تبدو لك منذ الوهلة الأولى أنها أحد أبشع الإصابات فى تاريخ كرة القدم، ويتأكد لك يقيناً أن هذا اللاعب لن يعود مطلقاً للممارسة اللعبة مرة أخرى فى حياته، فالمشهد يبدو مروعاً للغاية بالفعل، إلا أن شون باركر مدافع وقائد فريق ديربى كاونتى الإنجليزى السابق، فاجئ الجميع وما فعله كان معجزة بكل المقاييس، بعدما عاد منذ أيام قليلة لممارسة اللعبة مرة أخرى بعد 4 سنوات ونصف من الابتعاد عن الملاعب بسبب الإصابة الخطيرة التى تعرض لها فى ركبته.
وفقاً لصحيفة "دايلى ميل" تعود القصة إلى مارس 2012 عندما كان باركر يقود فريقه السابق ديربى كاونتى فى مواجهة نوتنجهام فورست، بدوري الدرجة الأولى "تشامبيونشيب" حيث حاول أن يشتت كرة عرضية من داخل منطقة الجزاء، إلا أن حارس مرمى فريقه فرانكى كان فى طريقه للكرة هو الآخر، ليصطدم به ويضغط على ركبته اليمنى بقوة، الأمر الذى تسبب فى إصابته المروعة، حيث تقطعت كل أربطة ركبته (الصليبى الأمامى والخلفى) والأربطة الجانبية والوسطى والأوتار إضافة إلى ثقب كبير فى العظام.
سقط اللاعب على الأرض دون أى حراك وبدا الخوف على جميع من حوله سواء لاعبى ديربى أو نوتنجهام، وكانت مجرد فكرة أن باركر قد يتعافى من إصابته ويعود للملاعب مرة أخرى شىء من الجنون، حيث أنه خضع لخمس عمليات جراحية وابتعد عن كرة القدم لمدة 4 أعوام ونصف.
ولكن يوم الجمعة الماضى عاد باركر (31 عاماً) مرة أخرى ووطأت قدمه الملعب من جديد، بعدما لعب كبديل فى الدقيقة 93 مع فريقه الجديد بورتون ألبيون، ولكن المثير أنه لعب أمام فريقه السابق ديربى كاونتى، وشارك فى الفوز عليه 1 : 0 والأكثر إثارة أن نايجل كلوف مدربه فى بورتون كان هو مدربه أيضاً فى ديربى عندما تعرض للإصابة، كما أنه ارتدى نفس الحذاء الذى كان يرتديه فى هذه الليلة العصيبة.
وتحدث اللاعب للصحيفة حول عودته قائلاً: "طلب منى المدرب أن أبعد أى كرة داخل المنطقة برأسى فقط وأن أبعد ركبتى عن أى التحام.. جاءت كرة داخل أمام المرمى وسمعت زملائى يصرخون فى وجهى لأبتعد عنها ولكنى شتتها برأسى ونجحت فى ما كان يأمل به مدربى".
وعلق باركر عن لحظة الإصابة اللعينة قائلاً: "سمعت صوتاً غريباص فى قدمى وشعرت بأم شديد.. اعتقد أن قدمى كُسرت إلى نصفين وسمعت اللاعبين يصرخون ينادون على الطبيب لذلك عرفت أن الأمر ليس على ما يرام.. حتى الطبيب نفسه وجدته يهز رأسه باستغراب شديد وكأنه لا يصدق ما يراه.. مجرد عودتى لممارسة الكرة من جديد كان شيئاً رائعةً جداً وجعلنى سعيداً للغاية".
