لم يتخيل عامل الحفر فى إحدى شركات البترول بمطروح، أن كيد زوجته سيصل لهذه الدرجة، ولم يتوقع أن يتحول كيد الناس لمحاضر فى أقسام الشرطة، فقد عاش عدة سنوات برفقة زوجته العقيم، لم يحدثها يومياً عن رغبته فى مولود يملأ الدنيا عليهم سعادة، مثل باقي أشقائه الذين أنجبوا من زوجاتهم بدل المولود اثنين وثلاثة.
وبالرغم من أن زوجة العامل العقيم لا تنجب، إلا أن زوجها لم يكسر بخاطرها يوماً من الأيام، يتغيب أياماً كثيرة فى عمله بحثاً عن المال، ليضعه بين يديها تنفق منه ما تشاء، لكن السيدة داعب عقلها فكر النساء، وضاق صدرها بمعايرة زوجات أشقاء زوجها لها بعدم الانجاب.
جلست السيدة تفكر ومعها شيطانها يوسوس لها، حتى اختمر في ذهنها فكرة الادعاء بأنها حامل على طريقة الفنانة رانيا فريد شوقي في مسلسل "الضوء الشارد"، عندما أوهمت زوجها بأنها حامل لتكسب ود وتعاطف عائلته بأكملها.
زوجة العامل، تقمصت نفس الدور، ووضعت داخل ملابسها بعض الملابس ليظهر لها "بطن"، وساعدها في ذلك بنيانها الضخم، فضلاً عن تغيب الزوج أشهر عن المنزل، فلم ينكشف أمرها على مدار 9 أشهر.
الزوجة اللعوب وجدت نفسها في ورطه بحلول الشهر التاسع، فقد حان وقت الوضع، فخافت أن ينكشف أمرها، فقررت استكمال مسلسل الكذب، حيث اقنعت الجميع بأنها ستذهب للطبيب الذي يتابع حالتها الصحية لتحديد موعد الوضع، وسافرت الى الاسكندرية، واشترت خط محمول وارسلت لزوجها رسائل من الرقم الجديد، تقمصت دور شخص غريب اختطف الزوجة وطلب الفدية.
الزوج الريفي، الذي يعيش بمركز السنطة، لم يتوقع أن تكون زوجته اللعوب وراء هذا الفيلم المختلق، فذهب إلى قسم الشرطة، وحرر محضراً باختطافها، ليصل رجال المباحث إلى مكان الزوجة، ويكشفوا أمرها.
تلقى العميد أحمد مبروك مأمور مركز السنطة، بلاغاً من محمد على أبو خليل 31 عام، عامل حفر بشركة بترول بمحافظة مرسى مطروح، أفاد فيه اختفاء زوجته لبنى رضا عبد العظيم عبد الله 26سنة، وتلقيه اتصالات من مجهولين اكدوا له اختطافها، وساوموه على المال لاعادتها، وتحرر المحضر رقم 4222 لسنة 2017إدارى.
ووجه اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية، بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة، تحت إشراف اللواء أيمن لقية مدير المباحث الجنائية، والعميد مسعد أبو سكين رئيس مباحث المديرية، قاده العقيد وليد الجندى رئيس فرع البحث الجنائى بزفتى والسنطة، وبتتبع الهاتف المحمول الخاص بالزوجة والزوج، تبين أن الزوجه قامت بشراء خط محمول جديد، وقامت بإرسال الرسائل من هاتفها الخاص، وبتتبع الهاتف باستخدام التقنيات الحديثة تم تحديد مكان الزوجة، حيث تبين انها توجهت لمدينة الإسكندرية ومنها إلى كفر الزيات.
وتم القبض على الزوجة بمركز كفر الزيات، وبمواجهتها بالتحريات، اعترفت تفصيليا بارتكاب الواقعة، وأنها قامت بافتعال ذلك حتى تهرب من معايرة أهل زوجها وزوجات أشقاء زوجها، بعد أن أوهمتهم بأنها حامل فى الشهر التاسع، وتعرضت للخطف يوم توجهها للولادة، واستغلت ضخامة جسدها وغياب زوجها عن المنزل لفترات طويلة وخداعه بأنها حامل، حتى تتمكن من الهرب من معايرة أسرة زوجها لها، وتبين عدم صحة بلاغ الزوج ووالدها باختطافها، وبعرضها على النيابة قررت إخلاء سبيلها.
