"أردوغان" يربك حسابات "المرشد الإيرانى" على الملعب السورى.. زيارات مكوكية من طهران لدمشق بعد مخاوف تهميشها فى ملف التسوية.. أنقرة تطالبها بسحب مقاتليها.. ورئيس الأمن القومى يرد: تركيا تحتل أراض سورية

الجمعة، 06 يناير 2017 02:08 م
"أردوغان" يربك حسابات "المرشد الإيرانى" على الملعب السورى.. زيارات مكوكية من طهران لدمشق بعد مخاوف تهميشها فى ملف التسوية.. أنقرة تطالبها بسحب مقاتليها.. ورئيس الأمن القومى يرد: تركيا تحتل أراض سورية بوتين و روحانى وأردوغان
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة من القلق تسود الدوائر السياسية الإيرانية منذ أيام فى أعقاب التقارب بين روسيا وتركيا، والذى ظهر بشكل واضع فى إعلان الهدنة فى سوريا من العاصمة التركية أنقرة 29 ديسمبر الماضى، وفتح الباب أمام عملية سياسية جديدة لتسوية الأزمة السورية فى مدينة استانا عاصمة كزاخستان.

 

وآثارت الضمانات التركية ـ الروسية، والرعاية المنفردة من جانبهما للهدنة ومفاوضات التسوية السياسية مخاوف الإيرانيين من خروج طهران من المشهد، وسحب البساط من تحت أقدامها بعد دعمها المفتوح على مدار السنوات الماضية لنظام الرئيس السورى بشار الأسد فى حربه ضد المليشيات الإرهابية وتنظيم داعش.

 

وعلى الرغم من التزام إيران الرسمية بعدم التعليق على الإتفاق، بل والترحيب بما آلت إليه الأزمة السورية من انفراجة نسبية فى أعقاب تحرير مدينة حلب، إلا أن العديد من الدوائر السياسية ووسائل الإعلام الإيرانية أعربت عن انزعاجها من حالة التهميش التى بدأت تتم مع إيران فى هذا الملف.

 

ولا يزال الدور التركى فى سوريا محل انتقاد لافت داخل إيران، حيث تساءل الحقوقى الإيرانى نعمة أحمدى، فى تعليق بصحيفة شرق الإصلاحية حول مكان إيران فى هذا الاتفاق الثنائى، معربا عن أمله فى ألا يتم تهميش بلاده فى الملف السورى، بعد جهودها المبذولة طيلة السنوات الماضية فى الأزمة السورية، مشيرا إلى فتح تركيا حدودها مع سوريا لإدخال الجماعات الإرهابية التى ترغب فى "الجهاد" - على حد تعبيره - مقارنة بموقف السلطات التركية من السوريين الذين يدفعون ثرواتهم كى يعبروا إلى تركيا.

 

القلق الإيرانى على تهميش دوره فى هذا الملف، أجبر طهران على إرسال وفود كبيرة ضمت مقربون من السلطات الأمنية والاستخبارات المعنية بالملف السورى فى طهران، بالإضافة إلى رجلها الثانى فى الملف السورى، وهو "جابرى أنصارى" مساعد وزير الخارجية الإيرانى فى الشئون العربية والأفريقية، بالإضافة إلى سفر وليد المعلم بصحبة اللواء على مملوك رئيس مكتب الأمن الوطنى، المعروف بإمساكه خيوط الأزمة السورية للقاء مسئولين إيرانيين.

 

وأعقب تلك التحركات زيارة لوفد برلمانى إيرانى إلى سوريا أمس الأول الثلاثاء برئاسة رئيس لجنة الأمن القومى الإيرانى بروجردى للقاء بشار الأسد والمسئولين، ووفقا لتقارير إيرانية، تهدف هذه الزيارات المتبادلة إلى التحضير للمرحلة المقبلة قبيل مباحثات الأستانة، ومواصلة التنسيق خاصة وأن طهران دائما تخشى أن يسبقها حلفاء محور الأسد ( تركيا - روسيا) بخطوة فى هذا الملف، بالإضافة إلى أن الإيرانيون دائما لا يثقون فى روسيا رغم التعاون الكبير بينهما، لكن سياسيها دائما تساورهم مخاوف تجاه أهدافها، وكان ذلك واضح فى الاعتراضات التى تخللت منح طهران قاعدة همدان العسكرية إلى الروس لإستخدامها فى عملياتها فى سوريا.

 

 

 

وفى تطور للأحداث، عبرت إيران عن استيائها من التصريحات الأخيرة التى أعقبت الهدنة لوزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، والتى دعا فيها إيران إلى الضغط على الجماعات المسلحة المدعومة من طرفها، والسلطات السورية، لوقف انتهاك الهدنة فى سوريا، واتهمت تركيا صراحة القوات الحكومية السورية وعناصر حزب الله اللبنانى بأنها هى من يخرق وقف النار من خلال هجومها على وادى بردى قرب دمشق، داعية إيران إلى ممارسة ضغوط، وقالت إنها تعمل مع روسيا على فرض عقوبات على من ينتهك هذه الهدنة السارية منذ ستة أيام. فى المقابل أكدت إيران أنها والمستشارين العسكريين التابعين لها فى سورية يعملون من أجل صمود وقف إطلاق النار.

 

التصريحات التركية استوجبت رد إيرانى، ولأول مرة تتهم طهران أنقرة باحتلال أجزاء من سوريا بعد مرور 5 اشهر على عمليات درع الفرات شمال سوريا، إذ اتهم رئيس لجنة الأمن القومى فى مجلس الشورى الإيرانى، علاء الدين بروجردى، القوات التركية باحتلال أجزاء من سوريا، داعيا إياها إلى "الخروج من هذا البلد".

 

وكشف إعلام طهران أيضا عن مخاوف تعترى النظام السورى فى دمشق وصناع القرار فى إيران تجاه الدور التركى، وقالت صحيفة جوان المتشددة تحت عنوان "المغامرات التركية تحت مظلة أستانة"، أن مخاوف دمشق وأنقرة تزداد بشأن استغلال الأخيرة لمظلة مفاوضات الأستانة لتحقيق أهدافها العسكرية، وقالت الصحيفة الإيرانية أن تفاصيل الاتفاق الروسى التركى ليست واضحة، ويبدو أنه فى إطار هذا الاتفاق فإن الجيش السورى الحر المدعوم من تركيا يجهز لعمليات واسعة للسيطرة على مدينة الباب شمال سوريا.

 

ولا يزال دور أردوغان الرمادى فى سوريا محلق قلق من جانب الإيرانيين، فعندما يستشعر بخطر قيام كيان كردى ملاصق لحدوده مع سوريا - وهو ما يعتبره خطا أحمرا - يميل نحو المحور الروسى الإيرانى، وفى الوقت نفسه تجده طهران يدعم الجيش السورى الحر، لاستغلاله فى تطهير حدوده من حزب العمال الكردستانى المتمرد، وتجد طهران نفسها مجبرة على مواصلة دعمها لسوريا والعمل بمفردها دون الثقة فى أصدقاءها من محور داعمى الأسد.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة