودان وكامل الشام «سوريا ولبنان وفلسطين والأردن» وكريت والحجاز.
 
وكالعادة لم يحترم السلطان العثمانى اتفاقه، وبدأ فى تحريض أهل الشام ضد مصر، وأشعل فتن الثورات فى مختلف أرجائها، وبدأ فى تجهيز جيش كبير لطرد المصريين من الشام بحجة نصرة الثورة السورية عام 1839 بقيادة حافظ، فأمر محمد على باشا ابنه إبراهيم باشا بمهاجمة الجيش العثمانى، وبالفعل هجم الجيش المصرى على الجيش التركى والتقيا فى معركة فاصلة من أشهر المعارك فى التاريخ وهى معركة نزيب «نصيبان» وانتصر الجيش المصرى وهزم الجيش التركى هزيمة منكرة، وتسرد بعض الروايات التاريخية أن الجيش المصرى أفنى كل الجيش العثمانى فى تلك المعركة وأسروا ما يقرب من 15 ألف جندى وضابط، واستولوا على كل الأسلحة والمؤن، وعندما بلغ السلطان العثمانى أمر الهزيمة المنكرة وفناء جيشه مات حزنا، ولم يكتفِ الجيش المصرى بسحق الجيش العثمانى، وإنما حاصر إسطنبول، واستسلم الأسطول التركى لمصر فى الإسكندرية، وأصبحت الدولة العثمانية بلا سلطان أو جيش أو حتى أسطول، وهو الأمر الذى أزعج الدول الأوروبية الكبرى من قوة وخطورة الجيش المصرى، فعقدوا مؤتمر لندن عام 1840 وأجبروا محمد على باشا على قبول قرارات المؤتمر، وأنقذوا الدولة العثمانية من الانهيار، وأطلقت الصحف البريطانية والفرنسية على جيش مصر لقب «جيش الفلاحين الذى لا يقهر».
 
من خلال هذا السرد المبسط والمعتمد من كتب ودفاتر التاريخ، تتكشف حقيقة ساطعة سطوع الشمس فى كبد السماء، وهى أن تركيا وطن بالتبنى، مجهول النسب، وفاقد الهوية، ولذلك لا أمان لأوطان وكيانات مجهولة النسب والهوية، فدستورها الخيانة وانقراض المبادئ والقيم الأخلاقية، وجهل متعمد بشرف الخصومة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

على حسن

عظيم والله تاريخنا

عظيم والله تاريخنا ومن يكره بلده فلا يستحق الحياة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة