أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

التافه حين يتحدث..!

الثلاثاء، 10 يناير 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى اللغة العربية، يأتى معنى الرجل التافه، بأنه غير المتزن وقليل العقل والذى لا قيمة لأعماله، والحقير الذى لا طعم له أى عديم النكهة.
 
هذا هو التافه عندما يتحدث ويتكلم، فتتضح حقيقته وحقيقة ما بداخله الفارغ الأجوف، وأنه لا قيمة له ولا عمل له يذكر.. وليس إلا مجرد صنيعة داخل عقول مراهقين ظنوا أن الرجل ذات قيمة وشأن وعلم ومعرفة وصاحب مشروع وطنى، فحولوه مثل كفار قريش إلى صنم من الحلوى أو الحجارة لا ينفع ولا يضر، لكنهم رأوا فيه «الزعيم» و«البوب»، يتعبدونه لعله ينطق ويصبح ذا فائدة وشأن، ظنوا فيه المهاتما غاندى المتدثر بسارى الزعامة والوطنية الحقيقية، أو هو الثائر مارتن لوثر كينج، لكنه لم يكن إلا موظفًا قليل الحيلة جعلوا منه «خيال مآته» فى الظلام. 
 
اختبأ خلف هالة زائفة وقيمة مصنوعة من الخارج، وللأسف، من الداخل أيضًا، لم نسمعه يتحدث إلا قليلًا ويمر عبر كلمات لا تكشف عن شىء يمكن أن نحكم به عليه ونحدد معالمه وملامحه الشخصية والسياسية.
 
لم يتحدث فى البداية حتى نراه، كما قال الفيلسوف اليونانى، سقراط، ذات يوم عندما كان يجلس بين تلاميذه ، يتبادلون الكلام ويتناقشون وأثناء ذلك جاء أحدهم وهو يتبختر فى مشيه، يزهو بنفسه، وسيمًا بشكله، فنظر إليه سقراط مطولًا، ثم قال جملته الشهيرة التى أصبحت مثلًا: تكلم حتى أراك.. وعندما تكلم لم يرَه أحد لأنه « تافه».
 
الشىء ذاته مع الإمام الشافعى فى الرواية المشهورة التى تتردد عنه عندما دخل رجل غريب إلى مجلس علمه دون سابق إنذار أو معرفة، وجلس فى مقدمة «مجلسه الموقر»، وبدت على ملامحه شيم العلماء والأمراء، وعلى رأسه الكبير عمامة بيضاء تمنحه هيبة ووقارًا. الإمام الشافعى كان موضوع درسه عن الصيام، فلما وصل إلى وقت الصيام قال: إن الصيام هو من أذان الفجر إلى غروب الشمس.عندها سأله الرجل الغريب: وإذا لم تغب الشمس يا شيخنا فمتى نفطر؟.. استغرب الشافعى وقال قولته المشهورة «آن للشافعى أن يمد قدميه».
 
وقديمًا أيضًا قال الإمام على بن أبى طالب- كرم الله وجهه-:الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام.. كلمات قالها الإمام فيلسوف الإسلام للتعريف بشخصية الإنسان. 
 
فالكلام يحدد أى الرجال أنت، عاقل أم أحمق.. متزن أم متهور حكيم أم موتور.. مسؤول أم أهوج.. صاحب رأى أم إمعة، إن قال الناس قلت وإن صمتوا سكنت.
 
هذه هى خلاصة أحاديث الدكتور محمد البرادعى، ومكالماته التى قدم فيها نفسه الخائبة والخائنة والسطحية والمريضة. إنسان هروبى انسحابى مهزوز.. « تافه».  









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

fayez

الاكثر تفاهه

وزير الداخليه والمتحدث الرسمى لوزارتهحين خرج ليقول تم التصدى لهجوم ارهابى على كمين وفر المهاجمون كاءن وظيفه الشرطه ان يفر المهاجمون والمجرمون وليس القبض عليهم بل وعتبر هذا نجاحا ولا يعرق ان هروب مجرم واحد من الشرطه هو فشل .. مع احترامى للشهداء فهذا الفشل للقيادت

عدد الردود 0

بواسطة:

ســـــــــــــــــــامو الذى لايحب البرادعى ، ولكنكم تبالغون !

البرادعى من أهم علامات ودلائل الثورة ولكن !!!

كان للبرادعى (والقنوات التى أذاعته صوتا وصورة) الرأى الفصل والهدف الأكيد قولا بضرورة رحيل المعزول (قائلا بالنص : لازم يرحل) وذلك فى بدايات ثورة 25 من يناير .. ولقد تبلورت الأحداث فى اتجاه ماقاله .. والآن ماهى المشكلة : المشكلة هى أننا نضيق بالرأى والرأى الآخر (هذه حقيقة) فهو لم يقذفنا بحجر مثلا ـ بل قال كلاما أو رأيا (وربما كانت تعددية الآراء تؤلمنا) ولقد بينت الأيام ذلك ..

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الحسيني

شابوووووووووووووووووووووووووه

تحية خاصة وعطرة لحضرتك استاذ عادل السنهوري علي هذا المقال الرائع الذي وصفت فيه حالة هذا التافه الهزيل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة