الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام، ومع اقتراب شهر رمضان ينشط المسلمون ويزداد اهتمامهم بالحديث عن النصاب الشرعى للزكاة ومصارفها ومستحقيقها، بينما يتجدد الجدل عن آلية تنظيم إخراج الزكاة وصرفها، وهل يمكن إخضاع الأمر لجهة أو هيئة تُشرف عليه وتنظمه، أم أن الأفضل أن يظل ممارسة شخصية تخص كل فرد بشكل ذاتى مباشر، وهل لو اتفقنا على إخضاع الأمر لهيئة تنظيمية، من الأفضل أن يُعهد بالأمر للأزهر والأوقاف والمؤسسات الدينية الرسمية، أم تكون هناك جهة حكومة مستقلة تُشرف عليه؟ هذه الأسئلة وغيرها أصبحت تُثار بشكل موسمى دائم، فى كل سنة تقريبا، وما زال الجدل بشأنها قائما.
أعضاء مجلس النواب اختلوا حول الفكرة، والجهة التى ينبغى أن يوكل لها جمع الزكاة وتنظيمها والإشراف على مصارفها، ففى الوقت الذى أكد فيه عدد منهم ضرورة إعطاء الأزهر والأوقاف سلطات واسعة فى هذا الأمر، وإشرافهما على جمع أموال الزكاة من المواطنين وتحديد كطرق صرفها، قال آخرون إنه يتعين على الحكومة إنشاء هيئة أو مؤسسة مستقلة بذاتها لجمع الزكاة وإنفاقها، مشيرين إلى أنه لا يوجد تنسيق داخل الحكومة لجمع الأموال وصرفها.
أمين "دينية البرلمان": يجب فرض رقابة على جمع الزكاة ووضع ضوابط لصرفها
فى هذا الإطار، دعا الدكتور عمرو حمروش، أمين سر لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، إلى فرض حالة من الرقابة ووضع ضوابط للجمع أموال الزكاة وإنفاقها، خاصة الأموال التى تُخرجها المؤسسات الكبرى، وذلك حتى تخرج فى مسارها الصحيح وتصل للمحتاجين والمستحقين الفعليين بها.
وقال "حمروش"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إن وضع ضوابط لجمع زكاة المال وصرفها سيساعد على إيصالها للمحتاجين، داعيا لتشكيل قاعدة بيانات للمواطنين الأشد فقرا، وتوفيرها لدى جميع الوزارات والجهات المعنية، وموجها رسالة لرجال الأعمال والموسرين، بالقول: "الأفواه الجائعة أولى بالصدقات من بيت الله الحرام".
شكرى الجندى: الأزهر والأوقاف هما المنوط بهما الإشراف على جمع الزكاة وصرفها
فى سياق متصل، قال النائب شكرى الجندى، عضو لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، إن الإشراف على أموال الزكاة لا بد من أن يكون من خلال الأزهر ووزارة الأوقاف، لأنهما المختصان بالأمور الدينية، وقادران على صرف هذه الأموال بطريقة جيدة لصالح الفقراء والمحتاجين.
وأكد "الجندى" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، ضرورة إشراف الجهتين على جمع أموال الزكاة وإنفاقها، وتوعية المواطنين بطرق إرسال أموال الزكاة وفروع الأزهر والأوقاف فى كل محافظة، موضحا أن أموال الزكاة يمكن الاستفادة منها بطريقة جيدة فى مواجهة الأعباء الاقتصادية للفقراء، وتقديم مساعدات لهم، موضحا أن هناك ضرورة لوجود تنسيق مباشر بين الجهتين فى جمع الزكاة والإشراف على طرق صرفها .
نائب بـ"التضامن": يجب تشكيل هيئة حكومية خاصة للإشراف على أموال الزكاة
من جانبه، قال النائب هانى مرجان، عضو لجنة التضامن الاجتماعى والأسرة والأشخاص ذوى الإعاقة بمجلس النواب، إنه لا توجد حتى الآن جهة حكومة مشرفة بشكل مباشر على أموال الزكاة، وهذه عقبة شديدة للغاية، خاصة فيما يتعلق بمتابعة الصرف على أموال الزكاة.
وأضاف "مرجان" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن الأزهر الشريف قام بدور جيد فى جمع الزكاة والصرف منها على الفقراء والقرى الأكثر احتياجا، ولكن لا بد من من وجود جهة حكومية تشرف على الزكاة بشكل مباشر، مشيرا إلى أنه لا يوجد تنسيق بين الوزارات المعنية فى جمع الزكاة والإشراف على صرفها، ومن الضرورى أن تتخذ الحكومة قرارا بتشكيل جهة مختصة بجمع أموال الزكاة من المواطنين وتحديد أوجه صرفها.
