د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: عندما يصبح قانون التَّرْك هو الحل

السبت، 15 أبريل 2017 06:00 م
د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: عندما يصبح قانون التَّرْك هو الحل د.داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لو عُدنا إلى الخلف، سندرك أننا وضعنا القوانين لكى ننظم حياتنا، ونجعل لها شِرعة ومنهاجًا، نسير عليه بخطى ثابتة، ونضع لها قواعد منظمة، لا تخضع لعوامل العشوائية والاستهتار، ولكن الإنسان فى ظل مسيرته الطويلة التى وضع خلالها العديد من القوانين والأعراف، تناسى أن يضع لنفسه أهم قانون يجب أن يضعه نُصب عينيه فى كل لحظة، وهو "قانون التِّرْك".

وهذا القانون قواعده فى غاية البساطة، وهى تتلخص باختصار شديد فى قاعدة واحدة، وهى ترك من لا يستحق دون تفكير أو حتى عتاب.

فمشكلتنا الحقيقية، وخاصة أصحاب المشاعر الراقية والدافئة، أنهم دائمًا ما يستصْعبون ترك عواطفهم وأحلامهم، فهم يظنون دائمًا أن الحب بشتى أنواعه يستحق من الإنسان أن يسعى ويحاول ويُسامح ويمنح الفرص، ولكنهم يتناسون أن هناك طرفا آخر، ربما لا يُدرك كل هذا، بل أنه لا يفكر إلا فى راحته فقط، حتى لو كان بذلك يقتل من أحبه بمنتهى الصدق والإخلاص.

لذا، لن يكون هناك حل سوى تطبيق أحكام هذا القانون، فترك هذا الشخص هو الحل الوحيد لا محالة، فمهمـا حاولنا استرضاءه أو مناقشته أو حتى اختصامه، فلن يُفكر إلا فى ذاته، وسيطول أمد النزاع، وسينتهى الأمر لا محالة بالترك، فَـلِمَ لا نبدأ نحن بالتنفيذ برضائنا بدلاً من أن يُفْرَضَ علينا هذا رغمًا عنا.

فللأسف، تفرض علينا الحياة كثيرًا أن نترك أشياء وأشخاص، ويا ليت من نتركه يُدرك أنه هو من طلب ضمنيًا تركه، فلو كان فكر فى راحة من يستحق، ربما كان فاز به، ولكننا دائمًا نُفكر فى راحة أنفسنـا، وراحة من سيتركوننا عاجلاً أم آجلاً، ويأتى الندم بعد أن يضيع كل شىء، ولا يبقى لنا سوى الذكريات، التى لا نجد فيها حتى السلوى.

أتمنى أن يُشَرِّع كل إنسان قواعد هذا القانون لقلبه، وأن يصيغه بما يتلاءم مع حالته؛ حتى لا يكتشف أنه سيصبح فى يوم ما من ضحايا قانون التَّرْك.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة