طمع الثراء يلقى بـ12 صديقاً خلف قضبان السجن فى أسوان

الأربعاء، 12 أبريل 2017 11:21 م
طمع الثراء يلقى بـ12 صديقاً خلف قضبان السجن فى أسوان سجن أرشيفية
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يتوقع  12 شخصاً كلهم أصدقاء ويقيمون بمدينتى دراو وكوم أمبو بمحافظة أسوان، أن مصيرهم سينتهى بهم إلى السجن عندما حاولوا الوصول إلى الثراء السريع من خلال الاسترشاد بشخص سودانى الجنسية للتنقيب عن الذهب فى صحراء أسوان.

باتت المحاولات التى نجح فيها غيرهم حافزاً يزينه الشيطان فى عقول وقلوب الأصدقاء لخوض التجربة والمرور من الضائقة المالية التى تمر عليهم، وكأن البحث عن الذهب فى الأراضى الممنوعة أمنياً أقرب فى المعصية من السرقة عند بعضهم، فى حين يرى البعض الآخر أن استخراج المعادن من باطن الأرض حلال شرعاً.

بدأ الأصدقاء الأثنى عشر وهم "أحمد.ق" موظف بمحكمة أسوان الابتدائية، و"محمود.س" عامل، و"أحمد.ح" عامل، و"يوسف.س" عاطل، و"فتوح.ط.ا" عاطل، و"محمود.ا" عاطل، و"طه.ا" عامل، و"سعودى.ع" موظف بالبترول، وشقيقه "محمود" فنى لحام، و"أحمد.ع" طالب، و"حسن.ع" سائق، و"عبد الرحيم.م" مزارع، يجتمعون فى مساء كل ليلة بمنزل "عبد الرحيم" لوضع خطة التحرك إلى منطقة وادى علاقى لاستخراج "اللى فيه النصيب" من خام الذهب وبيعه فى الأسواق لصاحب أحد المحال تمهيداً لإعادة تصنيعه مرة أخرى مستغلين بذلك ارتفاع أسعار الذهب.

انتهت المشاورات والخطط إلى الاستعانة بأحد الأشخاص السودانيين المقيمين بمحافظة البحر الأحمر ويدعى "ياسر.م" كخبير ودليل الطرق الصحراوية ما بين أسوان والبحر الأحمر، وتم الاتفاق على تجهيز المعدات اللازمة لذلك الأمر ومنها "جهاز الكشف عن المعادن المزود ببطارية وسماعة فى الأذن حتى يمكن سماع الصوت الصادر من الجهاز فى حالة الكشف عن معدن الذهب، وتتنوع هذه الأجهزة حسب الاستخدام والإمكانات المادية، وفى الغالب تأتى من السودان التى تستخدمها بكثرة، بالإضافة إلى فأس للحفر بعد كشف الجهاز، بجانب الاحتياطى من الأكل والشرب الذى يكفى مدة الرحلة التى تصل إلى أسبوع فى المتوسط وقد تزداد إلى أسبوعين حسب اللزوم.

بدأت الرحلة بسيارة ميكروباص من محافظة أسوان، وكأنها سيارة أجرة فى طريقها إلى مدينة الشلاتين عبر طريق "برنيس" بعد أن أخذ السائق "حسن" احتياطاته المرورية اللازمة لذلك، وأثناء الطريق وفى أحد المدقات الصحراوية بمنطقة وادى علاقى انحرف السائق عن الطريق الرئيسى ليدخل إلى المنطقة الجبلية الغنية بالذهب فى باطن الأرض، وبدأت الرحلة فى المنطقة المحددة التى دلها عليهم السودانى المرافق لهم فى الرحلة.

مر اليوم الأول على الأصدقاء بسلام دون ملاحقات أمنية من قوات حرس الحدود المسئولة عن تأمين المنطقة، وبدأت تتوالى الأيام دون حدوث ما يخل بالخطة التى وضعها الأثنى عشر صديقاً بإشراف الرجل السودانى، وتمر الأيام التى يبدأ فيها العمل مع بزوغ شمس يوم جديد حتى مغرب الشمس، ومع نهاية كل يوم يدب الرعب فى نفوس الأصدقاء الذين يباتون فى حياة برية جافة تغزوها العقارب والثعابين ويحلك فيها الظلام ولا يضئ لهم سوى إشعال النيران فى مجموعة من الحطب.

وقبل نهاية الأسبوع، كشف مكتب مخابرات حرس الحدود عن تواجد بشرى فى أحد المدقات الصحراوية بمنطقة وادى علاقى، ومن خلال خطة أمنية معينة، داهمت قوات حرس الحدود الأصدقاء فى المنطقة، وألقت القبض عليهم، وسقطوا فى قبضة الأمن قبل خطوات من تحقيق أمانيهم التى زينها الشيطان لهم، وكانوا قد استخرجوا 164 جوالاً يحتوى على كمية من الأحجار المخلوطة برايش معدن الذهب.

تم نقل المتهمين إلى قسم شرطة أسوان ثان، وتم تحرير محضر لهم حمل رقم 1201 لسنة 2017 إدارى قسم ثان أسوان، وتم عرضهم على النيابة العامة للتحقيق معهم، والتى أمرت بتجديد حبس المتهمين الثلاثة عشر 15 يوماً على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات الأمن الوطنى عن المتهمين.

وتبين من التحريات الأولية، أن المتهمين هم "ياسر.م.ا" 45 سنة، عامل، سودانى الجنسية، ومقيم دائرة محافظة البحر الأحمر، و"عبد الرحيم.م" 30 سنة، مزارع، و"حسن.ع.م" 37 سنة، سائق، و"أحمد.ع.س" 20 سنة، طالب، و"محمود.ع.م" 28 سنة، لحام، وشقيقه "سعودى" 35 سنة، فنى بالشركة المصرية للخدمات البترولية، وهؤلاء جميعهم مقيمين             دائرة مركز كوم أمبو، علاوة على المتهم "طه.ا.ا" 27 سنة، عامل، وشقيقه "محمود.ا" 31 سنة، عاطل، و"يوسف.س.م" 49 سنة، مزارع، و"أحمد.ح.م" 37 سنة، عامل، و"محمود.س.م" 32 سنة، عامل، وجميعهم مقيمين دائرة مركز دراو، بجانب المتهم "أحمد.ق.خ" 44 سنة، معاون تنفيذ بمحكمة أسوان الابتدائية، ومقيم دائرة قسم أول أسوان، والمتهم "فتوح.ط.ا" 27 سنة، عاطل، ومقيم دائرة مركز أسوان.

 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة