أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

مفاتيح وألغاز داعش فى ملفات أمريكا وروسيا

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل يوم تتكشف المزيد من الأوراق فى ملف داعش والتنظيمات الإرهابية، وهى أوراق يضاعف كشفها من تعقيد الصورة وتشابكاتها، ليؤكد أن الإرهاب الداعشى وأخواته بقدر ما هو نتاج توظيف التطرف الدينى، بقدر ما هو انعكاس لتشابكات استخبارية وسياسية، وإذا كانت أمريكا رعت صفقات تهريب 4 آلاف داعشى من سوريا مثلما نشرت بى بى سى. فإن البنتاجون يعيد تشكيل قوات الجيش السورى الجديد بديلا للجيش الحر الذى ابتلعته الأرض وظهر مكانه داعش والنصرة. 
 
الجيش الجديد مثلما نشرت بعض وسائل الإعلام الروسية مكون فى أساسه من بقايا تنظيم داعش، والهدف المعلن توظيفه فى سوريا ولمواجهة روسيا، فى تكرار لفكرة تشكيل جيش سورى حر التى فشلت، وأيضا تفكيك الدولة فى ليبيا بدعم الميليشيات وبعدها تم تعطيل العملية السياسية. 
 
محاولات أمريكا إعادة توظيف داعش، تقدم بعض الإجابات عن اسئلة:  كيف أو أين اختفى مقاتلو داعش بعد هزيمتهم فى الموصل والرقة وغيرهما، لم تظهر جثث ولا تم أسر أعداد تساوى ما كان موجودا، بما يتداخل مع المعلن من صفقات متعددة تم عقدها لنقل داعش وإخفاء سرها لتبدأ مرحلة جديدة. 
 
اللافت أن دولا أوروبية مثل إسبانيا وبريطانيا وبلجيكا أعلنت مخاوفها من ذئاب داعش المنفردة أو العائدين من داعش، أن ينفذوا تفجيرات أو دهس فى احتفالات الكريسماس. وتتأهب أجهزة الأمن لمواجهة تهديدات داعش، بينما الولايات المتحدة ترعى صفقات إخراجهم من سوريا والعراق، الأمر الذى يثير المزيد من الأسئلة عن الهدف من إنشاء داعش وتوظيف كل هؤلاء الشباب من أوروبا والدول العربية، وهل هناك علاقة مباشرة بين أمريكا وداعش أم أنها تستخدم تنظيما مرتزقا لتنفيذ أهدافها وضمان موضع قدم فى المسزلة السورية. 
 
كانت هناك دائما علامات استفهام عن مدى جدية الولايات المتحدة فى مواجهة داعش، بينما تسربت فيديوهات عن عمليات إلقاء سلاح فى مناطق داعش، بسوريا، فضلا عن فشل القصف الجوى الذى استمر ما يقرب الثلاث سنوات من قوات التحالف على داعش. 
 
وتستمر التساؤلات عن نشاة داعش ودورها، مع وجود تقارير عن توجيه بعض فلولها إلى سيناء أو ليبيا، وظهور خلايا لداعش تقوم بعمليات تفجير أو قتل مثلما جرى فى تفجير مساجد فى الكويت والسعودية.
 
وتجرى السطات الكويتية تحقيقات مع شبكة متورطة فى دعم وتمويل داعش، حيث أمرت محكمة الجنايات باحتجاز 6 وافدين، خمسة منهم عراقيون وواحد سورى، متهمين بتمويل «داعش» وجمع أكثر من 32 مليون دولار لصالح التنظيم، ونشرت صحيفة «الرأى» الكويتية أن المتهمين تستروا وراء شركة صرافة لتمرير التمويل.
 
 وفى فرنسا هناك  تحقيقات يجريها القضاء الفرنسى رسميا مع «أريك أولسن»، المدير العام السابق، واثنين آخرين لشركة الأسمنت العملاقة لافارج هولسيم الفرنسية السويسرية، حول قيام الشركة بتمويل تنظيم داعش بصورة غير مباشرة.
 
 وهناك قضايا متناثرة ومتشابهة لتمويل داعش فى دول عربية وأوروبية مختلفة، تمثل أطرافا من ملفات التمويل والتنظيم، والتجنيد عقائديا وماديا لكنها تتداخل مع تهريب البشر، وهناك خيوط غير مرئية تربط هذه التنظيمات بالولايات المتحدة أو أوروبا والدوائر المختلفة لنقل وتسفير المقاتلين التى كانت تتم بمعرفة وتنسيق السلطات التركية وأموال قطرية، حيث كانت تركيا محطة دخول وخروج، وأيضا علاج لمقاتلى داعش والنصرة «القاعدة»، فضلا عن دعم قطرى إعلامى، وتمويل لمواقع ومنصات إعلامية داعشية.
 
كل هذا يكشف عن علاقات معقدة تربط داعش، وتنظيمات مثل النصرة وغيرها، تتجاوز سوريا والعراق إلى مناطق أخرى. ويبدو دور الولايات المتحدة مثيرا للجدل، وفى حين تواجه تراجعا فى سياستها الدولية والإقليمية، لصالح الدور الروسى والصينى، تظهر عمليات لإعادة  توظيف داعش، مثلما كان تنظيم القاعدة جزءا من الحرب الباردة، يأتى داعش ليمثل قاعدة القرن الواحد والعشرين بشكل أكثر تشابكا وتعقيدا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة