أنظار العالم تتجه إلى أستانة.. مشاركة الولايات المتحدة بالمفاوضات تهدد معادلات إيران فى سوريا.. طهران توفد رجلها الثانى وتسبق المفاوضات بمشاورات مع الوفدين السورى والتركى.. وأنقرة تتراجع عن بقاء الأسد

السبت، 21 يناير 2017 11:30 ص
أنظار العالم تتجه إلى أستانة.. مشاركة الولايات المتحدة بالمفاوضات تهدد معادلات إيران فى سوريا.. طهران توفد رجلها الثانى وتسبق المفاوضات بمشاورات مع الوفدين السورى والتركى.. وأنقرة تتراجع عن بقاء الأسد رجب طيب أردوغان وبشار الأسد وفلاديمير بوتين
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحركات إيرانية - سورية قبل يومين من مفاوضات السلام المقرر عقدها فى العاصمة الكازاخستانية أستانة، الاثنين المقبل، فى وقت تتجه فيه أنظار العالم مترقبين ما سيخرج به هذه المفاوضات، لكن تلك التحركات الأخيرة تبرز المخاوف التى تعترى قادة طهران من تهميش دورهم ورؤيتهم فى ملف التسوية السورية، زادت هذه المخاوف بعد دعوة حليفها الروسى للولايات المتحدة الأمريكية لحضور المفاوضات وتغيير نظرتها السياسية للإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب، وهو ما أزعج طهران فى وقت ينبئ بتصاعد الصدام بين طهران وترامب على خلفية الاتفاق النووى ودور إيران فى المنطقة، ما يهدد المفاوضات وقدرتها على حل الأزمة السورية.

 

ترى طهران نفسها الدولة الوحيدة التى تمسك بخيوط الأزمة السورية منذ البداية، ووقوفها إلى جانب الرئيس السورى بشار الأسد عبر إرسال خبراء استراتيجيين من قوات الحرس الثورى وتدريب المقاتليين وإرسالهم، ومقتل العديد من خبراءها الأمنيين على الأراضى السورية، كل ذلك خلق لدى صناع القرار وقادة طهران قناعة باحتضان الملف السورى والخوف على مصالحها فى هذا البلد وعدم تهميش دورها مهما كلفها الأمر.

 

ويترأس وفد طهران فى المفاوضات الرجل الثانى فى الملف السورى مساعد الخارجية للشئون العربية والأفريقية حسين جابرى أنصارى، وسيبدأ جولته بالتشاور مع وفدى روسيا وتركيا، لتوفير التمهيدات اللازمة لعقد المفاوضات بنجاح.

 

ومشاركة الولايات المتحدة فى مفاوضات أستانة ستشكل أول اتصال رسمى بين موسكو والإدارة الأمريكية الجديدة وسيفتح الطريق لزيادة فاعلية محاربة الإرهاب في سوريا بالنسبة لروسيا، لكن بالنسبة لإيران سيشكل أول تهديد لمعادلاتها ودورها فى ملف الأزمة السورية، لأن التقارب الروسى الأمريكى -فى ظل إدارة ترامب- على الأراضى السورية يخلق مخاوف لدى صناع القرار فى طهران بتغيير المشهد والمعادلة فى سوريا فى غير صالحها، وهو ما لا يرجحه قادة طهران فى هذا التوقيت، فالتقارب الروسى الأمريكى يتزامن مع تقارب روسى تركى أيضا وبدء شن أول عملية مشتركة بين الجانبين فى حلب، لذا يأتى موقف طهران من مشاركة واشنطن على نقيض الموقف الذى اتخذه البلدان الآخران روسيا وتركيا.

 

ورفضت قادة طهران بشكل قاطع مشاركة الولايات المتحدة فى المفاوضات، وخلال لقاءه مع رئيس الوزراء السورى، عماد خميس، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى على شمخانى على أن بلاده سوف يكون لها دورا فاعلا ومؤثرا فى العملية السياسية فى سوريا باعتبارها تمتلك صاحبة الدور الرئيسى فى دعم الحكومة السورية الحالية فى مكافحة الإرهاب مؤكدا على أن بلاده تشترك فى توجيه الدعوة الولايات المتحدة، معتبرا أن دعوتها ربما تأتى  بصفة مراقب من قبل الدولة المضيفة كازاخستان.

 

تطمح طهران من خلال المشاركة فى محادثات أستانة إلى إبعاد أطراف الدعم المسلح فى سوريا، حتى يتثنى للأطراف السورية السورية بدء حوار سياسى، وقال وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، "نأمل أن تأتى جميع الأطراف الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار إلى أستانة معتزمة التوصل إلى وقف الأعمال القتالية إلى أمد بعيد وبدء العملية السياسية، إنه مشروع طموح مدعو للجمع بين السلطة والمعارضة فى مدينة واحدة، وآمل أن يكون ذلك تحت سقف واحد، لمناقشة توسيع عملية وقف إطلاق النار ووقف القتال وضمان وصول إنسانى أفضل".

 

وتحصن إيران علاقتها بسوريا بالاتفاقيات التى توقعها خلال الزيارات المتبادلة بين البلدين، وزيادة حجم الاستثمارات بين البلدين، والتى تكون رمزيتها فى المرتبة الأولى أن طهران تتمسك بمصالحها مع الحليف السورى مهما ظهر لها من حلفاء آخرين أو انسجام المواقف التركية فى بعض الأوقات مع محور داعمى الأسد.

 

وفى واحدة من الزيارات المتبادلة بين الجانبين أبرمت سوريا وإيران الأسبوع الماضى، على هامش زيارة رئيس الوزراء السورى عماد خميس، إلى طهران 5 عقود فى مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والصناعة والنفط والاتصالات، ولاستثمار أحد الموانئ السورية واعتبر خميس أن العقود تشكل نواة لتعاون ضخم بين البلدين فى مجال الصناعة والاستثمارات، لافتا إلى أن الآلية، التى تم فيها توقيع العقود تترجم العلاقة المتميزة بين البلدين، كما تعتزم إيران إنشاء ميناء نفطى فى سوريا.

 

كما أكد روحانى خلال لقاءه بعماد خميس على أن تشكل اجتماع أستانة بداية لمفاوضات "سورية – سورية" حقيقية وأن تثمر عن الوصول إلى ما يتوخاه الشعب السورى.

 

على صعيد آخر لا يزال الموقف التركى من بشار الأسد يحيطه الغموض، وقد نفى نائب رئيس الوزراء التركى محمد شيمشك تصريحات نسبت له، مفادها أن أنقرة لم تعد تصر على رحيل الرئيس السورى بشار الأسد عن السلطة، وقال "إنهاء النزاع في سوريا والعراق" أن "الولايات المتحدة لم تقم بما يقع على عاتقها، وتمكنت روسيا وإيران من تغيير الوضع في الميدان". يأتى ذلك فى وقت رحب مجلس الأمن الدولى، بالجهود التى تبذلها روسيا وتركيا لوقف نزيف الدماء فى سوريا، معتبرا اجتماع أستانة خطوة مهمة لاستئناف المفاوضات السورية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة