سعيد الشحات

مسلمون ومسيحيون فى مواجهة واحدة

الإثنين، 27 فبراير 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى تفاصيل الجرائم ضد المسيحيين بشمال سيناء التى اضطرتهم إلى مغادرة منازلهم والنزوح إلى الإسماعيلية، ما قد يعزز الاعتقاد لدى البعض بأن هذه القضية هى طائفية مكتملة الأركان، ومكمن الخطر أن يكون هذا الاعتقاد لدى المسيحيين بشكل خاص، وحذرنا منه فى مقال الأمس
 
يتحدث رامى مكرم للزميلة «الشروق» فى عددها الصادر أمس، أن قتل المسيحيين تزايد وتحول من حوادث فردية إلى جماعية، وكان آخرها مقتل صديقه «وائل» أمام أولاده من إرهابيين ملثمين، دخلوا عليه السوبر ماركت الذى يملكه، وقتلوه بدم بارد، وبعدها جلسوا وتناولوا المشروبات والحلوى، أما السيدة «صباح» فتنبه إلى أن «الإرهاب طال الجميع، ولم يفرق بين مسلم ومسيحى أو مدنى وشرطى»، وتقول: «تزايد أحدث الإرهاب ضد المسيحيين جعل أمر النزوح حتميا بعد تعرضنا للحرق والذبح».
 
مجمل شهادات النازحين الذين استقبلتهم كنائس الإسماعيلية، التى نقلتها الصحف الصادرة أمس الأحد لا تخرج عما قاله «رامى مكرم»، لكن فى نفس الوقت كانت الصحف تنقل جرائم إرهابية أخرى فى سيناء ضد مسلمين وقعت أول أمس، منها على سبيل المثال مقتل «محمد الخراط» وعمره 40 عاما، عقب ساعات من اختطافه من سوق السبت برفح، واستشهاد طفلة بعد سقوط قذيفة مجهولة المصدر على منزل فى العريش.
 
تتكرر مثل هذه الجرائم من شهور مضت، وفى كل المواجهات يسقط شهداء من الجيش والشرطة، ومن المسلمين والمسيحيين، بما يعنى أن جرائم الإرهاب تستهدف كل المصريين، لا تفرق بين مدنى وعسكرى، ولا تفرق بين ديانة وأخرى، وبالتالى تضع كل المصريين أمام خطر واحد.
 
معروف أن الإرهابيين ينفذون جرائمهم ضد المسيحيين على أى أرض فى دولة إسلامية بمنظور سفيه، هو  حتمية «تنظيف ديار المسلمين من أصحاب الديانات الأخرى»، لكن خصوصية سيناء كبوابة شرقية لمصر ونقطة ربط بين أفريقيا وآسيا يجعل من أهداف الإرهاب فيها عملية تتخطى هذا المنظور السفيه إلى محاولة ضرب مصر وتفكيكها، والمؤكد أن هذا الهدف الشيطانى هو بعيد المنال قياسا على تجارب التاريخ السابقة، لكن الخطر الذى يطل مما يحدث هو إعادة قضية الأقباط إلى ما كانت عليه فى سنوات ما قبل ثورة 25 يناير، حيث وصلت إلى درجة مطالبة البعض بتدويلها، بالإضافة إلى عزوف الأقباط عن المشاركة فى الحياة السياسية.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة