بالصور.. "مهنة الستر" بنقادة مهددة بالانقراض.. 80% من صانعى "الفركة" يهجرون "الصنعة" لتدهور السياحة.. و20% يحاربون من أجل البقاء.. رجال المهنة: 90 ألف أسرة يعملون بالحرفة لتصدير 700 ألف قطعة سنويا

الإثنين، 05 سبتمبر 2016 06:30 ص
بالصور.. "مهنة الستر" بنقادة مهددة بالانقراض.. 80% من صانعى "الفركة" يهجرون "الصنعة" لتدهور السياحة.. و20% يحاربون من أجل البقاء.. رجال المهنة: 90 ألف أسرة يعملون بالحرفة لتصدير 700 ألف قطعة سنويا مهنة الستر
قنا - هند المغربى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خلف "نول خشبى" تظل لساعات طويلة تضع الخيوط بشكل بارع وتدقق فى اختيار الألوان التى تصبغها بنفسها، تظل الفتيات من عائلتها وبنات القرية حولها تنظر لإنحناءة ظهرها منذ سنوات طويلة خلف النول الخشبى لتخرج بعدها بشال رائع ذى ألوان زاهية لتبدأ بعدها رحلة أخرى لترتيب وشد الخيوط على النول.

هكذا كان هو الحال داخل كل منزل بمدينه نقادة وقرية الخطارة التابعة لمركز نقادة، المكان الأشهر لصناعة "الفركة" التى استمرت منذ الآلاف السنين و"الصنعة" التى توارثتها الأجيال بجانب كل عمل لأى أسرة، تأتى صناعة "الفركة" لزيادة دخل الأسرة "وسترها" لمواجهة صعوبات الحياة وميراثها للحفاظ على الحرفة من الاندثار.

فعلى بعد ما يقرب من 700 كيلو متر من محافظة القاهرة تبدأ رحلة صناعة الفركة فى قرية الخطارة ومدينة نقادة بمحافظة قنا وهى المناطق الأشهر فى صناعة الفركة حيث يعمل معظم أهل القرية بهذة الصناعة ويتوارثوها بين الأجيال المختلفة.

الفركة عبارة عن صناعة يدوية مصرية قديمة يرجع تاريخها إلى الفراعنة، وهى عبارة عن خيوط مصبوغة من الحرير أو القطن تُصنع منها أشكال مختلفة من الأقمشة منها "رداء للسيدات" والشال (يضعه الرجال على الكتف كنوع من الزينة).

 

فبداخل كل منزل بالقرية تجد "النول" اليدوى وهى الآلة التى تعتمد عليها صناعة الفركة وطريقة تركيب النول لم تختلف من أيام الفراعنة حتى الآن.

وعن الخامات المستخدمة فى الصناعة تتكون من خيوط حرير أو غزل (فبران) تستورد من الصين أو الهند أو خيوط من الصوف أو القطن مصبوغة.

تبدأ الصناعة بصبغ الخيوط فى "عجانية" من الألومونيوم ويصبغ فيها 10 كيلو فى المرة الواحدة ثم مرحلة لف الخيوط ثم تمر الصناعة بعدة مراحل، وتأتى المرحلة الأخيرة وهى التصنيع بالمكوك على النول ومن العجيب أن المكوك به ريشة حمّام صغيرة لا يتم العمل إلا بوجودها ثم بعد ذلك يعرض الإنتاج للبيع عن طريق تجار الجملة الذى ياتى دورهم للتسويق للمنتجات فى الداخل والخارج.

 ويقول العاملين بحرفة صناعة الفركة أنه سبب تسميتها "صنعة الستر" لأنها تستر ولا تغنى صاحبها، وتتميز بأنها صناعة عائلية تمارسها الأسرة بجميع أفرادها فى المنزل الريفى.

ومن المنتجات الموجودة حاليا الفركة الدرمانى والسياحية والملاءة الإسناوى (الحبرة) بالإضافة إلى بعض أنواع الأقمشة مثل المبرد وأضافوا أنه كانت تقام الأفراح فى يوم التصدير.

 

وطبقا لإحصائيات إحدى الجمعيات الأهلية المهتمة بهذه الصناعة يبلغ عدد الأسر التى كانت تعمل بهذه الصناعة 90 ألف أسرة بمركز نقادة والتى كانت توفر الآلاف من فرص العمل من السيدات وكبار السن والشباب والفتيات.

 

ويؤكد المهتمون بالحرفة عن طريقة التسويق يتعهد أحد التجار بجمع الإنتاج من كل الأنواع ويقوم بتسويقها بالمدن السياحية مثل الأقصر وإسنا وأسوان والغردقة وشرم الشيخ.

وأضافت الإحصائية أنه "كان يتم تصدير الفركة إلى السودان وكان يقدر الإنتاج سنويا حوالى 700 ألف قطعة فركه تقدر قيمتها حوالى أربعة مليون دولار وكان عدد العاملين بها 10000 أسرة بالمدينة والقرى المجاورة وعدد الأنوال 5000 نول وكانت تجلب الخيوط من شركة "إسكو" وشركة مصر للحرير الصناعى بكفر الدوار أما الآن فتستورد الخيوط من الصين والهند وتعتمد هذه الصناعة فى أسعارها على استقرار الأحوال الاقتصادية التى تتحكم فى أسعار الخامات.

 
ومن جانبه يقول حازم حمدى مدير مشروع الفركة بجمعية الشبان المسلمين بمركز نقادة والمهتمة بالحفاظ على تراث الفركة فى تسعينيات القرن وحتى قيام ثورة يناير كان أكثر من 90 ألف شخص يعملون بالفركة من الشباب وكبار السن لافتا أن كل منزل بنقادة كان يضم أكثر من نول للعمل بحرفة الفركة التى كان لها رواج كبير سياحيا ويتم تصدير الآلاف القطع منها للخارج وكان لها أسواق كثيرة بالخارج لافتا أن الإجيال تتوارثها منذ اجدادنا الفراعنة بمركز نقادة ويعتبرها البعض ميراثه لأحفاده والأجيال القادمة إلا أن الآلاف من الحرفيين هجروا الحرفة بسبب الظروف الاقتصادية التى تسببت فى انخفاض سعر المنتج وضعف السوق السياحى وارتفاع أسعار الخامات لأكثر من 80%.

وأشار حمدى إلى معاناة العاملين بالمهنة على خلفية الأحوال الاقتصادية التى تمر بها البلاد، مما جعل الكثير من الأسر صاحبة الصناعة ترك المهنة وعدم تعليم الصناعة لأبنائهم واتخاذ طريق آخر يساعدهم على رفع مستوى معيشتهم مما يهدد مستقبل هذه الصناعة واندثارها مع مرور الزمن لافتا إلا أن هناك محاولات لرفع المعاناة عن هذه المهنة والحفاظ على هذه الصناعة التراثية عن طريق عودة تصدير الفركة السودانية وفتح أسواق جديدة بدأت بالفعل فى الداخل ومحاولات لفتح أسواق لها فى الخارج من المهتمين ببقاء الحرف التراثية كالفركة.

وأضاف حمدى أن المهنة تحتاج أيضا بالإضافة إلى فتح أسواق جديدة إلى تطوير للمنتج لافتا أن الجمعية بدأت مشروعها للحفاظ على الحرفة من الاندثار من خلال تدريب العاملين عن طريق أكاديميين لتطوير المنتج وزيادة عدد العاملين بالحرفة مطالبا بالاهتمام بالحرف اليدوية لمنع اندثارها وتوفير الخامات بأسعار مناسبة حيث إن الاعتماد فى الماضى كان على الخامات المصرية من أقطان وأصواف إلا أن الاعتماد أصبح على المنتجات المستوردة التى تباع بأسعار مرتفعة.

وأشار حمدى أن فى الماضى كان هناك تجار يقومون بتوريد منتجات عدد من الأنوال التى كانت تصل 5 الآلاف نول يقوم التجار بتوريد وفتح سوق سياحية لها إلا أن مع الظروف التى تواجهها الحرفة وابتعاد التجار عن الحرفة وأصبح العاملين على شراء المنتجات قليلين جدا مع خفض سعر المنتج.

 


أحد شيوخ الحرفة يعلم الفتيات

تدريب الفتيات على الحرفة لإنقاذها من الاندثار

بعض الشباب ينظمون معرض للفركة لتسويقها

سيدة تعمل على نول خشب لإنتاج الفركة

فتاة تعمل لإنتاج الفركة

شال من الفركة

سيدة ترى الخيوط للبدء فى صناعة الفركة

صناعة شال من الفركة

نول خشب لصناعة الفركة

فرد الخيوط على النول لصناعة الفركة









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة