علا الشافعي تكتب : مصر تودع «شادية الفن » يا حبيبى عود لى تانى

الأربعاء، 29 نوفمبر 2017 07:00 م
علا الشافعي تكتب : مصر تودع «شادية الفن » يا حبيبى عود لى تانى علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الموت علينا حق، نعم هو حق وحقيقة ثابتة، نبكى دائما وأبدا على كل عزيز نفقده، ويذهب معه جزء من روحنا، ولكن السؤال الذي دوما ما أردده على نفسى لماذا نبكى شخصا لم نره، ولماذا نشعر بالوجع والألم الحقيقي يعتصر روحنا، ولماذا أبكى شادية الفن منذ أن سمعت خبر رحيلها، ولماذا أشعر بهذا القرب وكأنها منى، ولماذا لا أتوقف عن استدعاء صورا متعددة لها، هل لأنها نجمة تملك سحرا وكاريزما خاصة؟ الإجابة في ظني لا، خاصة وأن هناك مئات النجمات اللاتى يمتلكن سحرا وجاذبية خاصة تأسر القلوب .

شادية بالنسبة لي حالة خاصة ليست الدلوعة أو الشقية أو صاحبة الصوت الخفيف أو أشهر من قدمت ثنائيات على الشاشة مع كمال الشناوي وصلاح ذو الفقار وعماد حمدي أو النجمة التى ستصفها الأقلام فنيا بالتميز والإبهار والاستثناء هي بالتأكيد كل ذلك بل وأكثر إلا انها تشكل بالنسبة لي مفهوم التحدي  والذكاء الإنسانى والفنى هي المرأة التى قهرت كل الآراء التى قالت إنها صوت محدود، حيث وصفت السيدة أم كلثوم صوتها بالصوت الخفيف الشقي، وقال كمال الطويل الملحن المتميز إنه صوت محدود ووصفه موسيقار الأجيال عبد الوهاب بأنه "صوت بتلاتة  تعريفة"  أو ممثلة خفيفة لا تستطيع تقديم الأدوار الصعبة والمركبة، لدرجة أن الأديب الكبير نجيب محفوظ قال إنه لا يمكن أن يتخيل شادية تلك الفتاة الشقية الباسمة وهي تقدم شخصية من شخصياته.

كانت شادية تسمع كل هذه التعليقات وتصمت تجري من استوديو لآخر تقدم أدوارا بهدف الانتشار وصنع قاعدة شعبية، وفي لحظة ما قررت أن تخرج كل طاقة التحدي من داخلها وتثبت للجميع خطأ نظرياتهم ورهاناتهم، تلونت في فن الأداء السينمائي قدمت دور الأم بعبقرية ـ وهي في عز شبابهاـ بفيلمها المرأة المجهولة ووصلت إلى قمة التألق عندما أدت دور أم لشكري سرحان والذي كان حبيبها في أفلام سابقة وواصلت التحدي في دور فؤادة" مع حسين كمال وأمام عبقري التمثيل  محمود مرسي، وجعلت نجيب محفوظ شخصيا يعتذر عن رأيه السابق فيها عندما رآها تنتقل من دور لآخر ومن شخصية لأخرى من شخصياته التى صاغها بعبقرية فهي نور المحبة في اللص والكلاب وحميدة زقاق المدق الطموحة والتى دفعت ثمن طموحها، وكريمة المرأة التى تغوي في الطريق.

وما فعلته في التمثيل قامت به أيضا في الغناء  فصوتها من أكثر النماذج المثيرة للدراسة لقدرتها الاستثنائيّة على إعادة تشكيل صوتها البسيط، لأداء أعمال قد تبدو أصعب من إمكانيات صوتها، تحتوي على قرارات أو جوابات  قوية، ما يجعله يقع ضمن تصنيف "سوبرانو" أو الصوت الرفيع، حسبما ذكر الناقد الموسيقي إسماعيل فايد  ولكن براعتها جعلتها تستطيع إعادة تشكيلة كي يؤدي في مساحات أكثر اتساعاً.. وهو ما تأكد عندما تغنت "يا حبيبي عود لي تانى، وآه يا اسمرانى اللون وجالي الوداع وآخر ليلة  والحب الحقيقي ويا حبيبتى يا مصر.

شادية هي رمز للتحدي والجمال  الإنسانى والذكاء، والاتساق مع النفس والرضا عنها عاشت حياتها كما تمنت فنانة تملأ الدنيا صخبا، وسحرا وتألقا تعتز بكل خطوة خطتها في مشوارها وحياتها أبدا لم تتنكر لحب عاشته من قلبها أبدا لم تذكر رجل ارتبطت به بسوء. أبدا لم تتبرأ من فنها أبدا لم تتبرأ من إنسانيتها وكل تجاربها الخاصة، بل كان يملؤها شعورا بالرضا أبدا لم تشعر بالنقمة لأنها حرمت من نعمة الإنجاب صحيح عانت وعاشت صراعا ولكنها في النهاية لم تطلب سوى الرضا وربت الكثيرين.

شادية عندما أفتش أعرف لماذا أحبك أكثر ولماذا أنت راسخة في وجدانى بهذا الشكل. أنت رمز الصدق والإخلاص تماما مثل محمد فوزي الذي قدمتى أولى بطولاتك السينمائية معه وأطلق عليك اسم شادية. ولأنك وبليغ حمدي كنتما جيران وأصدقاء بليغ الذي أعادكى للغناء بعد غياب بالأغنية الراسخة "آه يا اسمرانى اللون " تماما تحملين رائحة خاصة مثلهما.. أنت الحلم والصوت الذي اصطحب المسافرين في الغربة "خلاص مسافر" انت الوجع " شادية انت الحب ".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة