تاريخ الدعوة السلفية وقياداتها فى تحدى وزارة الأوقاف، قديم، ولكنه زاد خلال الشهر الجارى، بعدما نشرت مواقع سلفية دروس دعوة أعدها كبار شيوخ الدعوة السلفية، يلقون فيها دروس إلى قواعده فى المساجد، رغم قرار وزارة الأوقاف بمنع هذه الدروس إلى بتصريح من الوزارة.
موقع أنا السلفى، التابع للدعوة السلفية نشر درسا دعويا للشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، عن الشيعة ومفهومهم عن الإمامة، حيث يرجع تاريخ الدرس إلى 15 يناير 2017، داخل أحد المساجد، حيث يلقى برهامى درسا أمام جمع من اتابع الدعوة السلفية حول زعم الشيعة حول الإمامة، واعتباره أنه من أهم أصول الدين.
نفس الأمر تكرر مع الشيخ رجب أبو بسيسة، عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، الذى القى أحد الدروس الدينية فى أحد المساجد، ونشر الدرس الموقع الرسمى للدعوة السلفية "أنا السلفى"، ويرجع تاريخ الدرس إلى 8 يناير 2017، وكان عنوان الدرس استخرج الشيطان الذى بداخلك.
الشيخ شريف الهوارى، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، أيضا كان من بين شيوخ الدعوة الذين القوا درسا دينيا فى مسجد ابن تيمية بطنطا فى شهر يناير الجارى، بعدما نشرت الدعوة اسلفية بطنطا، فيديو درس الشيخ الذى يرجع تاريخه إلى 2 يناير الجارى، وكان عنوانه الصبر على الطاعة.
خلال الشهر الماضى أيضا شهدت معاهد سلفية إعلانات عن دروس دعوية لشيوخ الدعوة السلفية فى مساجد مدينة طنطا، حيث تضمنت نهايات شهر ديسمبر الماضى دروس دعوة لكل من الشيخ إيهاب الشريف، وكذلك الشيخ إبراهيم الحصرى.
وتعد هذه ليست جديدة، حيث إنها لم تعد المرة الأولى التى تتحدى فيها الدعوة السلفية الأوقاف، حيث فى نوفمبر من العام الماضى شهدت محافظة الاسكندرية، قيام مديرية الأوقاف، بشن حملة على مسجد "مجد الإسلام" بالحضرة الجديدة بعد أن استولت عليه الدعوة السلفية من خلال تأسيس جمعية وهمية بدون أوراق رسمية واستغلال المسجد بتأسيس حضانة ودار تحفيظ للقرآن وفصول تقوية، بالإضافة إلى وضع صناديق تبرعات بعيداً عن أعين القانون والأوقاف.
من جانبه قال الشيخ أحمد البهى، الداعية الأزهرى، ضرورة وضع تشريعات وضوابط للسيطرة على المساجد والزوايا فى مصر، ومعاقبة الخارجين عن تلك الضوابط. وقال البهى فى تصريحات لـ"اليوم السابع":"هناك جهود للدولة ووزارة الأوقاف فى وضع تشريعات وضوابط للسيطرة على المساجد والزوايا فى مصر ومعاقبة كل من يخرج عن القانون، وكفانا ما حدث طوال الفترة الماضية".
وأوضح الداعية الأزهرى، أن مواجهة سيطرة السلفيين على المساجد يكون من خلال القوانين المناسبة والتنفيذ الحزم بتعاون بين كافة الجهات المعنية.
من جانبه قال مصدر مسئول بمديرية الأوقاف بالإسكندرية، أن الدروس التى تقام وتبث عبر شبكة الإنترنت ليست فى نطاق مساجد الإسكندرية وشيوخ السلفية وغيرهم يلجأون لإقامة الدروس فى المناطق الحدودية بالقرب من الساحل الشمالى وذلك بسبب تضييقات مديرية الأوقاف بالإسكندرية على ضرورة استخراج تصريحات للدروس والخطابة.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هناك التزام تام بجميع مساجد وزوايا الإسكندرية فى جميع الإدارات وإذا ثبت لأحد مخالفة القوانين وقرارات وزارة الأوقاف يستخدم ضده الضبطية القضائية واتخاذ كافة الإجراءات القانونية لديه.
وأشار إلى أن مديرية الأوقاف لم تطارد جماعة معينة بل تشدد إجراءاتها على جميع المخالفين بغض النظر عن هويتهم وانتماءاتهم والمخالفين سواسية أمام القانون، موضحاً أن هدف الأوقاف هو نشر الإسلام الوسطى ومنع المتطرفين والغير متخصصين من إقامة الدروس والخطب فى منابر الإسكندرية التى تركت لسنوات طويلة وأصبحا منبعاً للتطرف.
وأكد المصدر المسئول أن المديرية لن تتهاون إذا ثبت مخالفة أى شخص واستطاع إقامة الدروس أو الخطب بدون تصريح، موضحاً أن الأوقاف بالإسكندرية تستقبل طلبات الخطابة وإلقاء الندوات والدروس للمتخصصين وخريجى معهد إعداد الدعاة الموثق من وزارة الأوقاف ومنحه تصريحاً رسمياً بعد اثبات مؤهلاته العلمية وصلاحيته لإلقاء دروس للمواطنين.
