داعش.. "كابوس الدولة فى بلاد اللا دولة".. كيف منحت هجمات ترامب على مطار الشعيرات السورى "قبلة حياة" لـ"البغدادى" رغم هزائم الموصل وحلب؟.. وكيف رسمت واشنطن مبكراً سيناريوهات فشل الحرب على الإرهاب؟

السبت، 08 أبريل 2017 12:31 م
داعش.. "كابوس الدولة فى بلاد اللا دولة".. كيف منحت هجمات ترامب على مطار الشعيرات السورى "قبلة حياة"  لـ"البغدادى" رغم هزائم الموصل وحلب؟.. وكيف رسمت واشنطن مبكراً سيناريوهات فشل الحرب على الإرهاب؟ داعش.. "كابوس الدولة فى بلاد اللا دولة"
محمود جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كان ذلك قبل أكثر من ثلاثة أعوام.. كان العراقيون حينها على موعد مع "الخليفة" فى الجمعة الأولى من شهر رمضان الكريم. وطأت قدما أبو بكر البغدادى مسجد "الجامع الكبير" بمدينة الموصل فى ظهوره الأول.. اجتاز بثبات صفوف المصلين، واعتلى منبر الإمام ليخطب فى الجموع عن فضل صيام الشهر الكريم، وكيف كان النبى صلى الله عليه وسلم وصحابته يفضلون الجهاد فى رمضان عما دونه من شهور.

 

لم يحتج "البغدادى" حينها ما هو أكثر من بضع ساعات حتى يحتل خبر ظهوره الأول صدارة منصات الإعلام والسوشيال ميديا.. انشغل المراقبون والمعلقون آنذاك بساعته "الروليكس" وردائه الأسود، إلا أن أحداً لم يجيب: كيف كان دخوله المسجد سلساً دون حراسة فى منطقة كانت تموج بالصراعات المسلحة ولا تخلو سماؤها من غارات متعددة الأعلام والرايات ؟

 

سدد "البغدادى" الضربات تلو الضربات، واقتطع من التراب السورى أراض كانت قبل أن تزورها رياح الربيع العربى تحت سلطة الآمنين من موجات التغيير. واستوطنت عناصره ممالك صدام فى عراق فقد استقراره وهيبته بعد أن أصبح ساحة لنفوذ إيرانى لا يتوقف، ومسرح لعمليات عسكرية متعددة الجنسيات.

 

زعيم داعش يؤم المصلين داخل مسجد الجامع الكبير بمدينة الموصل

زعيم داعش يؤم المصلين داخل مسجد الجامع الكبير بمدينة الموصل

 

راهن خليفة الإرهاب مراراً على أطماع إدارة باراك أوباما ومؤامرات هيلارى كلينتون فى الشرق الأوسط ولم يخسر. ويراهن كثيراً على تطرف الساكن الجديد فى البيت الأبيض دونالد ترامب الذى يفتح صفحات شهره الثالث داخل مكتبه البيضاوى دون أن يحرك ساكناً فى ملف الحرب على الإرهاب، مكتفياً بهجوم صاروخى ضد مطار عسكرى تابع للجيش السورى.

 

تأمل البغدادى ترامب وهو يختار معركته الأولى ضد باسبور وحقيبة سفر على سواعد الهاربين من ويلات النزاعات التى زرعتها إدارات أمريكية سابقة تحت شعار "الفوضى الخلاقة". ويتابعه وهو يختار ـ ربما دون أن يدرى ـ صفوف داعش فى ميادين القتال على مسرح العمليات السورى.

 

"بدافع الجهل أو الغطرسة أو كليهما، تخلى ترامب عن استراتيجية استخدمها الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء مع التنظيمات الإرهابية"، بهذه الكلمات خرجت مجلة نيوزويك الأمريكية بتقرير مطول تحت عنوان "ترامب يدعم داعش"، مشيرة إلى أن خطاب الرئيس يعد "دعاية مجانية" للتنظيم الإرهابى ويزيد من احتمالات موت المزيد من الأمريكيين فى هجمات.

 

لافتة مناهضة لقرار ترامب بحظر السفر
لافتة مناهضة لقرار ترامب بحظر السفر

 

مبكراً، رسم ترامب سيناريوهات الفشل فى الحرب على الإرهاب، وتبنى خطاباً عنوانه الكراهية ليمنح تنظيم داعش "قبلة الحياة"، فى وقت يفقد فيه البغدادى أراض ويحتل أخرى. ذاق زعيم داعش مرارة الهزيمة على يد الجيش السورى والقوات الروسية وعناصر حزب الله اللبنانى فى مدينة حلب، إلا أن حصونه فى مدينة تدمر لا تزال عصية على الجميع. تكبد الخسائر فى ميادين الموصل، إلا أن انتصاراً كاملاً على الأرض لا يزال بعيد المنال رغم انقضاء ثلاثة أشهر كاملة على ساعة الصفر.

 

يرى البغدادى ما لا يراه ترامب. يشاهد من مخبئه الصور ويطالع الشاشات. ليس سهلاً أن تستورد أمريكا من الشرق المضطرب مشاهد الاحتجاجات والاحتجاجات المضادة، وأن تخرج مسيرات مؤيدة تهتف باسم الرئيس وأخرى تلاحقه بالسباب واللعنات. وليس سهلاً أن يثور الأمريكيين ضد رئيس فور إعلان انتخابه وفور تسلم مهامه وبعد كل قرار وكل خطاب.

 

يدرك زعيم داعش ما لا يدركه صانع القرار داخل البيت الأبيض، يعلم أن "أمريكا المنقسمة" لن تطيق حروباً جديدة خارج الحدود فى وقت تشعل فيه الموازنة ونظام الرعاية الصحية الصراع داخل منابر الإعلام الأمريكى الذى يخوض معركة بقاء مع الإدارة الجديدة. ويعلم زعيم داعش أن مشهد "أمريكا المتحدة" خلف شعار الحرب على الإرهاب التى حشد جورج بوش مواطنيها بعد هجمات 11 سبتمبر، أصعب من أن يدركه ترامب.

 

مسيرات فى لوس انجلوس تنديداً بالهجوم الأمريكى على سوريا
مسيرات فى لوس انجلوس تنديداً بالهجوم الأمريكى على سوريا

يلتقط "البغدادى" أنفاسه مع انطلاق الهجمات الأمريكية ضد مطار الشعيرات السورى العسكرى، يتأمل الفتنة المبكرة التى أشعلها ترامب وكتب من بين طياتها سطور الهزيمة المبكرة التى اختارها البيت الأبيض فى الحرب ضد الإرهاب. لا ينزعج زعيم داعش من مدفعية المارينز المنتشرة على حدود مدينة الرقة. يعلم أنه آمن طالما غاب التنسيق بين واشنطن وموسكو فى ملف سوريا المضطرب، وطالما تمسكت الإدارة الأمريكية بالمواقف الضبابية من النظام السورى.

 

يتأمل البغدادى مشاعر الود الزائف بين واشنطن ودمشق وهى تندثر. تلاشت تصريحات ترامب الحماسية تجاه بشار الأسد يوم أدى اليمين رئيساً للولايات المتحدة، وحين أرغمته الإدارة ـ رغم الشغب ـ على الانصياع لتقارير وتكهنات المؤسسات ودوائر صنع القرار. يتابع الرئيس الأسد وهو يصف جنود ترامب بـ"الغزاة"، ويؤكد فى حوار مطول مع التلفيزيون الصينى أن "أى قوات أجنبية تدخل سوريا دون دعوتنا أو إذننا أو التشاور معنا تعتبر قوات غازية"، فيدرك زعيم داعش أن تنظيمه لا يزال قادراً على البقاء.

 

الأسد وسط مجموعة من أفراد الجيش السورى
الأسد وسط مجموعة من أفراد الجيش السورى

 

ومن واشنطن إلى القارة العجوز، يتأمل البغدادى الشروخ وهى تتسلل إلى البيت الأوروبى بعد زلزال الخروج البريطانى من دول الاتحاد وتوابعه التى ضربت عواصم عدة، فيعلم زعيم داعش أن "حلم الدولة" لن تهدده بلدان على مشارف الـ"لادولة".

 

تلقى البغدادى هزائم فى ميدانى سوريا والعراق، فكان الرد قوياً وفى قلب أوروبا. نال ذئابه المنفردة من القارة ما لم يناله تنظيم القاعدة. أدمى لندن بهجوم هو الأول منذ سنوات، ودفع رئيسة وزراء بريطانيا إلى مغادرة مجلس العموم متخفية، ولاحق باريس بالهجمات تلو الهجمات. ابتكر زعيم داعش من وسائل الترويع والإرهاب ما لم يكن فى حسبان أجهزة الأمن ما بين دهس وطعن واحتجاز للرهائن بعد أن عرف كيف يتسلل إلى عقول القابعين فى مخيمات اللاجئين داخل ألمانيا أو على الحدود الفرنسية ـ البريطانية، أو أولئك المتكدسين على قوارب الهجرة غير الشرعية. علم زعيم التنظيم كيف يرغم عواصم من كانوا ضمن الآمنين على رفع حالات التأهب والعيش تحت وطأة الطوارئ.

 

اللقطات الأولى لهجوم لندن الإرهابى
هجوم لندن الإرهابى

 

يواصل البغدادى بخطاه الواثقة اجتياز حدود فى طريقها إلى الزوال. قرأ فى شبابه عن تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن، فاختار ألا يسكن كهوف جبال "تورا بورا"، وألا يكتفى بالرسائل المسجلة، ودشن كيانا ـ ولو شيطانيا ـ يعرف له مكاناً تحت الشمس مراهنا على جغرافيا لا يحصنها التاريخ، وتاريخ لا تصونه الجغرافيا.

 

من وراء الستار أبرم خليفة الإرهاب صفقات فى الدوحة وأنقرة. كفلت الأولى شحنات سلاح لا تنقطع، ومنابر إعلامية لا تبخل منصاتها عن الترويج. ووفرت الثانية ممرات عبور آمنة عبر الحدود التركية مع دول النزاعات ـ سوريا والعراق ـ أو من خلال شواطئها المشتركة مع الدول الأوروبية.

 

متحصناً بخيانات المحسوبين على ملوك وحكام العرب، وآمناً مكر الأمريكان يتابع "البغدادى" الشرق ويطل على خرائط "سايكس بيكو" القديمة، وعلى حدود اجتازت عامها المائة بعدما مزقتها الفتن ونالت نيران الاضطرابات العرقية أطرافها.. يدرك "البغدادى" أن بلاد الـ"لا دولة" أرض خصبة لمن يجمعهم تحت راياته السوداء.. يعلم أن شعار "هزيمة داعش" يحتل مكانه مبكراً فى برنامج ترامب للانتخابات الأمريكية المقبلة بعد 4 سنوات، وأن للروس فى بلاد العرب مآرب أخرى ليس من بينها هزيمة الإرهاب.

تميم وأردوغان

تميم وأردوغان








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

المصرى

الجيوش هى من تنشئ داعش

الجيوش الى تدعم الانظمة وتتمسك بالحكم هى السبب فى نشئة الارهاب والتخريب واسقاط الجيش والدولة ولنا فى السابقين عبرة

عدد الردود 0

بواسطة:

حازم توفيق

احلال السلام بأمر الله في قوله عز وجل

وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ? فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى? فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى? تَفِيءَ إِلَى? أَمْرِ اللَّهِ ? فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ? إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ صدق الله العظيم بثلاث لجان فض نزاع يشكلوا بجامعة الدول العربية الأزمات عربية - عربية لأنهاء المصالح الدموية الأجنبية , للسوريين واليمن وليبيا يتم فيها تقديم مطالب كل فئة للمواطنة الآمنة وتقديم ضمانات من كل فئة للأخر حالية ومستفبلية وتحكم بعدلها رئاسة جامعة الدول والله خير حافظ وهو ارحم الراحمين

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

الى متى ؟؟؟؟

اسلحة داعش الثقيلة كلها من نوري لمالكي عندما طلب من الجيش العراقي الانسحاب من الموصل وترك اسلحتهم وهذا موثق في الاعلام لمن يريد ان يطلع علية واسلحة داعش في سوريا من جيش بشار والدول المساندة للشعب السوري ممنوع عليها توريد السلاح الى المقاومة السورية وهذة ايضا حقيقة يمكن الرجوع اليها في الاعلام ، وهذا يعني ان المقاومة السورية ستنتصر على الدكتاتور واذنابة طالما انهم استمراءو الكذب والتلفيق ، والنصر لن يكون عن طري الكذب والفبركة ، انشر مع الشكر..

عدد الردود 0

بواسطة:

حازم توفيق

اولا لو الحاكم اتحد مع شعبة بأمر الله

يستطيع مواجهة اي تهديد خاصة الداخلي قاعدة امنية تاريخية ثانيا معروف ان المواطن السوري في فترة بشار وابية اصبح من الأثرياء لا يوجد فقير واحد في سوريا كل عائلة كان بها اكثر من خمس سيارات وخادمات من الفلبين هيا لهم العمل والكسب والثراء ولكن الكبر وحش

عدد الردود 0

بواسطة:

كمال أدهم

رؤية متحيزة عبر منظار الطغاة والمسبدين....!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

لاشك أن محاولة الترويج لمزاعم فشل الحملة على الارهاب بسبب تلك الغارة الامريكية المتواضعة على القاعدة الجوية لقوات بشار الطاغية ,والتى أتت بعد طول انتظار ردا على جريمة من ضمن مئات الجرائم التى ارتكبها سفاح سوريا وعصابته ضد الشعب السورى منذ اندلاع ثورته ضده ,تعكس رؤية خاصة بالانظمة الاستبدادية الظالمة وعلى رأسها نظام بشار الاجرامى وحلفاءه ديكتاتور روسيا الأرعن ,وملالى الدولة الفارسية الشيعية المتعصبة ,وحكام الاستبداد فى العالم الثالث ,فقد جاء اتخاذ ادارة ترامب قرار حاسم بتوجيه ضربة سريعة لردع النظام الدموى السورى على استمراره فى خرق القوانين والمواثيق الدولية ولجوءه المتكرر لاستخدام الاسلحة الكيماوية المحرمة دوليا لابادة شعبه ,معتمدا على الدعم المطلق لحليفه ديكتاتور روسيا عبر استخدامه المتكرر للفيتو ضد أى قرار لادانة أو محاسبة نظامه المجرم فى مجلس الأمن,مفاجئا وقلب حسابات الانظمة الاستبدادية رأسا على عقب ,والتى كانت ترى فى توجهات ترامب التى ظهرت خلال حملته الانتخابية وفى بداية توليه الرئاسة الامريكية ,والتى تنصب على الداخل الامريكى بصفة رئيسية وتراجع اهتماماته بالملفات الخارجية وبالذات تلك الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط ,اشارات تبعث على الارتياح بالنسبة لهم ,وأنهم فى أمان من الحساب والعقاب جراء أى انتهاكات أوجرائم يرتكبونها بحق شعوبهم,طالما لايتعرضون للمصالح الأمريكية وحليفتها اسرائيل فى المنطقة.!!!!!!!!!! لذلك فان تلك الضربة الامريكية رغم محدوديتها ,تعد نفطة تحول فارقة فى سياسة ترامب ,والذى يبدو أنه قرر أن يمارس دوره السياسى كرئيس دولة للقوة العظمى الأولى فى العالم ,وأن يتخلى عن شخصية سمسار العقارات ورجل الأعمال الذى يدير شركة اسمها الولايات المتحدة...!!!!!!!!!!!!!!!!! ولكن السؤال الاهم الان :هل يتابع ترامب تحركاته فى اتجاهه الجديد بخطوات ثابتة ويستغل حالة الدعم الدولى الواسع للقرار الأمريكى ويسترد الهيبة الأمريكية كقوة عظمى تدير شئون العالم ,والتى كانت تراجعت كثيرا خاصة أمام التغول الروسى فى منطقة الشرق الاوسط ,ليبدأ كتابة تاريخه كأحد الزعماء البارزين للولايات المتحدة ,أم أنه سيكتفى بهذه الضربة المحدودة ويتراجع الى دور رجل البزنس مرة أخرى؟؟!!!!!!!!!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصري

مطلوب عمل لجنه تحقيق دوليه لمعرفه مايقولون عنه غازات سامه

مطلوب تشكيل لجنه تحقيق دوليه للتحقيق مما تم اثارته من ان هناك غاز تم ضربه مع العلم ان المسعفين كانوا بملابس عاديه فكيف يدخلون المنظقه في لحظتها اذا كان هناك غاز ومعاقبه المعارضه لتضليل العالم كله وهناك دول تحاول ان تضلل العالم كله وهي تركيا والسعوديه وقطر ولا نعرف السبب في كل هذا الحقد وكل الغل ماسببه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة