محمود محيى

ما يتناساه أشقاؤنا فى السودان.. وفتنة "موزة"!

الخميس، 16 مارس 2017 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وسط الزحام يتناسى أشقاؤنا فى السودان التاريخ وحقائقه، ففضيلة الكرم التى أنعم الله بها على أشقائنا جعلتهم يكرمون ضيوفهم حتى وإن كان على حساب الأشقاء وذوى القربى، فحفاوتهم بوالدة أمير قطر، الشيخة موزة بنت ناصر المسند، وجولاتها فى عدد من المواقع الأثرية بالسودان، أنستهم فضيلة أخرى كانوا يتسمون بها، وهى فضيلة الاعتراف بالحق لأصحابه.

لماذا أقول ذلك، وما الرابط بين زيارة الشيخة موزة للسودان، ونكران الجميل من جانب بعض السودانيين لمصر؟.. الحقيقة أن هناك رابطا قويا، لم نكن نحن السبب فيه، لكن السبب هم أشقاؤنا فى السودان الذين نعتبرهم إخوة وأشقاء لنا حتى وإن حاولوا التنصل، لأن صلة الدم لا تنكر، هذا هو حالنا مع شريان وادى النيل.. ينكرون هم لكن نحن لا ننكر أبدًا.. ينكرون أن لمصر فضل وتاريخ أيضًا، لكن نحن لا ننكر أبدًا أن السودان شقيق، وما بين الأشقاء الكثير والكثير.

قبل يومين أطلق الأشقاء فى السودان هاشتاج "السودان أم الدنيا"، وآخر اسمه "السودان أصل الحضارة"، وهذا حقهم، لكن ما ليس بحقهم أن يكون الهاشتاجان هدفهم الهجوم على مصر والتقليل من دورها التاريخى وتأثيرها الحضارى على السودان بل وعلى العالم كله، والتاريخ يشهد بذلك، بل واستخدامه من البعض للقول بأكاذيب لا وجود لها مطلقًا فى صفحات التاريخ، بل إنها تتناقض مع ما سطره السودانيون بأنفسهم فى كتب التاريخ، حينما قالوا إن مصر كانت صاحبة الفضل على السودان قديمًا، فقد تغذى سكان تلك المناطق من نهل ثقافة الفراعنة وتأثروا بها، ولكن من الحين للآخر يختلق أهلنا هناك معارك "وهمية"، ويدعون كذبًا أن حضارة "كوش" القديمة وسابقتها حضارة "مروى" على حدود مصر الجنوبية حضارة "سودانية" خالصة، فى الوقت الذى لم يولد فيه بالأساس مصطلح "السودان" .

 العلم والتاريخ، وجميع كتب الحضارة تؤكد ارتباط آثار شمال السودان بالحضارة المصرية القديمة، وهو ما يعلمه جيدا علماء الآثار والباحثون وأستاذة التاريخ هناك ولكن هناك فى الخرطوم من ينكره، فالحضارة "المروية" جزء لا يتجزأ من الحضارة الفرعونية القديمة، وقد تأثرت بشكل كبير بها، والمعروف أن جميع الحضارات الحديثة تتأثر بالحضارة التى سبقتها، بل قد قامت حضارة "مروى" فى الأساس على الحضارة المصرية من خلال الموروثات الحضارية.

وتقول الوثائق التاريخية إن "أهرامات مروى" هى آثار نوبية من مملكة "كوش" الواقعة فى قرية "البجراوية" قرب مدينة "شندى" التى تبعد حوالى 200 كيلو متر شمال شرق العاصمة السودانية الخرطوم، وقد نشأت قبل 1000 سنة من الميلاد تقريباً، أى بعد 500 عام من الأمر الملكى للفرعون المصرى "تحتمس الثالث" ببناء مدينة "نبتة" شمال السودان فى عام 1500 ق.م عقب فتح أراضى النوبة لتكون مركزًا للإقليم الجنوبى من مصر، وبقى شمال السودان (الذى عرف بكوش فيما بعد) تابعاً للحكم الفرعونى لـ 5 قرون كاملة خلفت خلالها العديد من الآثار كمعبد للإله آمون، والعديد من الآثار المصرية الخالصة.

وفى عام 1070 قبل الميلاد أعلن نائب الفرعون عن منطقة كوش استقلال الإقليم عن الإدارة الفرعونية واتخذ من "نبتة" (التى تقع جوار مدينة كريمة الحالية، 400 كيلو متر إلى الشمال من الخرطوم) عاصمة له، واحتفظ ملوك كوش بالعادة الفرعونية المتمثلة فى دفن ملوكهم فى مقابر ملكية فارهة على شكل "أهرامات"، وكان بناؤهم قريبًا من النموذج المصرى كالأهرام الموجودة فى منطقة نورى بشمال السودان، ما يؤكد تأثرهم الشديد بالحضارة المصرية.

هذه الحقائق التاريخية مذكورة فى كتب التاريخ ونشرها العديد من الصحف والمواقع الرسمية السودانية على رأسها "مركز الخدمات العالمية السودانية" التابع للحكومة السودانية نفسها.

هذا هو التاريخ الذى لا يمكن لعاقل أن يتجاهله حتى وإن كانت الغيرة تملأ قلبه، ونحن حينما نستند إلى التاريخ لا نقول إننا نريد حقاً لنا فى السودان، فالحقوق الآن لدى أصحابها، لكن كل ما نريده ألا ينكر أحد التاريخ، إلا إذا كانوا هم خارج التاريخ نفسه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

مش مهم

موزه لا تكتب التاريخ

التاريخ لا يغيره هاشتاج .. السودان هو الامتداد الطبيعى لمصر .. ومصر هى الامتداد الطبيعى للسودان .. يوجد فى مصر الآن ملايين السودانيين .. وبعد عشرات السنوات سيكون العدد الاكبر من المصريين فى السودان ( عشرات الملايين ) ... مصر والسودان وضع خاص جدا .. وفى النهايه موزه لا تكتب التاريخ ولا تستطيع ان تغيره مهما سرقت ونقلت من مخطوطات وتماثيل فرعونيه الى قطر

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد

الخقيقة واحدة

طيب، ما دمت حقانى كده ومدقق فى التاريخ لماذا لم تذكر ان ملوك نبتة، او نوباتيا، التوبيين قد غزوا واحتلوا وحكموا مصر لقرون وكونو الاسرة الخامسة وعشرين؟ ولماذا لم تذكر ان الملك تهراقا النوبى السودانى قد امتدت مملكته من عاصمته نبتة فى السودان الى مصر و فلسطين والشام؟ وانه مذكرر فى التوراة؟ ارجو ممن يدعون النزاهة والحيدة والتجرد ان يذكرو الحقائق كاملة وليس فقط التى التى تغذى اوهام العظمة وعليهم ايضاً فبل مطالبة الآخرين ان لا يحطو من شأن الناس ويغمطوهم حقهم والا يمنوا او يؤذوا

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسر

الاعلام السلبي

ولماذا لم تكشف سبب زعل السودانيين واعلامكم السالب امثال المدعو عزمي مجاهد.موزا لاتفير التاريخ وحتي لاتنسي ياسيدي من 1952 الي الان كان هناك 3 رؤساء لمصر تجري في عروقهم دماء سودانيه نجيب والسادات وطنطاوي فكمل جميلك واكتب التاريخ كامل ياباشا

عدد الردود 0

بواسطة:

ابوفتحي

لا تنسوا

وايضا لا تنسوا يا اهل مصر ان من عصر موسي عليه السلام لم يحكم مصر مصري وان الهكسوس استعمروكم 500 سنه والفرس والبيزنطيين والعرب المسلمين والفاطميين من المغرب والفرس والاشوريين وحتي عبيد العالم الذين فروا من العبودية استحلوكم وحكموكم 300 سنه دولة المماليك والغرنسين والاتراك محمد علي باشا لم يكن مصر مولود في بنها او المنصورة بل في يهودي من البانيا وجاء ايضا الانجليز وايضا لكم علينا فضل اي فضل تتحدثون فاقد الشئ لا يعطيه راجعوا التاريخ ونحن اعلم منكم بالتاريخ والفضل ونحفظ الفضل ونكرم الضيف نوفي لصاحب الوفاء

عدد الردود 0

بواسطة:

Eman

emanalsangk@gmail.com

بمناسبه ذكر الافضال يجب علي الشعب المصري الا ينسي فضل السودان عليه في بناء السد العالي فكانت التضحيه بقري سودانيه من اجل ان ينعم الشعب المصري بمياه النيل

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد الطاهر

مصر السودان

مصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة