بهدوء لا يشوبه صخب، يكسب المرشح المستقل لانتخابات الرئاسة الفرنسية، إيمانويل ماكرون ثقة الناخبين يوما تلو الآخر قبل أسابيع من الانتخابات الحاسمة المقررة إبريل المقبل، مستغلا فى ذلك تهم الفساد التى طالت المرشح اليمينى فرانسوا فيون وأسرته، والمخاوف المتزايدة من المرشحة اليمينية المتطرف مارين لوبان.
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، شهدت خريطة أسهم المرشحين للانتخابات تقلبات وتغيرات حادة كشفت عنها استطلاعات الرأى الأخيرة، حيث تزايدت شعبية ماكرون بشكل ملحوظ داخل فرنسا وعلى صعيد القارة الأوروبية بفضل مغازلته للاتحاد الأوروبى وتأكيده على ضرورة السعى فى بناء تحالف أكثر قوة برغم إقدام الحكومة البريطانية على الخروج من الاتحاد، ودعوة منافسته مارين لوبان لاستفتاء على خروج فرنسا من قائمة الدول الأعضاء.
وبخلاف موقفه من الاتحاد الأوروبى، يضمن "ماكرون" شريحة تصويتيه لا يستهان بها، حيث يتمتع بتأييد غالبية الناخبات الفرنسيات بعد تعهده باختيار سيدة لمنصب رئيس الوزراء حال فوزه فى الانتخابات، فضلاً عن تخصيص مؤتمر انتخابى للحديث عن المرأة الفرنسية فى ذكرى يومها العالمى.
أظهر استطلاع للرأى، اليوم السبت، استمرار تراجع التأييد للمرشح الاشتراكى فى انتخابات الرئاسة الفرنسية بنوا هامون، فى الوقت الذى أشار فيه الاستطلاع إلى احتمال فوز مرشح الوسط إيمانويل ماكرون بانتخابات الرئاسة.
وفى استطلاع لمؤسسة بى.فى.إيه لحساب أورانج تراجع هامون نقطة مئوية خلال أسبوع إلى 12.5 % ليحتل المركز الرابع فى الجولة الأولى وراء المرشح المستقل إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان والمحافظ فرانسوا فيون والذى حصل على 19.5 %.
وخلال زيارته أمس الأول إلى ألمانيا لكسب المزيد من الشعبية وتوطيد العلاقات قبل الانتخابات الرئاسية، أكد ماكرون التزامه بقيم الاتحاد الأوروبى والعمل على تعزيز التحالف مع ألمانيا حال فوزه فى الانتخابات.
وقال ماكرون البلغ من عمره 39 عاما فى تصريحات له لصحيفة "بيلد" الألمانية "نحتاج إلى عهد ألمانى فرنسى جديد من أجل أوروبا، وأضاف "إذا توليت الحكم سأعلن بوضوح منذ اليوم الأول، لن أحكم من دون ألمانيا، لن أحكم من دون أوروبا".
واجتمع ماكرون بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى برلين الخميس، وأعرب عن تمسكه بـ"الثنائى الفرنسى الألمانى" ورغبته فى مكافحة "المتطرفين" وتعزيز مشروع "أوروبا الدفاع" وكذلك رغبته فى الوفاء بالتزامات فرنسا تجاه الاتحاد الأوروبى الذى يحتاج برأيه إلى إصلاحات هيكلية وهى قضية كانت موضع خلاف بين باريس وبرلين.
وقال ماكرون خارج مقر المستشارية "رأيت فى المستشارة إرادة حقيقية لتحقيق التقدم وعمل المزيد بمشاركة فرنسا".
وتبدأ الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية فى 23 من إبريل المقبل وفى حال عدم فوز أى مرشح بالأغلبية المطلقة للأصوات، تقام جولة أخيرة بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى نسب للأصوات فى 7 مايو 2017.
