أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

فيلم Lion.. البكاء بعيداً عن الديار

الإثنين، 20 فبراير 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يقول «سارو» ذو الخمسة أعوام، وهو ينظر إلى بائع «الزلابية»: غودو.. أريد بعض الزلابية»، ويرد شقيقه غودو: ذات يوم سأشترى لك البعض منها»، فيكمل الطفل «سنشترى المحل كله».. ما الذى يعلق فى ذاكرة الطفل، أى طفل، أكثر من نظرة أم ممتلئة بالحنان، أو كلمة تشجيع من شقيق، هو كل ما لك فى هذه الدنيا، من هذه الزاوية ينطلق فيلم Lion المأخوذ عن قصة حقيقية تمت صياغتها فى كتاب «بعيدًا عن الديار» بقلم «سارو بريرلى»، والذى يدور حول طفل هندى فى الخامسة من عمره يتوه فى شوارع «كالكوتا»، والتى تبعد آلاف الأميال عن منزله، ويظل بعيدًا 25 عامًا.

الفيلم بجانب قصته شديدة الإنسانية، يكشف قدرًا كبيرًا من الظروف الحياتية فى بلاد الهند والبنغال، يحكى عن «كاملا» الأم التى تعمل فى حمل الصخور، وعن «غودو» الشقيق صغير السن الذى يكد طوال الوقت من أجل الجميع، وعن البيوت الفقيرة، ويقدم لنا كيف واجه طفل صغير الحياة، بعدما وجد نفسه فى قطار يأخذه للبعيد، وكيف يتم اختطاف الأطفال من الشوارع والاتجار فيهم، وما الذى يحدث فى دور الرعاية.

الطفل الذى عاش بين الهند وأستراليا يعرف أن هناك مسافات طويلة جدًا تفصلهما، لكنها أبدًا لا تجعله ينسى نداءات أخيه عليه، ومساعدته لأمه، يحلم طوال الوقت بهما، أبدع الفيلم فى تصوير الأم الهندية المتعبة بين الصخور الكثيرة التى ترصها متجاورة ثم تحملها، والطفل الذى يسعى فى المكان يحمل معها ويساعدها، وهى تقول له: «طفل مطيع».

فى أستراليا حلمت امرأة عندما كانت فى الثانية عشرة من عمرها، بأن ولدًا بنى البشرة يقف بجانبها ويرشدها، فقررت عندما تكبر وتتزوج ألا تنجب أطفالًا، لأن العالم ليس فى حاجة ملحة لأطفال جدد، لكنه فى حاجة لإنقاذ الموجودين بالفعل، لذا تبنت طفلين هنديين كان «سارو» القادم من دار رعاية أحدهما.

الفيلم الذى أخرجه جاريث ديفيس، وكَتَب السيناريو له لوك ديفيس، يقول لك إنه رغم لطف الزوجين الأستراليين إلا أن الحنين شىء لا يمكن التغلب عليه، يظل متحكمًا فى القلب لا يفلته، مهما كانت الظروف صعبة أو سهلة، فكل من «الأذان» و«الزلابية» يثيران فى نفس الشاب الكثير من الذكريات التى جعلته يعود ليبحث عن أصله مرة أخرى، بعد 25 عامًا، ليجد أشياءً ويفقد أخرى.

يجمع الفيلم فى أكثر من موقف بين الدمع والضحك معًا، من ذلك أن سبب عدم عودة الطفل إلى أمه طفلًا أنه كان «ألثغا» فينطق بعض الحروف خطأ فيقول على بلدته أن اسمها «جانستلى» فلا أحد يعرفها لأن اسمها الحقيقى كان «جانيش تلاى»، كما أنه ظل طوال عمره ينطق اسمه «سارّو» لكنه فى الحقيقة اسمه «شيرو» والذى يعنى «الأسد».










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة