أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

شهد الكلام.. بردة البوصيرى.. وأنه خير خلق الله كلهم

الأحد، 28 مايو 2017 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محمد سيد الكونين والثقلين والفريقين من عرب ومن عجم
تقول الحكايات: إن الإمام البوصيرى أصيب بمرض «الشلل النصفى» فكتب قصيدته الشهيرة المعروفة بـ«البردة» ناوياً بها الاستشفاء، وبعد نظمه لها رأى فى منامه النبى عليه الصلاة والسلام، فقرأ عليه قصيدته تلك، فمسح النبى صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة على جسمه، فقام من نومه معافى بإذن الله تعالى.
فإن فضل رسول الله ليس له حد فيعرب عنه ناطق بفم
إنه أبوعبدالله محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجى البوصيرى، مصرى النشأة، مغربى الأصل، شاذلى الطريقة، ولد فى مدينة بنى سويف بمصر سنة 608 هجرية، ومعروف عنه أنه نذر حياته كلها لمحبة النبى الكريم، وأوقف شعره على مدحه، وتتلمذ على يد عدد من أعلام عصره، كما تتلمذ على يده  عدد كبير من العلماء المعروفين، منهم أبوحيان الغرناطى وأبوالعباس المرسى، وفتح الدين أبوالفتح الإشبيلى المعروف بابن سيد الناس.
ومن تكن برسول الله نصرته إن تلقه الأسد فى آجامها تجم
يعرف الجميع قصيدة البوصيرى ويرددونها ويحفظون الكثير من أبياتها، وفى قرى الصعيد كان المنشدون يتزودون منها دائما فى لياليهم الدافئة بالمديح النبوى الجميل.
 

هو الحبيب الذى ترجى شفاعته لكل هول من الأهوال مقتحم

دعا إلى الله فالمستمسكون به مستمسكون بحبل غير منفصم

 
تسأل نفسك دائما أين يكمن الجمال فى «بردة الإمام البصيرى»؟ ولماذا ظلت دائما مسكونة بروح يدركها من يقرأها أو يستمع إليها؟ فى ظنى أن ذلك يأتى لكون القصيدة على طولها قد كتبت بكثير من الحب، الذى يكنه البوصيرى للنبى عليه الصلاة والسلام.
 

وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ما شئت من عظم

 
وحتى نكون منصفين فى تأملنا فى بردة البوصيرى وجمالها، نقول: إن البعض قد غالى فيها وذهب إلى كونها تحمل بركات ربانية ونفحات نبوية تتجاوز الكلمات وما وراءها من معنى راق، حتى إنهم وضعوا لها طقوسا تناسب قراءتها منها الوضوء والتوجه للقبلة، ورأى البعض أن أبياتا معينة منها تشفى أمراضا معينة، فصنعوا منها رقى وأحجبة، وفى الوقت نفسه تربص البعض بها وبكلماتها، مدعين أن البوصيرى قد غالى فى بعض المعانى ونسب إلى حضرة النبى الكريم صفات تفوق بشريته، وهؤلاء لم ينتبهوا للمعنى الحقيقى الكامن فى كلمات القصيدة.
فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم
وتظل بردة البوصيرى واحدة من أجمل قصائد المدح فى الشعر العربى، وواحدة من شهد الكلام فى أدبنا الإسلامى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة