أكرم القصاص - علا الشافعي

"إنهم يحبون كيم جونج".. بيانات حزب التجمع تتغزل فى زعيم كوريا الشمالية وتصفه بـ"الصامد الشجاع".. المتحدث باسم الحزب: لا نصدق ما يقال عنه ونراه مثالا.. وأستاذ علوم سياسية: موقف شاذ وعايشين زمن الحرب الباردة

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017 04:00 ص
"إنهم يحبون كيم جونج".. بيانات حزب التجمع تتغزل فى زعيم كوريا الشمالية وتصفه بـ"الصامد الشجاع".. المتحدث باسم الحزب: لا نصدق ما يقال عنه ونراه مثالا.. وأستاذ علوم سياسية: موقف شاذ وعايشين زمن الحرب الباردة كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية
كتب محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينظر العالم كله إلى جمهورية "كوريا الشمالية" على أنه المكان الأغرب فى العالم، فهى منطقة معزولة تقريبا عن العالم، لا تسمح بدخول الأجانب بشكل محدود تماما، لا تمتلك علاقات سياسية مع أغلب دول العالم، كما أن الأخبار الواردة دوما من هناك تتميز بالغرابة والطرافة وأحيانا كثيرة بالبشاعة، أما أكثر تلك الأخبار بشاعة فكانت عملية إعدام عم الزعيم الكورى كيم جونج أون، حيث تراوحت الأخبار الواردة عن إعدامه ما بين إطلاق صاروخ عليه، أو وضعه فى قفص به 120 كلبا قاموا بنهش جسده. 

 
آخر تلك الأخبار الغريبة القادمة من كوريا الشمالية، كانت قضية الجندى الذى تمكن من الهرب من تلك البلاد فارا إلى كوريا الجنوبية التى لا يفصلها عن جارتها الشمالية سوى أمتار معدودة، فبعد أن أصيب الجندى بـ 5 طلقات، أجريت أشعة على جسده كشفت عن وجود ديدان طول بعضها يصل إلى 27 سم فى بطنه، وهذه الديدان ناتجة عن تسميد المأكولات بالبراز البشرى، لكن ورغم كل هذه الغرابة والبشاعة.
 
 
ورغم كل تلك البشاعة إلا أن حزبا فى مصر يبدو أنه معجب للغاية بكوريا الشمالية وقيادتها، وهو حزب التجمع والذى يعتبر واحدا من أعرق وأقدم الأحزاب المصرية، والذى عادة ما يصدر بيانات مؤيدة لكوريا الشمالية.


فعلى سبيل المثالى وفى إبريل الماضى أصدر الحزب بيانا عنوانه " تحية واجبة لصمود جمهورية كوريا الشعبية في وجه التهديدات الأمريكية"، وذلك بعد أن تلقت الجمهورية الاشتراكية تهديدات من الولايات المتحدة، وقال الحزب فى بيانه: "إن حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى إذ يوجه التحية لصمود جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية قيادة وشعباً فى وجه التهديدات، يؤكد أن هذا هو درس التاريخ الراسخ، إننا إذ نعيد توجيه التحية والإعجاب بالقيادة الكورية الشعبية فى إداراتها لأزمة التهديدات الأمريكية الاستعمارية المدججة بالقوة والسلاح؛ ونعلن أن هذا الدرس الكبير هو ما يحتاج إليه الكثير من القيادات والسلطات فى بلادنا العربية لحماية أوطاننا والدفاع عن حريتنا وتحرير إرادتنا".
 
وفى سبتمبر وخلال تصاعد أزمة الأسلحة النووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية، أصدر الحزب بيانا داعما لموقف كوريا الشمالية، والذى جاء عنوانه: "لا للعقوبات على كوريا وتحريم الأسلحة النووية"، وقال فيه :" يعلن حزب التجمع رفضه لتوقيع عقوبات على كوريا الشمالية تلحق أضراراً فادحة بالشعب الكورى، ويدعو الحكومة إلى اتخاذ الموقف المبدئى فى مجلس الأمن بالدعوة لمنع الأسلحة النووية وإحلال الحوار والتفاوض محل التهديدات والعقوبات".
 

 

أحد بيانات حزب التجمع يدعم كوريا الشمالية
أحد بيانات حزب التجمع يدعم كوريا الشمالية

"اليوم السابع" تواصلت مع عبد الناصر قنديل المتحدث الإعلامى باسم حزب التجمع، والذى قال لنا إن الحزب يعتبر ما ينقل عن كوريا الشمالية وزعيمها ويصفها بالدولة الغريبة لا ينقله سوى الإعلام الغربى، الذى وصفه "قنديل" بالإعلام المعادى.

 

وأضاف قنديل فى تصريحاته لـ"اليوم السابع"، أن ما يخرج من تصريحات وأخبار عن دولة لا تعلن عن نفسها هو أمر لا يمكن تصديقه، فهناك خصومة بين كوريا الشمالية والغرب تخلق مصالح متضاربة وتجعل من الغرب يروج لأكاذيب ومعلومات غير صحيحة، لكن فى الناحية المقابلة نجد أن ما يصدر من تصريحات مباشرة من الإدارة الكورية يدل على أنها دولة شديدة التقدم، متماسكة بشكل قوى لدرجة أنها قادرة على مواجهة العقوبات من معظم دول العالم الغربى، لم نسمع عن ثورات أو معارضة للقيادة، بل بالعكس هناك "شكل اصطفاف داخلى"، نحن ندين ما يمكن أن يحدث على الأرض من أحداث موثقة لكن لا ندين لأن أخبار مثل رئيس كوريا الشمالية أعدم عمه بصاروخ، نحن لم نرى هذا، والفيديو الموجود مشكوك فيه ولم يقل أحد لنا من التقط هذا الفيديو، نعم نحن ضد أى قمع أو تقييد الحريات لكن بشرط أن تكون موثقة وصادقة.
 
 
وتابع المتحدث الإعلامى باسم الحزب قائلا: "لدينا دولة ذات قدرة عالية جدا على الابتكار والإبداع والتسليح، وما ينقل إلينا عنها أغلبه كاذب، وأذكركم بما قيل من قبل حول امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل مثلا واكتشفنا أنه أكذوبة، وما قيل أن جيش القذافى يمتلك مرتزقة أفارقة وبعد موت القذافى لم نجد أيضا أثر لهؤلاء المرتزقة، هذه أكاذيب معتادة من الغرب، فلماذا أصدق الحرب الإعلامية التى تشنها الدول المغرضة والعدو فى الأكاذيب، هذا الإعلام يلعب دور لخدمة الرأسمالية الدولية، فلماذا قد أصدقه إذا كلمنى عن جندى هارب".
 
 
واستكمل عبد الناصر قنديل حديثه قائلا: "على سبيل المثال كوريا الشمالية هى صاحبة أشجع القرارات فى مسألة نقل السفارة الأمريكية للقدس، لماذا نتجاهل هذا التصريح، هذا الرجل فى كثير من الحالات وقف بجوار الدول العربية".

بيان يدعم كوريا الشمالية فى الأزمة النووية
بيان يدعم كوريا الشمالية فى الأزمة النووية
 
سألناه ألا يرى الحزب أن "كيم جونج أون" مجنون مثلا؟، أجاب قنديل: "لو على اللى بيقوله الإعلام الغربى يبقى مجنون وستين مجنون لكن من يصدق الإعلام الغربى؟! نحن لا نقف فى صف منظومة الإعلام الغربى فيما يروجه عنه، نحن نراه مثالا يحتذى به فى مواقفه المعلنة وما تعلنه مؤسساته الداخلية، هو مثال يحتذى فى تعاطفه مع كل الأزمات العربية، هات لى تصريح واحد ليتعاطف مع الغرب، ما ينقل لنا وصادر من عنده مواقف شديدة الاحترام ومواقف جيدة".
 
طلبنا من عبد الناصر أن يلخص لنا رؤية الحزب للنظام الكورى فقال: "نثق بأنه نظام صديق للعرب، ونظام حليف يحارب الاستعمار الدولى، والعودة للمنطقة والاستيلاء على ثرواتها".
 
 
من جانبه علق الدكتور محمد حسين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إنه لا حجر على أى حزب وحريته ورأيه وصحيفته، ولكن يبدو أن الحزب ما زال يعيش فى زمن الحرب الباردة.


وأضاف حسين فى تصريح لـ "اليوم السابع" إن الأحزاب السياسية فى مصر منعزلة عن الجماهير، وغير موجودة فى الشارع، وليست لها شعبية، فرئيس كوريا الشمالية معروف عنه أن متشدد جدا فى شيوعيته ويسبح ضد العالم، وليس له أمان فى ظل سلوكياته الشبيهة بسلوكيات الزعيم النازى أدلوف هتلر، فدعمه هو أمر غريب ولا يصح، فلا مانع مثلا أن يكون الحزب "يساريا" فيقف مواقف متشددة لصالح الجماهير مثلا مع الحكومة، لكن موقف كهذا يبدو شاذا وموقف أكثر من متطرف، ولا يبدو مفهوما مبرر موقف مثل هذا . 
 
إلا أن حسين أكد أن سنة الحياة أن تختلف آراء الأحزاب ورؤيتها للمواقف بشكل عام، مختتما حديثه: "أهو بيقول رأيه وما يضرش".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة