محمد أبوهرجة يكتب: حفظ الله مصر

السبت، 15 أبريل 2017 12:00 م
محمد أبوهرجة يكتب: حفظ الله مصر تفجير طنطا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما أشبه الليلة بالبارحة بعد الحادث المؤلم فى القاهرة فى تفجير الكنيسة البطرسية، لتأتى التفجيرات الأخيرة التى صدمتنا جميعا، ليأتى هؤلاء من لا ملة لهم ولا دين لينسفوا آمال وأحلام أرواح طاهرة بريئة جاءت فى يوم عيد لتستكين قلوبهم وترتاح من عناء الحياة، وبعيدا عن تعقيدات العمل وسط الروحانيات التى تملأ المكان وترانيم الكنائس الذى يرتفع مجاورا المساجد ترفع الآذان فى ملحمة وطنية وعلاقة خاصة لا يعرفها أى من شعوب العالم منذ مئات السنين، ليأتى شياطين الإنس ممن تجردوا من الإنسانية ليقتلوا المصريين، فهنا لا يوجد تصنيف مسيحى ومسلم، فهنا مصر، هنا التاريخ، هنا الإنسان، حتى بدون عنوان. ونقدم جميعا خالص العزاء لأسر الشهداء من الضحايا والشرطة الذين ارتقت أرواحهم عنان السماء كأنها نجوما تُزين سماء مصر. حزن عميق يخيم على الجميع ولنا فى هذه الرؤية المتواضعة بعض النقاط:

·        من المسئول عن نقل المشاهد الداخلية فى الكنيسة بطنطا، حيث المشاهد الدامية للجثث ونقلها للعالم على الهواء مباشرة، مما يزيد من تعميق أثاراها وكأننا نساعد هذا التنظيم القذر ونساهم دون أن ندرى فى الترويج للعملية الإرهابية، وأتمنى أن نتصرف كما نرى فى التعامل مع الحوادث الإرهابية فى الخارج، حيث يتم تطويق المكان بشرائط وحواجز ويُمنع تماما دخول أى قنوات أو كاميرات لتصوير ما حدث، فالأموات لها حُرمة و لابد أن نراعى شعور أهالى الضحايا عندما يشاهد هذه المشاهد، وقد يرى أجزاء من جثة أقرب الناس إليه فيتألم أكثر من المشاهد العادى ويتقطع قلبه أكثر وأكثر.

·        المزايدات واستغلال الحدث المؤلم فى نزاعات سياسية وتصفية الحسابات، فليس هذا وقت المشاجرات ولا وقت المهاترات فليلتزم الجميع الصمت، فهناك العشرات من الشهداء ما زالت رائحة دمائهم تفوح فى المكان، ولم تهدأ بعد، فلا مجال هنا للمزايدات من بعض الذين يتصيدون الفرص.

·        ما بين تجديد الخطاب الدينى وتجميد الخطاب الدينى وقفنا جميعا لا نعلم أساسا ما هى المواطنة، وما هى تعاليم الدين الصحيح المعتدل وسط تعقيدات المتشددين واستخفاف المنحرفين، تجد المعتدلين تائهين لا يعلمون التاريخ الصحيح لسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فى معاملة أهل الكتاب وسماحته وإحسانه لهم، ويعلمون فقط آيات الجهاد التى يحاول المتطرفون استخدامها فى غسيل عقول الشباب المراهقين ممن يعانون من الجهل والتسرع وقلة الخبرة، فاستخدموهم كقنابل بشرية ملفوفة بالمتفجرات.

·        معركة جبل الحلال التى انتصر فيها الجيش المصرى ضد معاقل الشياطين والخسائر التى كبدها الجيش لهذا التنظيم جعلتهم كالمجانين يحاولون الرد وبأقصى قسوة وسرعة، فالهزيمة أفقدتهم عقولهم التى لم تكن موجودة بالأساس.

·        ويبقى الوطن وتبقى مصر كما كانت فى السابق، وكما هى فى الحاضر وكما ستكون فى المستقبل صامدة قادرة متماسكة صلبة عنيدة شامخة عريقة بلد التاريخ والحضارات، ولن ينال منها هؤلاء القتلة أعداء الإنسانية حفظ الله مصر حفظ الله الوطن.

 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة