وثيقة بريطانية تكشف وقائع مجزرة تيان أنمين بعد 28 عاما

السبت، 23 ديسمبر 2017 12:14 م
وثيقة بريطانية تكشف وقائع مجزرة تيان أنمين بعد 28 عاما الشرطة البريطانية
بكين (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 بعد 28 عاما على أحداث تيان أنمين، كشفت وثيقة أرشيف بريطانية عن وقائع مروعة أودت بحياة ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص بعضهم قضى سحقا تحت المدرعات والبعض الآخر أجهز عليه بالحراب لدى قمع الجيش الصينى التظاهرات فى هذه الساحة الواقعة فى وسط بكين.

 

وقال السفير البريطانى فى الصين آنذاك آلان دونالد ان "تقديرات الحد الأدنى للقتلى المدنيين هى عشرة آلاف"، مختتما برقية سرية وجهها إلى لندن فى الخامس من يونيو 1989، بعد القمع الدموى لتظاهرات كانت مستمرة منذ سبعة أسابيع للمطالبة بالديموقراطية فى الصين.

 

ويفوق هذا الرقم الوارد فى وثيقة المحفوظات الوطنية البريطانية التى أزيلت عنها السرية وتمكنت وكالة فرانس برس من الإطلاع عليها، بحوالى 10 أضعاف التقديرات التى تم الإقرار بها فى ذلك الحين والتى تراوحت بين مئات القتلى وأكثر من ألف قتيل.

 

وكان النظام الصينى الذى يحرم التطرق إلى تلك الأحداث، أكد فى نهاية يونيو 1989 أن حملة قمع "أعمال الشغب المعادية للثورة" أوقعت مئتى قتيل من المدنيين و"عشرات" القتلى فى صفوف قوات حفظ النظام.

 

ويسرد آلان دونالد فى تقريره شهادة مروعة للعنف الذى مارسه الجيش ليل الثالث إلى الرابع من يونيو حين باشرت قواته التقدم لوضع حد لسبعة أسابيع من التظاهرات فى الساحة الشاسعة، القلب الرمزى للسلطة الشيوعية.

 

وأورد أنه أثناء تقدمها "فتحت مدرعات نقل الجند التابعة للجيش الصينى السابع والعشرين النار على الحشد، قبل أن تسحقه"، مستندا فى سرده إلى مصدر أخفى اسمه حصل على معلوماته من "صديق مقرب هو حاليا عضو فى مجلس الدولة (الحكومة)".

 

وروى دونالد أنه بعد وصول العسكريين إلى ساحة تيان أنمين "فهم الطلاب أن لديهم ساعة لإخلاء المكان، لكن بعد خمس دقائق فقط، شنت المدرعات هجومها".

 

وقال إن الطلاب "شبكوا أذرعهم لكنه تم حصدهم بمن فيهم جنود، ثم دهست المدرعات أجسادهم عدة مرات لسحقهم وقامت جرافات بجمع الأشلاء التى تم حرقها ثم تصريفها بواسطة خراطيم المياه فى شبكة الصرف الصحى".

وأضاف السفير أن "أربعة طلاب مصابين بجروح كانوا يتوسلون الجنود ألا يقتلوهم طعنوا بالحراب"، مشيرا إلى أن سيارات إسعاف عسكرية "تعرضت لإطلاق نار حين حاولت التدخل".

ونسبت هذه التجاوزات بصورة رئيسية إلى الجيش السابع والعشرين المؤلف من جنود يتحدرون من محافظة شانكسى (شمال) وهم "أميون بنسبة 60% ويوصفون بالهمجية". وكانت هذه القوة بقيادة يانغ تشينهوا ابن شقيق يانغ شانكون رئيس الجمهورية الشعبية فى ذلك الحين (منصب فخرى).

 

ولفتت الوثيقة إلى أن حملة القمع أثارت توترا فى صفوف الجيش إذ رفض القائد العسكرى لمنطقة بكين تأمين الطعام والثكنات للجنود القادمين من الأقاليم لإعادة فرض الأمن.

 

وقال السفير البريطانى إن "بعض أعضاء الحكومة اعتبروا أن هناك حربا أهلية وشيكة".

 

وقال الزعيم الطلابى السابق شيونج يان الذى يحمل اليوم الجنسية الأمريكية لوكالة فرانس برس معلقا على تقديرات السفير البريطانى السابق لعدد القتلى "أعتقد أنها موثوقة".

 

ورأى الخبير الفرنسى فى الشئون الصينية جان بيار كابيستان أن هذه الحصيلة جديرة بالثقة، مذكرا بأن وثائق رفعت السرية عنها فى السنوات الأخيرة فى الولايات المتحدة خلصت إلى حصيلة مماثلة. وقال "لدينا مصدران مستقلان إلى حد بعيد يقولان الأمر نفسه".

 

وأوضح هذا الاختصاصى من جامعة هونج كونج المعمدانية الذى كان فى العاصمة الصينية خلال الأيام التى سبقت حملة القمع أن حصيلة السفير البريطانى "ليست مدهشة نظرا إلى الحشود المتجمعة فى بكين وعدد الأشخاص المشاركين فى التعبئة" ضد الحكومة الصينية.

 

وأشار إلى أن النظام "فقد السيطرة على بكين" حيث سيطر المحتجون على العديد من نقاط المراقبة فى جميع أرجاء المدينة. وأضاف أن "سكان بكين قاتلوا، وجرى حتما عددا من المعارك يفوق ما علمنا به".

 

غير أن الزعيم الطلابى السابق فينغ كونغدى المقيم فى الولايات المتحدة تحدث عن برقية أخرى أرسلها السفير دونالد بعد ثلاثة أسابيع وخفض فيها عدد القتلى إلى ما بين 2700 و3400 قتيل.

 

ورأى فينغ هذا الرقم "جدير بالثقة" موضحا أنه يتقاطع مع الرقم الذى اورده فى تلك الفترة الصليب الأحمر الصينى (2700 قتيل) واللجان الطلابية نفسها لدى المستشفيات.  










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة