أدهم السمان

بلابيش سوهاج.. نظرة يا حكومة

الثلاثاء، 21 مارس 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما اتخذ وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار، قراراً بشن حملة أمنية مكبرة على بعض المناطق فى محافظة سوهاج، خاصة فى مركز دار السلام ، المترامى الأطراف ، كان قاصداً فى ذلك مواجهة من يخرج عن القانون بالقانون، مستخدماً هو ورجاله الشرفاء الأوفياء "روح" القانون فى التعامل مع بعض الأفراد المنتمين لقرى البلابيش لتعديل اوضاعهم القانونية بشكل يليق بآدمية الانسان، وخرج على الجميع قيادات وزارة الداخلية، متمثلة فى اللواء جمال عبد البارى مساعد الوزير للأمن العام، ليعلنوا للجميع عن الاستعداد لبسط روح القانون وهو ان يٌسلم من عليه حكماً قضائياً نفسه أمام النيابة، ليضمن بذلك أنه سيُحاسب ويعاقب على جرائمه التى اقترفها فقط دون المساس به، وليكن القضاء هو الفيصل فى ذلك دون تدخل وزارة الداخلية أو قياداتها سواء فى القاهرة أو سوهاج، متمثلة فى مدير المباحث، العميد خالد الشاذلى و العميد منتصر عبد النعيم، مدير فرع الأمن العام بسوهاج، تحت قيادة مدير الأمن اللواء مصطفى مقبل.

 

الأمر انتهى مؤخراً بمساعدة أبناء البلابيش أنفسهم وبعض القيادات الشابة، إلى أن قام كل مطلوب أمنيا بتسليم نفسه للنيابة ، وهو أمر  يُحمد ويٌشكر عليه أبناء قبيلة البلابيش أنفسهم ، وهى خطوة لم يسبقهم بها أحد ، مما ساعد على نجاح الحملة بشكل كبير دون إراقة نقطة دم واحدة ودون خسارة طلقة نارية من بندقية أحد الجنود ، مما أعطى للحملة الأمنية إنطباعاً مختلفاً مع قيادات الوزارة فى التعامل مع مثل هذه الحالات.

المراقب للحملة الأمنية التى شنتها وزارة الداخلية على قرى البلابيش يرى أنها لاقت ترحاباً واسعا من الجميع، وخير دليل على ذلك تسليم المطلوبين أمنياً أنفسهم للنيابة العامة تحت إشراف قيادات وزارة الداخلية سواء بالقاهرة أو سوهاج، وهو الأمر الذى نجحت فيه هذه القيادات لتغيير الفكر المتبع على وزارة الداخلية بالقبض عليهم بالقوة والمواجهة الساخنة بين الطرفين، لتعلن البلابيش أنها ليست بؤرة إجرامية كما قيل عنها فى وسائل الإعلام المختلفة.

ما حدث فى البلابيش مؤخراً جعلنى أطالب ، بل و أناشد جميع القيادات المسئولة فى مصر بالنظر لمثل هذه القرى، والعمل على تنميتها بشكل حقيقى، والوقوف على الأسباب الحقيقية وراء انتشار البلطجة و السرقة و المخدرات، ومن ثم سرعة تغيير المفاهيم الخاطئة عند ابناء الصعيد، بجانب إرسال بعثات و قوافل توعوية لمثل تلك القرى لتعريفهم بالأثار السلبية من التجارة المحرمة، والعمل على إيجاد مشاريع تقضى على البطالة التى أدت إلى ذلك.

هل الصعيد مهمش ؟ نعم مهمش... هل القرى مهمشة ؟ نعم مهمشة... هل دار السلام بسوهاج مهمشة ومنسية ؟ نعم وفقيرة وقُل ما تشاء عليها.. والسبب هو عدم حصول هذه البلاد على أبسط حقوقها.

من هنا أطالب رئيس الوزراء بالإهتمام بمركز دار السلام بسوهاج وسرعة مد يد العون له ولشبابه، وإيجاد مشاريع حقيقية لتشغيل الشباب حتى لا يلجأ لأى تجارة محرمة، فقرى البلابيش والتى يتعدى سكانها 50 ألف نسمة لا يوجد بها وحدة إطفاء ولا خدمات ولا وحدة إسعاف ..هناك محطة مياه سيعتمد عليها مركز دار السلام ومقرها قرية اولاد سالم وستخدم الآلاف من الأهالى من المفترض أنها دخلت الخدمة منذ ما يقرب العام ، وللأسف لا نعلم ما السبب وراء عدم التشغيل إلى الآن هل التاخير من المقاول أم المحافظة أم شركة المياة؟ وننتظر الإجابة على ذلك .. هناك وعود أطلقها محافظ سوهاج الدكتور إيمن عبد المنعم ، فى العديد من المصالحات الثأرية وكانت مفادها أن مركز دار السلام سيشهد إنطلاقة حقيقية بوجود مصانع ومنها مصنع للاسمنت وللأسف هذه الوعود تبخرت ، لأنها ببساطة لم تعتمد على أبسط نقاط الشفافية وكانت وعود براقة فقط ، و تبخرت و ذهبت كما يذهب الريح .

هناك إهمال كبير على جميع الأصعدة سواء الطبى أو التعليمى ، أو  حتى البنية التحتية .. فكل القطاعات متآكلة تماماً ووجب على المحافظة سرعة تغييرها وليس ترميمها فقط.

البلابيش ودار السلام ككيان واحد يفتقر لأبسط الحقوق ، فماذا تنتظر منه الدولة والمؤسسات الرسمية ؟.. طبيعى جدا أن يكون هناك نتائج سلبية لحالة الإغفال شبة المتعمد يا سادة المتهم ليس البلابيش ولا دار السلام المتهم يتمثل فى مسؤلين أغفلوا مركزا بهذا الحجم والأهمية .

شباب مركزي كثر منهم من يسعى لخدمة دار السلام وقراه ، فمنهم من يجتهد من الداخل سعيا لتطوير بلاده ومنهم من يكد بالخارج للمساهمة بالقول والفعل

شكرا شباب دار السلام

شكرا شباب البلابيش الذي لم يألوا جهدا في سبيل إظهار قراه ونجوعه بصورتها العادلة .

أخيراً... ننتظر من الحكومة تنمية حقيقية لهذه القرى و ننتظر زيارة من وزير الداخلية ليرى بنفسه بلابيش سوهاج بعد حملته الامنية .










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة