مفكر إسلامى يصدر بحثًا عن الفروق بين الخطاب الإلهى والدينى.. تعرف عليها

الأربعاء، 14 يونيو 2017 10:44 م
مفكر إسلامى يصدر بحثًا عن الفروق بين الخطاب الإلهى والدينى.. تعرف عليها على محمد الشرفاء الحمادى المفكر الإسلامى
كتب كامل كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أصدر على محمد الشرفاء الحمادى، المفكر الإسلامى، بحثًا مطولًا حول الفرق بين الخطاب الإلهى والخطاب الدينى، مؤكدا أن الخطاب الإلهى يدعو للسلام بين الناس، بينما الخطاب الدينى اعتمد على الروايات ومرجعيات دينية متعددة ومتناقضة تتخذ من خطاب الكراهية والتكفير لمن لا يتبع منهجهم  ويحرضون على  قتل الأبرياء ويصادرون حق الإنسان فى اختيار عقيدته ويشعلون الفتن فى المجتمعات المسالمة.

وجاء نص بحث المفكر الإسلامى على محمد الشرفاء الحمادى كالتالى:

أولا:  الخطاب الإلهي: قال تعالى (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ  (3)(هود).

الخطاب الإلهي كلمة الله وآياته، أمر  رسوله أن يبلغها للناس كافة في كتاب كريم قرآن مبين يستهدف سعادة المجتمعات الإنسانيه معتمدا على عبادة الإله الواحد، وضع لهم خارطة طريق تخرجهم من الظلمات إلى النور بتشريع أوله الرحمة وأوسطه العدل ، اساسه المحبه بين الناس والتسامح والتعاون والسلام، يحقق الإستقرار للمجتمعات الإنسانيه لتعمير الأرض وتنمية الثروات لرتقى بمستوى المعيشة للناس، كل يجد رزقه ومسكنه، يعيش آمنا في وطنه دون خوف أو فزع أو ظلم وقد وضع الخطاب الإلهي منهجا متكاملا للإنسان يتبعه في حياته الدنيا لا ظلم فيه ولا اعتداء او تسلط او قهر ، بل رحمة وتسامح وتعاون وسلام بين الناس، يؤسس لمجتمع يعيش في حرية دون إكراه للإنسان في اتباع عقيدة او مذهب أو طائفة فالله يحكم بين الناس يوم الحساب " كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ".

الخطاب الإلهي يدعو  للسلام بين الناس، سلام مع الله بعبادته وإتباع اوامره، وسلام مع المجتمعات بالالتزام بالأخلاق والفضيلة والقيم القرآنيه ودعوته للتسامح وعدم الاعتداء والظلم وإفشاء السلام بين الناس دون تفرقة لعقيدة  أو  لون كلهم خلق الله وإخوة في الإنسانيه، بينما الروايات تدعو لإهدار حقوق الانسان في حرية العبادة والوصاية عليه في علاقته مع الله وفرض رقابة وتفتيش على نوايا الناس وإرهابهم وترويعهم بأساليب وحشية افتقدت للرحمة والقيم الانسانية .

الخطاب الإلهى، مصدره القرآن الكريم من إله رحيم يدعوهم لعبادته ويخاف عليهم عذاب يوم عظيم يحمله رسول كريم يبلغ رسالة ربه ويضيء لهم دروب الحياة المظلمة ويضيء للناس نفوسا معتمة ويخرجهم من الظلمات الى النور.

الخطاب الإلهي، مرجعيته الوحيدة القرآن الكريم، أنزله الله على رسوله وتكفل بحفظه حتى تقوم الساعة ليبلغه للناس كافة، تضمن فيه تشريع ينظم العلاقة بين الله وعباده على أساس توحيد الخالق وأن لا نشرك به أحدا ومبادئ يؤسس عليها تشريع ينظم العلاقة في المعاملات بين الناس وقيم وفضيلة لضبط سلوكيات الأفراد في المجتمعات، مبنية على أساس من المحبة والتسامح والرحمة والعدل وتهذيب النفس بالارتقاء بها وبالقيم النبيلة التي وضعها الله في الخطاب الإلهي منهج حياة يحقق الأمن والحرية والسعادة في كل المجتمعات، والقرآن هو الرسالة الوحيدة التي يخاطب بها الله عباده وهو المرجعيه الوحيدة للناس جميعا يستنبطون منه تشريعاتهم ويتبعون منهجه بمكارم الأخلاق والقيم النبيلة التي يريد الله لعباده أن يتمسكوا بها للارتقاء بإنسانيتهم والتعامل بينهم بالمعروف والتعاون والتكافل يعيشون في أمان وسلام.

 

ثانيا:  الخطاب الديني:

(1)فقد اعتمد على روايات قيلت على لسان الصحابة نقلا عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ليس لها سند أو دليل من المنطق تتناقض مع آيات الله التي تدعو  للمحبة والتراحم والتعاون والسلام بين الناس، بينما الروايات تتخذ من خطاب الكراهية والتكفير لمن لا يتبع منهجهم   ويحرضون على  قتل الابرياء ويصادرون حق الانسان في اختيار عقيدته ويشعلون الفتن في المجتمعات المسالمة ويستبيحون كل ما تطال ايديهم من اموال وثروات واستحلال حقوق الناس ويدفعون الشباب لتفجير انفسهم مقنعيهم بوعود ضالة وكاذبة بالجنة وما فيها من حور عين وقصور مالا عين رأت  ولا أذن سمعت وهم اعداء للحضارة والتطور وأعداء لشرع الله في كل ما امر  به  الله من عمل الصالحات والمعروف واستباق الخيرات ونشر السلام لبني البشر جميعا.

 

(2)لقد اسس الخطاب الديني الذي اعتمد على الروايات لظهور مرجعيات دينية متعددة ومتناقضة خلقت طوائف عديدة في المجتمعات الاسلامية وكل طائفة تعصبت لمرجعيتها فتفرق المسلمون في المجتمع الواحد وتسبب ذلك الى صراع فكري تصادمي وتحول بعد ذلك الى اقتتال بين المسلمين في المجتمع الواحد، إن اتباع الروايات والإيمان بها ساهمت في دعوة الكراهية واستباحت حقوق الناس واكل اموالهم بالباطل وإثارة الخوف والفزع في المجتمعات الإسلامية، خلقت لديهم طبيعة عدائية عندما جعلت القتل متعة والدم لهوا والموت غاية، دفعوا بكثير من البسطاء الى الانتحار يفجرون انفسهم ويقتلون العشرات من الابرياء اطفال ونساء وشيوخ، منهج شيطاني يستمتع بسقوط الضحايا و يعبثون في الارض فسادا وتعاليا على الناس غرهم الشيطان وأخذتهم العزة بالإثم.

  لذا علينا أنا نختار  بين طريق الحق وما فيه من خير  وسعادة  الدارين جزاؤه مغفرة ورحمة من الله وجنة عرضها السماوات والأرض وهو إتباع الخطاب الإلهي المنهج القرآني للناس جميعا، وإما أن نتبع طريق الضلال واتخاذ الروايات بدلا من الآيات وإتباع مرجعيات بشرية انصرفت عن كتاب الله وادعت لنفسها الزعامة الدينية وابتعدت عن طريق الحق وعاثت في الارض الفساد فمصيرها جهنم وبئس المصير.

 

 

الخلاصة: لقد جاء الإسلام بالرحمة والمحجة والسلام والعدل، حيث قوله تعالى يخطاب رسوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) (الأنبياء: 107) و (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (القلم:4).

وعلى ضوء ما جاء أعلاه تبرز الإسئلة التالية:

(1)    كيف استطاع المتآمرون على رسالة الاسلام وأعداء الله ان ينشئوا روايات تتعارض مع قيم القرآن وسماحة الدين؟

(2)    كيف استطاعوا ان يغرقوا العقول في مستنقعات الفتنة والفرقة والقتل والتدمير في حين أن الله يدعو للتعاون بين الناس بالبر والرحمة والتسامح والمحبة بين الناس؟

(3)    كيف استطاعوا ان يمزقوا وحدة الرسالة الى مرجعيات متناحرة متصارعة ومتقاتله، كل منهم يبحث عن سلطة وجاه ومكانة مرموقة في المجتمع؟

(4)    كيف استطاعوا ان يجعلوا منا معاول لهدم دين السلام والمحبة والتحول الى وحوش مسعورة فقدت كل قيم الانسانية فأهملنا ما جاءت به رسالة الإسلام من عدل وسلام يقتل بعضنا بعضا تحت شعار الله اكبر،والسبب هو حينما هجر المسلمون الخطاب الإلهي القرآن الكريم.

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة