كفانا نهشا فى الأزهر.. حصار منارة الإسلام بين إهمال الدولة وهجوم المثقفين ومخططات المتطرفين.. لماذا افتعال أزمة تصريحات وزير الثقافة ضد تعليم الأزهر بالتزامن والاستقبال الحافل للإمام الأكبر بالشيشان؟

الإثنين، 29 أغسطس 2016 12:32 م
كفانا نهشا فى الأزهر.. حصار منارة الإسلام بين إهمال الدولة وهجوم المثقفين ومخططات المتطرفين.. لماذا افتعال أزمة تصريحات وزير الثقافة ضد تعليم الأزهر بالتزامن والاستقبال الحافل للإمام الأكبر بالشيشان؟ شيخ الأزهر
تحليل تكتبه زينب عبد اللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشهد يدعو للفخر استقبال شعبى ورسمى غير مسبوق لشيخ الأزهر بالشيشان يفوق استقبال الملوك والرؤساء ..الشعب الشيشانى يحتشد خارج المطار لاستقبال الإمام الأكبر مرددا عبارات الترحيب والتكبير، الجميع فى انتظاره عجائز وأطفال وشباب، حفاوة بالغة من الرئيس الشيشانى الذى أصر على أن يقود سيارة شيخ الأزهر بنفسه فى مشهد لم ولن يتكرر.

 

ولكن بالتزامن مع هذا الحدث الهام ثار الجدل حول ما نسب من تصريحات لوزير الثقافة حلمى النمنم واتهامه للتعليم الأزهرى بأنه راعى العنف وأن مناهجه سبب التطرف،  ويجب إعادة النظر فى توغل التعليم الأزهرى فى مصر.

 

هذا التصريح الذى أثار الأزهريين وغيرهم لأنه يطعن فى الأزهر الذى يتم الاحتفاء به عالميا وتعول عليه مصر والعالم فى التصدى للتطرف ونشر الإسلام الوسطى، مما دفع البعض للمطالبة بإقالة وزير الثقافة بسبب هذه التصريحات.

 

وعلى الرغم من أن النمنم نفى هذا التصريح جملة وتفصيلا وقال : " أنه يجلّ الأزهر ودوره التاريخى، ويرى أنه صوت الاعتدال ."، مؤكدا أن هناك إصرار على إحداث وقيعة بين الأزهر والثقافة، وأن هذه الوقيعة تخدم الإرهابيين والمتشددين، إلا أن الضجة التى أثارها هذا التصريح فى هذا التوقيت تؤكد التربص بالأزهر وتعمد تشويه صورته -حتى وان كان ذلك من خلال تصريحات مفبركة- فى وقت يحتفى به العالم ويبذل فيه شيخ الازهر جهدا كبيرا لإعادة مكانته عالميا بعد أن شهد هذا الدور تراجعا لأسباب كثيرة خلال الفترات السابقة.

 

عودة دور الأزهر ومكانته العالمية

وسبقت زيارة شيخ الأزهر للشيشان زيارات لدول الشرق والغرب لإعادة دور الأزهر ومكانته عالميا، ومنها زيارته لألمانيا التى شهدت حفاوة شديدة بالأزهر وشيخه الذى ألقى خطابا أذهل العالم أمام البرلمان الألمانى، وأظهر مفاهيم الأزهر الوسطية فى مقابل ما يحاول المتطرفون نشره من أفكار، وأجاب الأزهر عن كل تساؤلات الغرب حول القضايا التى يستغلها المتربصون للادعاء بأن الإسلام دين إرهاب  ومنها أنه انتشر بحد السيف ويدعو لحرب غير المسلمين، وعلى الأسئلة الشائكة حول حكم الردة وزواج المسلم بغير المسلمة وعدم زواج المسلمة بغير المسلم، وهى الزيارة التى شهدت ردود أفعال عالمية وحفاوة بخطاب الإمام الأكبر وما أظهره من صورة الإسلام الحقيقية الوسطية، وكانت ألمانيا قبلها تشهد حملة ضارية ضد المسلمين بسبب ممارسات التنظيمات المتطرفة.

 

كذلك زيارته لفرنسا التى شهدت استقبالا حار من الرئيس الفرنسى الذى تخلى عن البرتوكول الفرنسى مرتين ونزل على درجات سلم القصر الرئاسى مهرولا لاستقبال شيخ الأزهر ثم كررها فى وداعه، كذلك ماشهدته زيارة شيخ الأزهر لأندونسيا من حفاوة وترحيب يليق بمكانة منارة الإسلام .

 

ووسط كل هذا الجهد المبذول والمحاولات الدائمة لإعادة دور الأزهر العالمى نجده محاصر فى الداخل من عدة اتجاهات، أولها إهمال الدولة لملف الأزهر ودوره خلال سنوات طويلة، وتربص واستهداف المتطرفين ودعاة التشدد بالأزهر وأبنائه ومحاولة إضعاف دوره فى نشر الإسلام الوسطى لصالح نشر التشدد والتطرف فى العالم وليس مصر فقط،  فضلا عن هجوم المثقفين بين حين وأخر على الأزهر ومناهجه وادعاء البعض بأن هذه المناهج بها ما يدعم الإرهاب ويحض على التطرف على الرغم من أن هذه المناهج تربى عليها ملايين وأجيال داخل مصر وخارجها وكان الأزهر دوما منارة الفكر الوسطى والثقافة وقبلة العلم التى ترعاه فى شتى بقاع الأرض ويحج إليه وفود الدارسين من كل أنحاء العالم على مر العصور.

 

الأزهر المستهدف من الجميع

وبنظرة لما شهده الأزهر خلال الفترة الماضية نجد أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تسلم تركة ثقيلة من سابقه الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر السابق، حيث كان الأزهر يعانى ضعفا داخليا وخارجيا وإداريا، ولم يكن الطيب يسعى للمنصب وكان يعرف ما ينتظره من مسئوليات عظيمة، وعرف أن مهمة ثقيلة تتعلق برقبته وهى إصلاح الأزهر، لذلك عمل على تطهيره من الداخل بالتوازى مع محاولة إعادة دوره العالمى .

 

وكان أهم ما واجهه الدكتور أحمد الطيب محاولة غلق "حنفية " التربح التى كان يستفيد منها عدد من موظفى الازهر وقياداته فى عهد الشيخ طنطاوى من أموال الأزهر وحتى من أموال الزكاة , لذلك تحمل الطيب  حربا  شنها  كبار  الموظفين والقيادات فى السر والعلن .

 

وحرم الطيب على نفسه البدلات المخصصة لشيخ الازهر والتى كانت تقترب من 70 ألف جنيه شهريا وقت توليه المنصب، وامتنع عن قبول أية هدايا او جوائز، حتى أنه حين منحه الملك عبدالله ملك الأردن درجة الدكتوراة الفخرية اضافة إلى جائزة مالية، لم يحتفظ بهذه الاموال وتبرع  بها لطلبة البعوث الإسلامية ,كما رفض أن يتم علاجه فى الخارج حين احتاج لجراحة بالقلب على نفقة الدولة أو على نفقة الأزهر كما هو معتاد وأصر أن يكون ذلك على نفقته الشخصية

 

وواجه الأزهر وشيخه حربا شديدة فى عهد الإخوان وصلت إلى حد تحريض شباب الجماعة على التظاهر ضده والتطاول عليه واقتحام مشيخة الأزهر، كما شن عليه الاخوان والسلفيين ومشايخهم حربا منظمة وهاجموه هجوما شديدا محاولين تشويه صورته، واختطاف الأزهر ليكون تحت سلطتهم كما اختطفوا مصر، حتى أنهم اقترحوا أن يسمح لمن ليسوا من أبناء الأزهر  تولى مشيخة الأزهر ومنصب الإمام الأكبر،ولكن علماء الأزهر وشيخه صمدوا امام هذه المحاولات وتعامل شيخ الأزهر معها بحكمة شديدة ودون أن ينجرف لمهاترات الجماعة ومشايخها.

 

 كما قابل الطيب دعوات انتخاب شيخ الأزهر بالترحيب مؤكدا استعداده لإجراء هذه الانتخابات وأنه سيشارك كأى عالم من علماء الأزهر فى التصويت.

 

وفى اطار سعيه لإصلاح الأزهر شكل الطيب  لجنة قانونية متخصصة لمراجعة القانون 103 لسنة 1961 لمواجهة ما تعرض له الازهر من ضعف وانكماش ,ولإيجاد منطلقات قانونية جديدة تحقق للأزهر استقلاله، وتكفل تطوير مؤسساته، وتضمن نزاهة اختيار شيخ الأزهر بالطريقة التى ترتضيها هيئة كبار العلماء.

 

ومع تولى الرئيس السيسيى الحكم أدرك أهمية دور الأزهر الذى عانى إهمالا وتهميشا خلال سنوات سابقة، ولم يلق ما كان يلقاه من اهتمام، وإدراك لدوره فى حفظ مكانة مصر  التى يعرفها شعوب بعض الدول بأنها بلد الأزهر قبل أن يعرفونها بأنها بلد الأهرام، فأوكل السيسى للأزهر مهمة تجديد الخطاب الدينى وانتصر للأزهر فى عدد من المعارك التى حاول البعض سحب الريادة منه فيها، وأكد الرئيس على ضرورة وحدة علماء الأزهر  فى مواجهة التشدد .

 

أدرك الرئيس كما أدرك شيخ الأزهر أن أزهرنا يمكنه إعادة  قوة مصر الناعمة فى الخارج التى أدركها عبد الناصر فكان الأزهر مصدر  قوة مصر فى أفريقيا، فأنشأ مدينة البعوث الاسلامية واستقبل الالاف من أبناء افريقيا من خلال منح دراسية مجانية ومبالغ شهرية تمنح لهؤلاء الدارسين، وأرسل بعثات من علماء الازهر لنشر الإسلام الوسطى فى العالم، وهو ما يحاول شيخ الأزهر إعادته الأن .

 

 وتمكنت مصر عن طريق الأزهر من التصدى  للغزو الثقافى الفرنسى لدول أفريقيا  التى تراجع دوره فيها  فى السبعينات بسبب نظرة الاستعلاء السياسية  لهذه الدول، وتراجع دور الازهر الذى يرجع بالأساس إلى تراجع ميزانيته وحجم ما ينفقه على هذه المهام وعلى العلماء المبعوثين إلى هذه الدول، مما أدى إلى تصاعد الدور الصهيونى، وهو  ما أثر على ما نحن فيه من مشكلات بسبب سد النهضة الذى بنى برعاية اسرائيلية وبسبب غياب الدور المصرى فى أثيوبي.

 

شيخ الأزهر وعلماءه  يدركون ما يحيط بأزهرنا من مخاطر وما  يقع عليهم من مسئوليات، لخصها أحمد الطيب فى حواره إلى أوائل الثانوية الأزهرية محذرا من تلك المخاطر ومشددا على هذه المسئوليات حيث أكد لهم أن هناك جهات لاتريد الخير لمصر لذلك تسعى لإسقاط الأزهر الذى يرعى الاسلام الوسطى فى مصر والعالم  وشراء أبنائه بالمال لنشر التطرف، ونبههم إلى أنهم قد يجدون من يحاول استقطابهم بتوفير المال والسكن والكتب وحتى الزواج، وحذرهم من الجواسيس والمندسين بينهم.

 

ما يدركه شيخ الأزهر يجب أن ندركه جميعا ونساعده على مقاومته، فالحرب على الأزهر  شرسة، تمثل حربا على وسطية الإسلام، وهزيمته فيها تعنى هزيمة الوسطية أمام التطرف، وهو ما سندفع ثمنه جميعا فى مصر والعالم غاليا من أرواحنا ودماءنا، إنها حرب حياة أو موت، فكفانا نهشا فى الأزهر ولنساعده فى حربه التى يخوضها من أجلنا حتى وإن كان بالنصح والتوجيه والنقد البناء، ولندرك أننا نمتلك فيه قوة أكبر من قوة الجيوش ويمكننا من خلاله  أن نحظى باحترام العالم وننال مكانة لا ينالها غيرنا.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مصر

الناس لا تهاجم الازهر بل تهاجم الوهابيين الذين استولوا على االازهر وشوهوه خوفا منهم على الازهر

يا جماعه والله الطيب رجل وهابى هو وبطانته وشوهوا الازهر وحيدمروه وحيجعلوا منه رمزا للارهاب امام العالم وهذا هو مخططهم ولذلك نحن نهاجمهم هم المعتدين على الازهر لانقاذه منهم وعودته لرسالته الاساسيه وهى الدعوه للاسلام السمح الوسطى الخالى من الارهاب ويا ريت يقتصر الازهر على تدريس العلوم الدينيه واللغه العربيه فقط الغوا منه كليات الطب والهندسه واللغات والترجمه ابوس ايديكم لان هذه الكليات بتخرج كوادر ارهابيه وليس كوادر علميه

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمان

ضموا المعاهد الدينيه و مدارس الهلس الدوليه لوزارة التربيه و التعليم

لو الدوله ضمت المعاهد الدينيه اللى بتخرج براعم ارهابيه على مدارس وزارة التربيه و التعليم اللى لا بقى فيها تربيه ولا تعليم على مدارس الهلس الدوليه و خلت كل التلاميذ يدرسوا منهج علمى و ادبى و دينى و اخلاقى و وطنى حديث و موحد، حنرجع شعب موحد على دين و علم و ثقافه

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

الشيشان من اكبر المنابع لتصدير الارهاب للعالم....

كيف يزور شيخ الازهر منبع لتصدير الارهاب للعالم ....معظم مقاتلى داغش من الشيشان ....وشيخ الازهر لايكفر داعش .....معادلة صعبة من يحلها

عدد الردود 0

بواسطة:

عمرو

من اول السطر

أعجب لكاتب المقال تسأله عن من وراء حملة الهجوم على الأزهر. مش الصحافة و الاعلام برضة ولا كنت فاكر ان المعلقين هم السبب . وسائل الاتصال الاجتماعي ماهى إلا صدى أبواق الإعلام المضل للمجتمع . بالمناسبة اللى بيفهم شويه فى الدين يعلم أنه لا تكفير لمن شهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله .

عدد الردود 0

بواسطة:

صياد عصافير

منار ايه ودياولو ايه.....

مين قال ان الأزهر منار او حتي شباك مطبخ ، انظروا تلي مناهج وكتب المنار المظلم وشوفوا كم الحث علي الحقد والكره وحل قتل النفس الآخري من منظار تلك المناره، بس بلا خيبه وإذا بليتم فاستتروا.

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed ali

مع تعليق #1 ، ليس هجوم علي الأزهر أيها العباقره ، أنه تصدي للوهابين الذين استولوا علي الأزهر !

-

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور محمد عبد الوهاب

الهجوم علي فضيلة الامام الاكبر... شيخ الازهر

الي اصحاب التعليقات من رقم 1 الي رقم 5 ...واضح انكم موش مسلمين ... وماجورين ... والدليل انكم لم تثبتوا كلامكم بالمستندات ...انا مقيم بالامارات ...ولست ازهريا ... واكبر ندمي الان انني لست ازهريا ... وفضيلة الامام الاكبر ... اسمحوا لي ...جزمته برقاب كل العالم الذين يهاجمونه حقدا وحسدا من عند انفسهم ...... لماذا التطاول علي من يحمل كلام الله ... ولم تتطاولوا ولن تستطيعوا التطاول علي الفاتيكان ...لان لو فعلتم هتنضربوا بالجزمة ....يوجد قنوات كثيرة مسيحية اشد فتكا وارهابا ....ولو انتم طرش وكفيغين .. اثبت لكم بالمستندات ....ذلك ..واثباتي انكم موش مسلمين هو قول رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه ...ليس منا مالم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ... .ففضيلة الامام .. كبيرنا ونحن نوقره ... وانتم تتطاولتم عليه ...فانتم انجاس ..اغلقوا قنوات المسيحيين التي تنشر الارهاب ... والا

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed shafouk

اللي مايعرفش يسكت

انا رجل درست فى الازهر من الابتدائي الى الجامعة عندى من الانتماء الوطنى والوازع الاخلاقى والانسانى ما يفتقده البعض ..ولا تعارض بين ما درسته من علوم الدين والدنيا لاننا فى الازهر ندرس المواد العلمية والشرعية....

عدد الردود 0

بواسطة:

مصر

الى رقم 7 ومن حقى الرد بنفس الفاظه كما علق هو

1- انا مسلم وموحد بالله ورسوله محمد بن عبد الله منزلتى انا وانت وشيخ الازهر عند الله يعلمها هو وحده--------------------------------------------------------------------------------------2- فضيلة الامام ده جزمته برقبتك ورقبة امثالك من اما حمله لكتاب الله فمئات الملايين يحملون كتاب الله --------------------------------------------------------------------3 - نحن لا نتطاول لا على فاتيكان ولا على ازهر ككيان نحن ننقد افراد هى من تتطاول على هذه الكيانات وتشوهها سواء ازهر او فاتيكان واما من يضرب بالجزم فهم امثالك من الدوااااااااااعش----------------------------------------4- انت لمثل اتباعكم لم يرحموا الصغار ولا الكبار فى سوريا وليبيا واليمن--------------- واما الانجاس فهم امثالك يا داعشى

عدد الردود 0

بواسطة:

ابوشادى

سمك لبن..

من هوا وزير الثقافه صحفى شيخ الازهر اسمه الامام الاكبر ياريت كل واحد ميتعداش حدوده وانت عملت ايه للثقافه ياوزير الثقافه فى وزارة نكد الله ينكد عليكم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة