رصد "اليوم السابع" عمليات تنظيف الآثار الفرعونية المستخرجة من باطن الأرض بمعرفة البعثات الأجنبية، والتى تجرى بأيادى شباب المرممين المصريين بصورة دقيقة للغاية للحفاظ على الآثار من التلف وللحفاظ على ألوانها بصورة مميزة، وذلك لإعادة إحيائها من جديد وإظهار اللمسات الجمالية بها والتى صنعت بأيادى القدماء المصريين.
وفى هذا الصدد يقول عبد الناصر عبد العظيم مدير ترميم آثار الكرنك والكباش، أن عمليات تنظيف الآثار وإعادتها لهيئتها القديمة تتم عبر عدة خطوات مختلفة بحسب نوع الآثار وطريقة استخراجه، وكذلك مدى وكمية العوالق والاتساخ بفعل الزمن على الأثر المستخرج فى الحفائر وخلافه.
وأضاف مدير ترميم آثار الكرنك والكباش فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه فى حالة ترميم الآثار المستخرجة من الحفائر، تفرض حالة الأثر اسلوب العلاج المناسب لها فلكل أثر حالته الخاصة، وبالرغم من أنها مصنوعة من نفس المادة ومدفونة فى نفس البيئة ومع ذلك يجب أن يعامل كل أثر معاملة فردية، حيث أنه لايوجد أثرين متشابهين تماماً وأول أساسيات الترميم والصيانة هو سهولة الحصول على مواد الترميم بحيث تكون فى متناول المتخصصين، مؤكداً أن معظم الآثار الفخارية المستخرجه من الحفائر تعانى من الاتساخ العالقة بها وهذه المواد الغريبة عن مادة الأثر نتيجة التفاعل مع الوسط المحيط بها وطبيعة الزمن وعوامله المختلفة، وكذلك قوة التصاق هذه المواد بأسطح الآثار الفخارية، فقد يكون التصاقها ميكانيكياً أو الكتروستاتيكا أو كيمائياً.
وأوضح عبد الناصر عبد العظيم، أنه فى تلك الحالات تتم عملية التنظيف عبر القيام بعملية كسر إرتباط تلك النواتج عن جسم الأثر بطريقة ميكانيكية، والتى كانت تطمس معالمه الفنية وطبيعته الجمالية بغرض إعادته إلى جاذبيته ويجب عدم استخدام أى مادة كيمائية لم يتحقق من إيجابيتها حتى لو كانت أعطت نتائج بالخارج، حيث أن التنظيف الميكانيكى يعتبر أفضل الطرق لأنها لا تسبب تلف المكتشفات الفخارية الحديثة، وتتم الإزالة بدون تجريح السطح أو خدشه للكشف عن السطح الأثرى الأصلى بما يحمله من ألوان وزخارف.
وقال مدير ترميم آثار الكرنك والكباش، إن التنظيف الميكانيكى يعد من أكثر أنواع التنظيف انتشاراً لأنه بسيط للغاية ويمتاز بالدقة ويحتاج إلى تركيز شديد وصبر حتى يمكن الوصول بالتنظيف الميكانيكى إلى درجات عالية ومتقدمه، وتتم عمليات التنظيف أفقياً بحيث يكون سطح المشرط موازياً لسطح الأثر معاً لتجرى مع استخدام الفرش لإزالة العوالق التى تم كسر ارتباطها، وتبدأ عمليات التنظيف من أعلى إلى أسفل وليس العكس وتتم تلك العمليات اذا كان الأثر صلباً يتحمل التنظيف، وإذا كانت تلك التكلسات صلبة يمكن تطريتها باستخدام الماء المقطر أو مذيب عضوى فى أضيق الحدود موضعياً حتى لا يؤثر على الأثر.
أما الدكتور مصطفى وزيرى مدير عام آثار الأقصر، فيؤكد أنه يوجد نوع آخر من التنظيف للآثار الحفائر ما يسمى "التنظيف الكيميائى"، وهو يتم فى حالة إذا كانت الآثار لا تتحمل طريقة العلاج الميكانيكى أو إذا لم تفلح الأدوات المختلفة فى إزالتها لشدة التصاقها، وفى البداية يجب أن يقوم المرمم بإجراء العديد من الاختبارات الكيمائية لتلك المواد للتأكد من نجاح العلاج.
وأضاف مدير آثار الأقصر لـ"اليوم السابع"، أن عدد من المرممين يستخدمون "التنظيف باستخدام الماء"، وهو يعتبر أرخص المواد المستخدمة ويشترط لاستخدام أن تكون الأسطح خالية من الأملاح والألوان، وأن تكون من النوع الجيد، حيث إن الماء تساعد فى إزالة العديد من المركبات غير العضوية القابلة للذوبان فى الماء، ويستخدم فيها الماء المقطر أو الماء المنزوع الأيونات وليس ماء المنسور، لأن الأخير يحتوى على أملاح ويجب أن تكون عمليات التنظيف موضعية، مؤكداً أنه تختلف صور استخدام الماء ما بين رذاذ الماء ويتم التنظيف عن طريق قطنة مبللة بالماء موضعياً وبدون ضغط مع التجفيف فى نفس الوقت بقطعة أخرى من القطن الجاف حتى لا ينتشر الماء الحامل للاتساخات على السطح، مشدداً على أنه لايستخدم الماء إذا كانت هناك قشور أو ألوان ويتم إختبار ثبات الألوان أولاً وتثبيتها وتقويتها بواسطة إحدى المواد الكيميائية مثل النايلون الذائبة حيث يكون طبقة واقية يسهل معها التنظيف، ويمكن تثبيت القشور باستخدام مادة P. V. A الذائب فى الكحول أو الطولوين أو الكلاتون.
وأكد الدكتور مصطفى وزيرى أنه يتم أيضاً استخدام عمليات التنظيف باستخدام الصابون والمنظفات، وذلك عبر استخدام الماء المقطر المضاف إليه الكحول أو الاسيتون أو النشادر لإزالة الاتساخ من أسطح الآثار، بواسطة فرشاة ناعمة أو قطعة من الصوف القطنى، وكذلك عملية التنظيف باستخدام عجائن المذيبات الميلانية، وهى تحضر بإضافة عامل جيل إلى محلول قلوى شعيف للحصول على عجائن تطبق على السطح ثم يغطى بالبولى ايثيلين، كما يتم التنظيف باستخدام الكمادات، وكذلك التنظيف بالمحاليل الحمضية التى تستخدم فى إزالة الرواسب الصلبة مثل كربونات وكبريتات الكالسيوم العالقة بأسطح الآثار أثناء وجودها فى التربة، ومن أكثر الأحماض المستخدمه حمض الهيدروكلوريك وحمض النيتريك وحمض الهيدروكلوريك وبعض الأحماض العضوية مثل حمض الأوكساليك والستريك والأستيك ويجب الحذر الشديد لما تسببه من أخطار بالغة بالآثار، وتوجد عملية آخرى تتم بالتنظيف عبر المحاليل القلوية، وهى مثل كربونات الصوديوم وبيكربونات الصوديوم وهيدروكسيد الصوديوم والتى تكون مفيدة فى إزالة الدهون والشحوم والشموع، والتنظيف باستخدام الانزيمات التى تستخدم لإزالة الدهون والكربوهيدرات والبروتينات من أسطح الآثار، أيضاً التنظيف بالموجات فوق الصوتية وذلك بواسطة حمام أو حوض الموجات الفوق صوتية أو أداة دقيقة لإرسال الموجات فوق الصوتية مثل التى تستخدم فى تنظيف الأسنان، ويعمل الجهاز على ارسال موجات فوق صوتية داخل الحوض الذى يحتوى على سائل، حيث تحدث الموجات فقاقيع أو فجوات مفرغة وعندما تتفجر هذه الفقاقيع تطلق طاقة كبيرة وتمسك الاتساخات الموجودة بالسطح.
أما آخر أنواع تنظيف الأخيرة فهى تكون بالتنظيف عبر استخدام الليزر، فهو عبارة عن حزمه مكونة من طاقة ضوئية مركزة، والتى يمكن توجيهها إلى السطح وهذه الطاقة المستخدمة تعمل على تبخير المادة العضوية الموجودة فى الرواسب والاتساخات الموجودة على السطح الحجرى أو الرخامى، ولكن أغلب الباحثين غير متأكدين عما إذا كان يمكن استخدامها فى تخليص السطح الفخارى من الاتساخات فهى ما تزال تحت التجربة والاختبار.
جانب من أعمال تنظيف القطع الآثرية المكتشفة بالاقصر
شاب مرمم يستخدم الفرشاة لتنظيف تمثال لأحد ملوك الفراعنة
تنظيف الآثار المستخرجة من باطن الارض بأحدث الوسائل في الاقصر
فريق مرممين يعمل علي تنظيف تمثال للملك أمنحتب الثالث بالاقصر
جانب من اعمال تنظيف الاثار المستخرجة من باطن الارض
المرممون المصريون يستخدمون الفرش لتنظيف تمثال ملكي
ثمانية شباب يقومون بتنظيف أحد التماثيل المستخرجة بمعرفة البعثات الاجنبية
الفرشاة والتقطير بالمياة أبرز الأساليب المستخدمة لتنظيف الآثار الفرعونية
