سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 17 إبريل 1973.. القذافى يطلب من قائد غواصة مصرية الهجوم على باخرة متوجهة إلى إسرائيل

الإثنين، 17 أبريل 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 17 إبريل 1973.. القذافى يطلب من قائد غواصة مصرية الهجوم على باخرة متوجهة إلى إسرائيل معمر القذافى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غادرت الباخرة «كوين إليزابيث 2»، ميناء «ساوثهامبتون» البريطانى، يوم 15 إبريل عام 1973، متوجهة إلى ميناء «أشدود» الإسرائيلى، وكان على متنها أثرياء يهود من أمريكا وأوروبا استأجروها لتبحر بهم من الميناء البريطانى إلى إسرائيل للمشاركة فى احتفالات الدولة العبرية بالذكرى الخامسة والعشرين، لتأسيسها «15 مايو 1948»، وبالطبع تم اتخاذ إجراءات أمن مشددة لحماية الباخرة طوال الرحلة، باعتبار أن من عليها يشكلون هدفًا رائعًا لهجوم من جماعات المقاومة الفلسطينية.
 
وفى يوم 17 إبريل، «مثل هذا اليوم» 1973 تلقى قائد غواصة مصرية راسية فى ميناء طرابلس الليبى إشارة تطلب منه التوجه لمقابلة الرئيس الليبى معمر القذافى، وحسب محمد حسنين هيكل، فى كتابه «الطريق إلى رمضان»: «ذهب الضابط وبسط القذافى أمام الضابط الشاب خريطة لمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وقال له فى لهجة بدا فيها الود الشديد: «إنى أتحدث إليك بصفتى مواطنًا عربيًا وقائدًا للقوات المسلحة الليبية، أنت الآن تعمل هنا، معنا، فهل تستطيع أن تحدد موقع الباخرة «كوين إليزابيث 2» فى البحر المتوسط؟ هل من الممكن ذلك بسهولة؟. رد الضابط المصرى بأن ذلك سهل، فكان السؤال الثانى: «فى مثل هذه الحالة، هل يمكنك أن توجه إلى الباخرة طوربيدين وتغرقها؟».
 
رد الضابط بأن ذلك ممكن من الناحية النظرية، لكنه عمل خطير، ولابد من أن يصدر له أمر مباشر قبل أن ينفذه، فقال القذافى: «حسنًا، إنى أصدر الأمر إليك، وإن شئت أن يكون أمرًا كتابيًا فأنا مستعد لأن أكتبه لك».
 
أقدم «القذافى» على هذا التصرف ردًا على إسقاط إسرائيل للطائرة المدنية الليبية التى ضلت مسارها إلى سيناء يوم 21 فبراير 1973 وهى فى طريقها إلى القاهرة، وقتل من ركابها 111 راكبًا من بينهم وزير الخارجية الليبية السابق صالح بويصير، والمذيعة التليفزيونية المصرية اللامعة سلوى حجازى، وطبقًا لـ«هيكل»: «استشاط القذافى غضبًا كما هو متوقع، وكان تفكيره بالغريزة أن يرد بعمل انتقامى سريع ضد مرتكبى الجريمة، وكان مصممًا على أن ألا تصبح ليبيا واحدة من تلك الدول العربية التى تخضع بضعف لأعمال العدوان الإسرائيلى».
 
يضيف هيكل: «حاول الرئيس السادات تهدئته، وأوضح له أنه إذا قامت الطائرات الليبية بضرب حيفا «وكان هذا أحد اقتراحات القذافى»، فإن أكثر النتائج احتمالًا أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بضرب آبار البترول الليبية، وأن ما قد يترتب على ذلك لا يمكن أن يساعد قضية العرب.
 
يؤكد «هيكل»: «زاد الموقف تعقيدًا بالشائعات التى انطلقت حينئذ تقول إنه كان فى إمكان السلاح الجوى المصرى أن يخرج لإنقاذ الطائرة الليبية وإرشادها إلى طريق آمن لو أراد، وكان السلاح الجوى المصرى قد ذكر أن حالة الجو لم تكن يومها تسمح بالخروج بسرعة لعملية الإنقاذ، لكن الرد من جانب القذافى كان: «إذا كانت حالة الجو سمحت للطائرات الإسرائيلية بالخروج، فكيف لا تسمح به للطائرات المصرية، وشهد اليوم الذى شيعت فيه جنازة ضحايا الطائرة فى طرابلس تظاهرات معادية لمصر، وطبع ابن صالح بويصير، منشورات تتهم المصريين بالجبن، لكن القذافى أمر بالقبض عليه ووضعه فى السجن».
 
بعد أن طرح القذافى فكرته على الضابط المصرى عاد الضابط إلى غواصته، وأصدر الأمر إلى رجاله بأن يكونوا على استعداد للإبحار فى عملية عاجلة وسرية، وحسب هيكل: «بعث الضابط برسالة بالشفرة إلى قيادته فى قاعدة الإسكندرية يبلغها الأمر الصادر إليه، وذهل قائد البحرية فى الإسكندرية لما سمع، واتصل بالفريق أحمد إسماعيل القائد العام للقوات المسلحة، فاتصل بدوره بالرئيس السادات الذى أصدر تعلمياته بعودة الغواصة إلى الإسكندرية».
 
يؤكد هيكل أنه تلقى اتصالًا من السادات، قال فيه: «يبدو أن القذافى يريد أن يضعنا فى مأزق»، وقال إنه لن يبلغ القذافى الإجراء الذى اتخذه، بل سيقول له أن قائد الغواصة لم يستطِع أن يحدد موقعها فى البحر، وبالتالى لم يستطِع أن يحدد تنفيذ الأمر الصادر إليه بإغراقها.
 
يؤكد هيكل: «الرواية لم تنطل على القذافى، ولم يستطع أن يفهم كيف يسمح لإسرائيل بأن تسقط طائرة مدنية فى رحلة بريئة ويمنع الرد عليها بالمثل، وكان شديد التأثر لما حدث». 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة