"ربنا يغنينى بالحلال، أنا نظرى على قدى لكن إرادة الله إنى أشوف ظرف فلوس على الأرض، عشان دى فلوس علاج مريض فقير زى حالاتى"، هذه هى كلمات الحاجة فكيهة طلبة عاملة من الشرقية التى عثرت على مبلغ 60 ألف جنيه، وبالرغم من ظروفها الصعبة منعتها أمانتها من الاستيلاء على المبلغ وظلت يومان تبحث عن صاحبها، الذى تبين أنه يخص موظف فقير اقترض المبلغ لإنقاذ حياة نجله المريض.
"ما يحسش بالفقير إلا الفقير اللى زيه" هكذا بدأت فكيهة طلبة عطية 57 سنة عاملة بسيطة بمجلس مدينة الزقازيق، حديثها لـ"اليوم السابع"، وهى تروى تفاصيل العثور على المبلغ الكبير، وأوضحت أنها كانت فى مستشفى المبرة للكشف على عينها التى تعانى فيها من "مياه بيضاء"، وفى ناحية المستشفى عثرت على كيس به ظرف منفوخ فى الشارع، قامت بفتحه وجدت به مبلغا ماليا، وتقول بدأت أسال المحال فى الشارع هل أحد سألهم على مبلغ مالى مفقود، فلم أجد إجابة وظللت أكثر من ساعة فى الشارع لم أجد من يسأل عليه.
وأضافت عدت لقريتى فى ميت ركاب مركز الزقازيق، وطلبت من زوج ابنتى الوحيدة أن يكتب منشور على فيس بوك وآخر مطبوع بالعثور على مبلغ وأنه موجود فى مجلس المدينة، وقام بتعليقه فى الشارع وبعد يومان، جاءنى صاحب المبلغ يهرول، وهو منهمر فى البكاء والحزن والفرحة فى نفس الوقت ويقول "أحمدك يارب وأشكر فضلك"، وأعطانى "أمارات المبلغ" وتبين أنه موظف بسيط فى السكة الحديد واقترض المبلغ لتسديده للمستشفى كجزء من تكاليف علاج نجله الذى يرقد فى العناية المركزة بسبب عملية فى المخ، وعرض أن آخذ 6 آلاف جنيه مكافأة نظير الأمانة ومساعدة فى عمليتى، إلا أننى رفضت وقولت له "دى فلوس علاج، ربنا يطمنكم على ابنكم".
وتابعت "فكيهة" أننى أعمل منذ 30 عاما فى مجلس المدينة، جميع الموظفين يتركون متعلقاتهم بحوزتى لم أمد يدى فى يوم عليها، عشان ربنا يبارك فى ابنتى فهى الوحيدة عندى لم أنجنب غيرها.
وقالت الموظفة الأمينة، لـ"اليوم السابع"، إنها ليس لها أى مطالب فى الدنيا غير الستر وسرعة إجراء عملية المياه البيضاء على عينها.
