نشب خلاف بينهما، تركت الأم البيت وذهبت إلى بيت أهلها وتركت أيضا أطفالها للأب، هل فعلت الأم هذا التصرف فى لحظة انفعال وتهور وسوف تعانى من غياب أطفالها عنها وتندم على فعلتها ، أم أنها تركتهم عمدا، ظنا منها أنها بذلك تؤدب زوجها وتجبره على الرضوخ لمتطلباتها..
كان أصغر هؤلاء الأطفال طفلة صغيرة لم تتجاوز الثلاث سنوات ونصف تدعى رودينا ، كانت رودينا شديدة الذكاء ، فصيحة اللسان ، تحب اللعب والضحك ، رقيقة المشاعر تبكى من مجرد نظرة قاسية ، كانت رودينا مرتبطة بأمها كثيرا ، تقوم فى الليل تبكى فتذهب أمها إليها لتأخذها كى تنام فى حضنها ، تأثرت رودينا نفسيا بفراق أمها ، كانت دائمة السؤال عنها ، وفى ليلة ذهبت الطفلة لتنام وسط إخوتها، فلم تنم مثلهم وأخذت تبكى وتنادى على أختها الكبيرة وهى نائمة وتطلب منها أن تأخذها بين ذراعيها لتنام فى حضنها، رودينا الآن تطلب حضنا بديلا لحضن أمها أو تحديدا حضنا يذكرها بحضن أمها الذى افتقدته ، ولكن أختها ذات العشر سنوات كانت نائمة نوم الأطفال الملائكى العميق ، فلم تسمع نداء أختها الصغيرة ، لم تملك رودينا غير البكاء ثم أخذت ذراع أختها واحتضنته ثم رفعته ووضعته عليها وانكمشت تحته ونامت ، أرادت رودينا الإطمئنان بحضن أمها فلم تجده ، فقبلت بحضن أختها الطفلة فلم تجده أيضا ، فصنعت لنفسها حضنا بديلا حتى تطمئن وتنام ، ولكن هل الحضن البديل سيعوض رودينا عن حضن أمها ؟
