بالفيديو.. ننشر نص كلمة عدلى منصور بمؤتمر الأزهر ومجلس حكماء المسلمين

الأربعاء، 01 مارس 2017 10:41 م
بالفيديو.. ننشر نص كلمة عدلى منصور بمؤتمر الأزهر ومجلس حكماء المسلمين المتشار عدلي منصور
كتب لؤى على ومحسن البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 
 
قال المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية السابق، فى كلمته بمؤتمر "الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل"، إن إقامة مؤتمر دولي بهذا الحجم الكبير وفي هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم، وتحت هذا العنوان العميق لهو خير دليل على وعى الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين بدورهما المؤثر تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية، ومساهمتهما الجادة فى مناقشة تلك القضايا مع جميع الأطراف الأخرى على مائدة الحوار، وفي البحث عن حلول موضوعية للمشكلات التي تعوق الحياة الآمنة المستقرة بين معتنقي الأديان المختلفة.
 
وعبر عن خالص شكره وتقديره للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، على  دعوته له لحضور هذا المؤتمر التاريخي الكبير، مضيفا أن مصر بموقعها وتاريخها العريق في العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وباستقرارها الذى حرمت منه بعض دول الجوار، لهي جديرة باحتضان هذه الفعالية التاريخية الكبرى، التي جمعت ممثلي كنائس الشرق بجميع طوائفها وقياداتها، وعددا كبيرا من المفكرين المسلمين والمسيحيين.
 
وأضاف: "إن مجتمعاتنا الشرقية تتمتع بتاريخ طويل وتراث عريق صبغه العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وحددت معالمه القيم الإنسانية العليا التي رسختها ديانتان عاشتا أزمانا طويلة في سلام واندماج أصبحت تتوق إليه كثير من المجتمعات الغربية في وقتنا هذا، وحديث هذا المؤتمر عن "المواطنة والحريات" وعن "التنوع والتكامل" يجب أن يفهم منه أن الحوار بين المؤسسات الإسلامية والمسيحية في الشرق على مستوى القيادات والنخبة يتوجه دوما صوب القضايا المهمة والمؤثرة بل والمحددة لحاضر ومستقبل المواطن العربي الذي لا ينبغي أن تلعب هويته الدينية في دولة المواطنة الحديثة دورا من شأنه تمييز دين على آخر فى الحقوق والواجبات العامة".
 
وأوضح أن التصورات الخاطئة والمفاهيم المغلوطة التي زرعتها جماعات العنف والإرهاب في أذهان عدد غير قليل من المواطنين والتي أثرت بدورها على ظهور ممارسات دينية متطرفة غريبة على القيم الإنسانية وتعاليم الأديان لن تستطيع مجابهتها وإزالتها مجموعة دينية واحدة أو مؤسسة بمفردها دون الاجتماع مع الآخر والحوار معه، وبحث سبل تصحيح المسار الوطني في الثقافة الدينية المجتمعية العامة.
 ولعلنا نعلم جميعا أن رمزية ظهور القيادات الدينية مجتمعين متحاورين في مودة ووئام هي من أقوى وأسرع العوامل تأثيرا إيجابيا على هذه الثقافة العامة التي تسود المجتمعات، لا سيما إن طرحت على مائدة هذا الحوار كافة القضايا المعاصرة الشائكة، وشارك في مناقشتها نخبة من مفكري الديانتين وبمشاركة شخصيات عامة مؤثرة وأخرى من متخذي القرار على المستوى الديني أو السياسي، الأمر الذي تلمسناه جميعا في هذا المؤتمر.
 
وتابع:" لقد ناقش المؤتمر فى محوره الثانى قضية "الحرية والتنوع"، وهى قضية مجتمعية دينية وسياسية عامة، يضطلع بالبحث فيها الدين والدولة، المجتمع والفرد، وهي إحدى أهم القضايا المؤثرة على مسار ومستقبل المجتمع الشرقى خاصة في وقت ما بعد الربيع العربي، الذى اختلطت معه إيجابيات الحرية وسلبياتها، وظهرت بعده عورات في ممارسة الحرية لم نكن نراها، وحوربت بعده نظرية التنوع ووجوب احترامها من بعض الجماعات المتطرفة، ومن هنا تأتي أهمية الجلوس معا لبحث أمر الحرية وحدودها، وأهمية ترسيخ مبدأ الحرية الدينية وحرية ممارسة الشعائر في الثقافة الدينية، هذا المبدأ المنبثق من الاعتراف بالآخر وقبوله كإنسان له حق العيش فى سلام وحق المشاركة الآمنة في الحياة العامة.
 
وأكد أنه "من هذا المنطلق أصبح لزاما على جميع المؤسسات الدينية وقياداتها أن تتصارح وبصوت مسموع وفي حرية تامة، وأن تطرح ما لديها من مشكلات تواجهها الطوائف الدينية، وأن تعرض مقترحاتها وكذلك مبادراتها لحل تلك المشكلات، مستفيدة من هذه الفعاليات الكبرى ومن هذا الجمع الكبير الكريم، الذي يتوجب عليه أن يؤكد أن الوقت قد حان للوقوف على قلب رجل واحد ضد ممارسات العنف باسم الدين، وللتأكيد على حقائق شكك البعض فيها، يأتي في مقدمتها أن الجميع شركاء في الأوطان، والأهم من ذلك التأكيد المستمر على أن الاجتماع لبحث القضايا المشتركة وحل المشكلات إنما ينطلق في الأساس من الإيمان بهذه الشراكة، لا من الاختلاف في الهوية الدينية أو الممارسات العقدية.
 
وأما المحور الآخر في هذا المؤتمر والذي تطرق إلى قضية "التجارب والتحديات" والذي تحدث فيه المشاركون حول المبادرات الإسلامية والمبادرات المسيحية وكذلك المبادرات المشتركة يمثل خطوة مهمة وجادة على طريق التعاون الفاعل والقائم على أرض الواقع خارج الغرف المغلقة وبعيدا عن النظريات المنفصلة عن التطبيق والتأثير، حيث من المنتظر أن تؤدي هذه المبادرات في كل مجتمع ديني إلى تعزيز سبل السلام وإلى انفتاح عملي لمعتنقي الأديان على الآخر وقبوله واحترامه، ولعله من المهم أن تقوم لجان مشتركة من المؤسسات الدينية على تطوير تلك المبادرات والعمل على نشرها ومراقبة تأثيرها الإيجابى على شباب الإسلام والمسيحية.
 
واضاف أن دعوة الإسلام والمسيحية هي دعوة سلام ورحمة ومحبة وإن قول القرآن "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى"، وقول الإنجيل "أحبوا أعداءكم" ستظل آيات مضيئة تتحدى إلى يوم القيامة ظلام العبث بهذه الأديان ومحاولات النيل من قلوب معتنقيها الصافية بصفاء الرسالات الإلهية المقدسة، والنقية بالفطرة التي فطر الله الناس عليها.
 
 








الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة