أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

هتلر تركيا وأتباعه المسعورون

الأحد، 07 أغسطس 2016 03:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحد يمكن أن يتكهن بالنهايات، التى يمكن أن يصل إليها أردوغان وأتباعه المسعورون فى سعيهم للسيطرة على جميع مفاصل الدولة التركية، فالاعتقالات العشوائية بدأت  من قطاعات الجيش إلى الشرطة والمخابرات ومؤسسة الرئاسة نفسها،ثم امتدت إلى جميع المؤسسات بالدولة، وبات مشهدا مألوفا أن يذيع التليفزيون الرسمى مقاطع لقوات من الشرطة وهى تجتاز عاملين بالمصالح الحكومية المختلفة مع تنويه بضلوعهم فى مؤامرة الانقلاب الفاشل.
 
مع الوقت اتسع الاتهام الموجه أساسا إلى الجيش ليشمل جميع قطاعات المجتمع المختلفة سياسيا مع أردوغان، أى مع نصف المجتمع التركى على اعتبار أن حزب العدالة والتنمية الحاكم قد حصد أكثر بقليل من خمسين بالمائة فى الانتخابات الأخيرة، وحتى يسوغ هتلر الجديد ما يقوم به من بطش، وجه أصابع الاتهام إلى غريمه السياسى المنفى بأمريكا فتح الله جولن وحركة «خدمة»، التى أسسها، ومن ثم بات كل من ينتسب إلى الحركة هدفاً محتملاً لأتباع أردوغان.
 
لا يكتفى أردوغان بمطاردة الضباط المعترضين على انقلابه هو على دستور الدولة التركية، بل يجرى أكبر عملية تطهير وقمع سياسى لجميع التيارات المختلفة معه فى المجتمع، لتشهد الدولة التركية تحولا بالحديد والنار نحو حكم يمزج بين الاستبداد والأصولية، ويدخل أنقرة فى مغامرات داخلية وخارجية لا يمكن التكهن بنهاياتها، فقد وصل الحال بهتلر الجديد أن يغلق عشرات الصحف والمجلات  والقنوات والإذاعات المختلفة معه، كما وصل الجنون. بأتباع هتلر إلى تهديد المستشار النمساوى بالقتل لتوجيهه الانتقادات إلى ممارسات أردوغان الشمولية، كما وصل الجنون إلى الشروع فى اغتيال الدكتور على جمعة، مفتى الديار السابق، بعد يوم واحد من إعلان محمد جورماز، وزير الشؤون الدينية التركى وجود صلات بين جمعة وفتح الله جولن.
 
معنى ذلك أن جنون هتلر الصغير يمكن أن يمتد خارج حدود تركيا لتنفيذ عمليات ذات طابع إرهابى بهدف الانتقام من كل من يختلفون معه، وما يمكن أن يؤدى إليه ذلك من أزمات سياسية دولية، صحيح أن هذه العمليات الإرهابية المجنونة لن تتم مباشرة عبر الشرطة التركية أو الحرس الرئاسى، ولكن منفذيها لن يخرجوا عن أتباع وذيول وأدوات المخابرات التركية من جماعة الإخوان أو عناصر حزب العدالة والتنمية المدسوسين خارج تركيا، وبخاصة فى العواصم الأوروبية، وليس بعيدا أن نجد من أتباع هتلر تركيا مجموعات من الذئاب المنفردة وظيفتها القيام بعمليات إرهابية لمعاقبة الدول القلقة والمعترضة على سياساته الشمولية ومنهجه الاستبدادى، لكن إلى أى مدى سوف تصمت الدول الأوروبية على مقامرة هتلر الجديد، وإلى أى مدى ستتحمل مخاطر بقائه بؤرة للتوتر والإرهاب فى قلب أوروبا؟ سؤال لم تتضح إجابته بعد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة