أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

البرازيل والمصير المجهول

الخميس، 08 سبتمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غادرت ديلما روسيف، الرئيسة البرازيلية المعزولة، أول أمس، القصر الرئاسى فى العاصمة برازيليا إلى مدينة بورتو أليجرى جنوبا بعد 6 سنوات فى السلطة، وذلك بعد أن صوت مجلس الشيوخ بأغلبية الأصوات لصالح عزلها.
 
خروج ديلما لايعنى انتهاء الأزمة السياسية التى تواجهها البرازيل، والتى تثير القلق حول إنجازات الرئيس لولا دى سيلفا لمدة 8 سنوات و6 سنوات من رئاسة ديلما.. وهى فترة انتشلت البرازيل من الإفلاس لتصبح سادس قوة اقتصادية فى العالم.. وحازت ثقة مكنتها من تنظيم كأس العالم الأخير، والدورة الأولمبية.
غادرت ديلما محاطة بمئات المؤيدين من أنصار حزب العمال، الذين احتشدوا أمام مبنى الرئاسة، وهتفوا وبكوا على «ديلما، المناضلة الوطنية البرازيلية».. وعبر بعضهم عن شعور باليتم.
 
صورة المناضلة التى يراها أنصارها لا يراها الخصوم، ممن اتهموا الرئيسة المعزولة بالتلاعب فى الموازنة..  وتسلم نائبها ميشال تامر منصبها، لحين عقد انتخابات فى 2018.. ويرى أنصار حزب العمال أن خصومه يسعون للسلطة، باتفاقات وتحالفات مع الخارج والداخل، ويطلبون سلطة تمثل مكسبًا فى وضع متميز للبرازيل اقتصاديا وسياسيا.
 
خرجت ديلما، لكن الأزمة السياسية لم تنته.. وحتى النائب الذى تسلم الرئاسة ميشال تامر متهم هو الآخر بالفساد.. وربما يواصل خصوم حزب العمل الزحف.. مع تقدم الرئيس السابق لولا دى سيلفا، زعيم حزب العمال، وصانع نهضة البرازيل فى العمر، مما قد يعنى أن يتنحى اليسار عن السلطة ليتسلمها اليمين من الأحزاب المنافسة.
 
فى حال استمرار الصراع على السلطة واختلال الاستقرار قريبا تبدو البرازيل على شفا اضطرابات سياسية ربما تضاعف من التراجع الاقتصادى، ما قد يعنى العودة لمربعات الفشل بعد انتعاش اقتصادى واجتماعى خلال 14 عاما.
 
أشرنا إلى تجربة دى سيلفا.. التى نقلت البرازيل بشكل كبير، الآن تقف البرازيل على شفا صراع، لا يهدد فقط حزب العمال، وإنما قد يمتد ليؤثر على التجربة بأكملها، التى مثلت إلهاما لدول نامية أخرى.. الأمر يتعلق بمدى قدرة الدولة فى البرازيل والنخب السياسية، على تجاوز الصراع السياسى، حفاظا على الوضع وتطويره.
 
لقد كان الاختلاف بين شخصيتى ديلما روسيف، ولولا دى سيلفا، واضحا، لكون لولا امتلك قدرات سياسية أقل تصادمية وأكثر براجماتية. ربما تكون البرازيل بحاجة لشخص مثله يمكنه الحفاظ على البرازيل.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة