كتاب السلفيون والربيع العربى: الأحزاب الدينية سترتكب "مجزرة" لو حزب علمانى حكم مصر

الجمعة، 05 أغسطس 2016 06:00 ص
كتاب السلفيون والربيع العربى: الأحزاب الدينية سترتكب "مجزرة" لو حزب علمانى حكم مصر السلفيون والربيع العربى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دخل السلفيون إلى المشهد السياسى وخاضوا فى تشكيل الأحزاب، خاصة بعد ثورة مصر 2011، ثم انتقل هذه العدوى للسلفيين فى أنحاء متفرقة من الدول العربية الأخرى، وكان لزاما على السلفيين الذين دخلوا اللعبة الديمقراطية بالالتزام بشروط اللعبة، ما يعنى مراجعةً أيديولوجيةً وفكريةً لميراثهم السابق، وتنقيحه لتحقيق الحدّ الأدنى من المطلوب، وهى قضية لا تزال موضع نقاش داخل السلفيين، ولدى خصومهم أيضاً، كان ذلك توضيحا من الدكتور محمد أبو رمان، حول دخول السلفيين للمشهد السياسى فى مصر، فى مقدمة كتابة "السلفيون والربيع العربى..سؤال الدين والديمقراطية فى السياسة العربية".

يسعى الكتاب إلى مناقشة وتحليل المشهد العربى الجديد وما يترتب على السلفيين فيه من استحقاقات فكرية وسياسية، وما يصدر عن دخولهم المشهد السياسى من نتائج وتداعيات، وينطلق هذا الكتاب فى تحليله من زاويتين، الأولى، دراسة تأثير الثورات والانتفاضات العربية فى الحركات السلفية، أيديولوجياً وسياسياً؛ والثانية، دراسة تأثير الدور السياسى المتوقع للحركات السلفية فى اللعبة السياسية فى بعض المجتمعات العربية.

ويقوم الكاتب بتتبع أصل وتعريف كلمة السلفية، حيث إنها فى اللغة تعود إلى مادة "سلف"، والسالف هو المتقدم، والسلفيون هم الجماعة المتقدمة، ويقصد بها العصور الأولى من الإسلام، بفرض أنها تمثل الوجه الناصع والصحيح من فهم أحكام الدين، وتشريعاته، وتطبيقاته.، أما فى أدبيات الفكر السياسي، فتعرف السلفية بأنها حركة إصلاحية تسعى للخروج من حالة الانهيار السياسى، والدعوة لإحياء التراث الإسلامى، واستعادة صورة الإسلام النقية.

ويرى الكاتب أن السلفيين انقسموا فى مواقفهم حول الثورة المصرية، بيد أنه وبعد نجاح الثورة فى إسقاط النظام سلميا، اضطر السلفيون لخيارين لا ثالث لهما، إما الانخراط فى اللعبة السياسية، أو وجودهم خارج دائرة التأثير، وذلك عن طريق ضرورة الانتقال إلى صيغة جديدة، ومحاولة تكييف الديمقراطية مع أيديولوجيتهم، واستلزم ذلك - بحسب الكاتب- تبريرا شرعيا وأيديولوجيا، فجاء الصراع على الدستور، بحسبان النظام الديمقراطى أفضل من الحكم الاستبدادى، لأنه -من وجهة نظرهم- مرحلة مؤقتة فى اتجاه إقامة الحكم الإسلامى.

ويقول الكاتب بأن السلفيين يؤمنون بالانتخابات وصناديق الاقتراع كوسيلة للوصول للسلطة، كما أنهم يرفضون الدولة المدينة أو العلمانية كشرط لنجاح الممارسة الديمقراطية، والذى أكد أنهم يقبلون بها كمرحلة انتقالية قائلا: السلفيون يقبلون بالديمقراطية كمرحلة انتقالية وليس نهائيا، فهم لا يتخلون عن حلمهم بـ"إقامة الدولة الإسلامية"، مشيرا إلى أنهم يستندون إلى حكم الأكثرية لنيل المشروعية فى مشروعهم نحو "أسلمة الدولة".

كما يرى الكاتب، أنه فى حالة حصل حزب علمانى على الأغلبية فى أى انتخابات قادمة، وحاول مخالفة عاداتهم أو تغيير المادة الثانية بالدستور، ربما يصل الأمر إلى صراع دامى بينهم وبين مؤيدى وأنصار هذا الحزب.

ويشير الكاتب أن النموذج الإيرانى فى الحكم، وفقا لما يطرحه مشايخ الدعوة السلفية، وحزب النور والأحزاب السلفية الأخرى، حتى ولو كان هنالك اختلافات مذهبية بينهم لكن يبقى التطبيق والروية بينهم متشابهة، وهو ما يختلف مع تصريحات القيادى السلفى نادر بكار والذى ينفى أن يكون هناك نموذح يريد السلفيين وبالأخص حزب النور تطبيقه فى مصر، ويتحدث عن نموذج مصرى خاص.

ويؤكد الكاتب ختاما أن الميراث السلفى الكبير المتحفظ على الديمقراطية وقيمها سيكون بمنزلة قيد شديد الوطأة على الحركة السلفية فى المرحلة المقبلة، وسيغرق الأحزاب الجديدة فى مناظرات داخلية واسعة مع أنصارها وقواعدها، وبالتالى، فإنه -بحسب الكاتب- لا يستطيع أحد التكهن بمسارات السلفيين القادمة، خاصة أن معطيات الواقع آخذة فى التغير، والأفكار لا تزال آخذة فى التشكل، حيث يعيش السلفيون بين واقع ثورة تفرض عليهم الانخراط فيها بأفكار جديدة، وثورة واقع يتطلب منهم ترتيبات تجعلهم فى قلب هذا الواقع، لا بعيدين عنه، أو مستبعدين منه.



موضوعات متعلقة..


مبادرة لحل الأحزاب الإسلامية وعلى رأسها "النور" تسبب معركة بين السلفيين.. وقيادى: حلها واجب شرعى ولابد من تشكيل مجلس للعلماء.. وعضو بالدعوة: هل ستسمح الدوله بذلك؟.. وداعية: مغامرة غير محسوبة








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة