أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

المصريون بدون مناعة ضد النصب والاحتيال

الثلاثاء، 28 فبراير 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حاجة غريبة جدا وغير مفهومة وغير منطقية، كل يوم تلقى أجهزة الأمن القبض على أحد الأشخاص بتهمة جمع الأموال من المواطنين والنصب عليهم بزعم توظيفها، يتساوى فى ذلك الموظفون والفلاحون والعمال، أبناء الطبقة الكادحة أو المتوسطة أو الراقية، المصريون فى الداخل أو العاملون بالخارج، الصعايدة أو البحاروة أو السواحلية أو البدو.
 
لماذا تنتشر القابلية للنصب والاحتيال لدى عموم المصريين فى كل مناطق الجمهورية؟ ولماذا لا يتعلمون من عشرات الدروس والعبر التى مرت عليهم من أول الحيتان الكبيرة فى الثمانينيات مثل الريان والسعد، وانتهاء بعشرات المستريحين الذين يتم القبض عليهم بناء على شكاوى الناس الذين أعماهم الطمع فى البداية بأقساط وفوائد وأرباح تتجاوز الـ25% شهريا، ثم يبدأون فى الإفاقة والصراخ واللجوء إلى الشرطة والحكومة وأولى الأمر باعتبارهم ضحايا فور توقف «المستريحين» عن دفع الأقساط أو الأرباح أو الفوائد أيا كان اسمها.
 
ألا يعرف عموم المصريين أن توظيف الأموال جريمة يعاقب عليها القانون؟ أم أنهم يستندون إلى أنهم رابحون فى كل الأحوال، فهم إن حصلوا على فوائد مرتفعة من المستريحين فهم قد كسبوا أموالا سهلة بدون تعب، وحتى لو نصب عليهم هؤلاء المستريحون، فالحكومة عنئذ ملزمة بالقبض عليه وإسترجاع أموالهم الضائعة! 
 
وهنا، لابد من تغيير التشريعات التى تجرم عملية توظيف الأموال، بحيث لا تقتصر الجريمة على النصاب الذى حصل على أموال المواطنين فقط، بل من الضرورى، مع انتشار هذه الجرائم الاقتصادية بين كل فئات المجتمع، أن يتم عقاب المشاركين للنصاب فى جريمته، بأن يتم نزع صفة الضحايا عنهم، وتعذيرهم بمصادرة جزء من الأموال التى استولى عليها النصاب حال استعادتها، حتى يتم تجفيف منابع هذه الجريمة، خاصة وأن انتشارها مرتبط بثقافة مغلوطة سائدة عن طريقة الإنتاج والاستثمار والتعامل مع المؤسسات الاقتصادية الحديثة.
 
نحتاج بشدة إلى تغيير ثقافة التواكل والكسل والرغبة فى الثراء السريع بدون جهد، لأن الراحة والتنبلة لن تأتى بخير أبدا، والاستجابة لدعوات النصابين لن تعود إلا بالخسران، وإذا كنت تمتلك فائضا مالا، فعليك بالبنوك واقبل بالفائدة المقررة بدلا من ضياع أموالك كلها، أو ابدأ مشروعك الصغير مع أبنائك لتنتج وتكسب،  بدلا من أن تنام للظهر،  وتقضى ساعاتك على المقاهى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة