أكرم القصاص - علا الشافعي

بعد "مناظرة الحسم".. كيف يحكم ماكرون ولوبان الفرنسيين؟ زعيمة اليمين تدعو لـ"فرنسا معزولة" بلا أقليات أو امتيازات للأجانب.. المرشح المستقل يرفع شعار إصلاح أوروبا بدلا من مغادرة الاتحاد ويتوعد قطر لدعمها الإرهاب

الخميس، 04 مايو 2017 07:40 م
بعد "مناظرة الحسم".. كيف يحكم ماكرون ولوبان الفرنسيين؟ زعيمة اليمين تدعو لـ"فرنسا معزولة" بلا أقليات أو امتيازات للأجانب.. المرشح المستقل يرفع شعار إصلاح أوروبا بدلا من مغادرة الاتحاد ويتوعد قطر لدعمها الإرهاب ماكرون ولوبان فى مناظرة أمس
كتب أحمد علوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أيام قليلة تفصل الفرنسيين عن تصويت حاسم لاختيار الرئيس الفرنسى الجديد فى جولة الإعادة المقررة الأحد 7 مايو بين زعيمة اليمين المتطرف، رئيسة حزب الجبهة الوطنية، مارين لوبان، والمرشح الشاب المستقل إيمانويل ماكرون الذى يتصدر استطلاعات الرأى بعد المناظرة الأخيرة قبل سباق الانتخابات والتى جرت مساء الأربعاء ووصفتها الصحف الفرنسية بالأشرس على الإطلاق.

 

وعلى الرغم من تضائل فرص لوبان فى الفوز بمقعد الرئيس خلفاً لفرانسوا هولاند الذى تنتهى ولايته خلال أسابيع بعدما آثر عدم المنافسة على ولاية رئاسية ثانية، إلا أن مراقبون لا يستبعدون احتمالات تحقيق زعيمة اليمين المتطرف مفاجأة مدوية فى جولة الحسم.

 

وتتابع العديد من العواصم الأوروبية الانتخابات الفرنسية بقلق بالغ وسط مخاوف من فوز لوبان لتبنيها موقف معادى من الاتحاد الأوروبى، ودعوتها لخروج عاجل ـ حال فوزها ـ من عضوية الاتحاد وفك ارتباط فرنسا بالمعاهدات الإقليمية والخروج من حلف الناتو ومنطقة اليورو والاتفاقيات المتعلقة بحركة السفر من وإلى فرنسا من الدول الأوروبية.

 

 

لوبان .. كابوس أوروبا على أبواب الإليزية

وفى حال فوزها ، ستقدم لوبان على اجراءات متشددة حيال اللاجئين والفرنسيين المجنسين والأقليات المسلمة داخل فرنسا، كما ستقدم على اجراء استفتاء على الخروج من عضوية الاتحاد الأوروبى على غرار "بريكست" البريطانى، وستتقدم باستقالتها ـ وفق تعهداتها ـ حال عدم موافقة الفرنسيين على الخروج من الاتحاد.

 

وسبق أن أعلنت لوبان أنها ستسحب الجيش الفرنسى من قوات "الناتو"، وستفك ارتباط فرنسا بعملة اليورو الموحدة وتعيد تعامل المواطنين بالفرانك الفرنسى.

 

وبحسب تصريحاتها السابقة ، والمناظرة التى جرت مساء أمس، تعتزم لوبان غلق الحدود الفرنسية وفرض قيود على حركة المهاجرين فضلاً عن ترحيل اللاجئين بشكل عاجل وإلغاء اتفاقية شنجن التى تسمح بالمرور الحر بين دول الاتحاد الاوروبى، كما تستهدف أيضا إلغاء مجانية التعليم والعلاج  لكل الاجانب المقيمين على التراب الفرنسى.

 

وترى المرشحة الفرنسية وفق ما طرحته فى المناظرة الأخيرة، أنه ينبغى أن تطرد جميع المتشددين وجميع مزدوجى الجنسية، مشيرة إلى أنه يوجد فى فرنسا 11 ألف من الأصوليين يعيشون على أراضيها ويجب طردهم، وأكدت على إغلاق المساجد التى وصفتها بـ"الأصولية" فى فرنسا وأنها ستعمل على طرد جميع مزدوجى الجنسية الذين يعيشون على الأراضى الفرنسية ضمن مشروعها لمواجهة الإرهاب فى إطار برنامجها للانتخابات الفرنسية.

 

 

ماكرون .. آخر حصون أوروبا من "توسونامى اليمين"

فى المقابل، تعلق الدول الأوروبية والمؤسسات الفرنسية القائمة الكثير من الآمال على المرشح الشاب إيمانويل ماكرون الذى يتصدر استطلاعات الرأى بالفعل وسط توقعات بفوزه بـ59% على أقل تقدير.

 

وعكس اتهام لوبان لمنافسها ووصفها له بـ"الطفل المدلل للحكومة"، حالة الغضب التى تنتاب مرشحة اليمين المتطرف من الدعم اللافت الذى يحظى به ماكرون من قبل المؤسسات القائمة وغالبية الأحزاب والمرشحين الذين خرجوا من الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة.

 

وفى حال فوزه ، سيتبنى ماكرون نهجاً وسطياً فى التعامل مع ملفات فرنسا الشائكة بحسب مراقبون، حيث يتبنى موقفاً مؤيداً لاستمرار فرنسا فى عضوية الاتحاد الأوروبى، إلا أنه يدعو فى الوقت نفسه إلى إصلاح جذرى فى القارة العجوز لمواجهة التحديات القائمة وأبرزها خطاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب العدائى مع غالبية الدول الأوروبية.

 

ويضع المرشح الشاب مجابهة الإرهاب وخطر التنظيمات المسلحة ضمن أولوياته دون ربط مباشر بين الإسلام السياسى وتلك المليشيات، الأمر الذى يجعله المرشح الأفضل من قبل الأقلية المسلمة داخل المجتمع الفرنسى خاصة بعدما دعا صراحة إلى ضرورة عدم الربط الإسلام والإرهاب وعدم معاقبة المسلمين بسبب معتقداتهم الدينية .

 

وعلى الرغم من التهم الصريحة التى وجهتها مارين لوبان لمنافسها فى المناظرة الأخيرة بالارتباط بجماعة الإخوان والإسلام المتطرف ودعمهم، إلا أن ماكرون وفى وقت سابق كان قد دعا صراحة إلى ضرورة التصدى لما أسماه "النفوذ القطرى" داخل فرنسا، متهماً الإمارة الخليجية بدعم وتمويل الإرهاب فى شتى دول العالم.

 

وفى ملف الاقتصاد والاصلاح الاجتماعى ، يتبنى ماكرون برنامجاً يصفه المراقبون بالواقعى ويتضمن حلولاً قابلة للتنفيذ بعيداً عن الشعارات الحماسية التى تطلقها لوبان فى هذا الشأن. ويسعى ماكرون فور فوزه إلى تعديل قانون العمل وفق آليات وبنود تقدم مزيد من الضمانات للعمال على حساب أرباب العمل، كما يتبنى  مشروعاً لدعم العشوائيات وإعادة بناء البنية التحتية فى المناطق الفقيرة.

 

وبحسب آخر استطلاع للرأى، والذى جرى بعد المناظرة الرئاسية التى تبادل المرشحان خلالها الاتهامات مساء أمس، ذكر معهد إيلاب للدراسات اليوم الخميس إن ماكرون حل فى الصدارة بـ63% اعتبروه أكثر اقناعاً عن منافسته التى حصلت فقط على 34%










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة