أكرم القصاص - علا الشافعي

طارق البرديسى يكتب: تحت الأرض.. فوق الأرض.. على شاشة العرض!

الثلاثاء، 30 مايو 2017 10:00 م
طارق البرديسى يكتب: تحت الأرض.. فوق الأرض.. على شاشة العرض! سينما - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الإصرار على تقديم المبتذل والسخيف كل عام بتكاليف باهظة وإمكانيات هائلة رغم ضحالة المحتوى وسماجته، وعدم انطلائه على عقل صبى يلهو على الأرض أمر عجب ومع أنه لا يرضى رجب إلا أن رمضان هو وقته السنوى وميعاده الموسمى وتوقيته الدورى!

لماذا كل هذا السخف والاستخفاف والتمثيل الواضح والعبث الظاهر واتفاق الضيف المفضوح؟

الإجابة: لا أعرف ولا أعلم، ومن قال لا أعرف فقد أفتى ..

ما هو الدليل على ترتيب اللقاء ومعرفة الضيف به وإطلاعه عليه ورضاه ومباركته؟

دليلى هو أنه لو حدث مكروه للضيف الذى يفترض عدم إطلاعه على تفاصيل اللعبة وسيناريو المقلب المصطنع، فإن طائل العقاب الجنائى لن يرحم شركاء الخفة، وأطراف الزفّة، فيتعرضون لعقوبات جسيمة، لا ينجيهم منها إلا تقديم ما يفيد علم الضيف ورضاه لما يدور، ومعرفته المسبقة (للمستخبى) والمستور، وقبضه لأجره غير المنظور، وهو ما يدفع الضيف للقبول والسرور.

هذه النوعية من برامج المقالب رمز للانحطاط الإنسانى والرِّدة البرامجية والخيبة الإعلامية والهزيمة الفكرية، وعنوان الفراغ الثقافى والخواء العقلى، لأن برامج المنوعات الخفيفة لا تستطيع أن تخرج عن سياج أخلاقى وشرف إنسانى ورقى حضارى، متنصلة من كل ضابط أو قيد التماسا لزيادة المشاهدة ولهثا وراء الإعلان وانسياقا خلف حاجة المتفرج المزعومة.

الموضوع ليس مجرد برنامج يحتكر البذاءة والتدنى والترخص، إنما هو مؤشر لما طفا على السطح من سخافات تصدرت المشهد، وأراد صناعها أن تشوه ذائقة المشاهد، بعد أن خربت وجدانه وسطحت وعيه وسفهت إدراكه وهتكت ستر حيائه بالمفردات الفجة والصيغ الرثة، مستغلة التكرار ليعتادها المتلقى عاما بعد عام، وقد بهرته الصورة الجديدة بمفرداتها وتقنياتها وتكويناتها ذات الإمكانيات التمويلية الضخمة اللافتة للانتباه والمستحوذة على الاهتمام، غير أن فنون الفرجة لا يدير دفتها ويوجهها فى النهاية إلا وعى المتابع الذى هو أصدق أنباء من المقالات والكتب.. فى حده الحد بين الجد واللعب. فهل يمكننا المراهنة على هذا الوعى بعد أن تم تجريفه عمدا وتغييبه قصدا بما يتم إعداده تحت الأرض، لتقديمه على شاشة العرض؟!










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة