"إبليس العصر".. كيف سيطر الإرهابيون على الشبكة العنكبوتية وحولوها إلى نقمة.. غسلوا عقول الشباب وحولوهم إلى آلات صماء.. البطالة والفقر ساعدا فى استقطاب الجهلاء.. العالم لم ينتبه للخطر إلا فوات الأوان

الأحد، 21 أغسطس 2016 03:15 م
"إبليس العصر".. كيف سيطر الإرهابيون على الشبكة العنكبوتية وحولوها إلى نقمة.. غسلوا عقول الشباب وحولوهم إلى آلات صماء.. البطالة والفقر ساعدا فى استقطاب الجهلاء.. العالم لم ينتبه للخطر إلا فوات الأوان داعش - أرشيفية
تحليل يكتبه: رامى محيى الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

 

الإنترنت أو كما يسميه البعض الشبكة العنكبوتية خلقت لتقرب العالم من شتى البلدان والأصقاع، وبالفعل نجحت فى هذا الهدف وجعلت من العالم قرية صغيرة، تستطيع الوصول إلى من تريد، مهما كانت المسافة بينك وبينه، بضغطة زر صغيرة، تستطيع أن تراه وتسمعه وتدير معه حواراً، تجعلك على علم بالأخبار فى ثوانٍ معدودات، ولكن لم يتوقع أحد أن تتحول تلك النعمة الكبيرة إلى نقمة تهدد المجتمعات القاصية والدانية، صارت شيطاناً خبيثاً يهدد المجتمعات ويقضى على مستقبلها، فكيف تحولت الشبكة العنكبوتية عن هدفها المنشود؟ وكيف استطاع المتطرفون والمنحرفون تحويل مسارها؟.

استطاع أصحاب الأفكار المتطرفة إتقان فنيات الشبكة العنكبوتية، واستطاعوا استقطاب من يعانون خواء العقول والبطون، واستمالوا من يعانون الفراغ من العاطلين الذين لا يبرحون منازلهم قابعين على شاشات الكمبيوتر والهواتف والأجهزة اللوحية، استطاع هؤلاء استقطاب من لا هدف لهم فى الحياة يعيشون بلا هدف، وغسلوا عقولهم وحولوهم إلى آلات صماء تنفذ ما يريدون بلا نقاش، ينفثون نيران حقده فى آذان الجهلاء يوجهونهم عبر مواقع التواصل إلى الأهداف التى يريدونها، أهداف غير شريفة تدمر المجتمعات وتحطم الشعوب، تأتى على الأخضر واليابس، فى الوقت الذى كان المفكرون وأصحاب الرسالات مشغولين بأهدافهم لا يلقون للتطور التكنولوجى بالاً، يعتمدون فى نشر أفكارهم وآرائهم على الأوراق والكتب التى لم يعد أحد يطالعها، وأصبحت مجرد ديكور فى المكاتب، ولم يفطنوا أن العالم تغير وأصبح الجميع يعتمد على الإنترنت، ولأن أصحاب الأفكار المتطرفة لم يجدوا فى الواقع من يصغ إليهم ويستمع إلى أفكارهم المنحرفة، وجدوا من الشبكة العنكبوتية سلة يقذفون فيها أوساخهم وقاذوراتهم، فاستمالوا الجهلاء ومن هم على شاكلتهم من أصحاب الأفكار المتطرفة والمنحرفة وأصحاب الميول العدوانية، فانتشرت أفكارهم فيما بينهم كما تنتشر النار فى الهشيم، وبدأت أفكارهم فى الظهور فى شكل عمليات إرهابية، فى سوريا والعراق وليبيا ولندن وفرنسا وغيرها من الدول.

 وعندما ظهر العنف استفاق المفكرون والعلماء وخرجوا من ثباتهم العميق، لم يكن يتوقع أن تكون لهذه الشرذمة المتطرفة تلك القوة، لم يقدروا الوضع حق قدره، إلا بعد أن بدأت العمليات تدق الأبواب فى دول عدة، اصطدموا بصخرة الواقع المرير، ظهرت الذئاب المنفردة تكشر عن أنيابها غير عابئة بدين أو عرق، وأيقن الجميع أنه لابد من مواجهة هؤلاء المتطرفين، ولكن وجدوا أن إمكانياتهم متواضعة لا يستطيعون إثناء من غسلت أدمغتهم وأفكارهم على يد المتطرفين، أصبح الأمر عصيا بعد أن كبرت النخلة بعد أن اعوجت وأصبح من المستحيل أن تستقيم مرة أخرى، ولا بد من اقتلاعها من جذورها، والقضاء على هذا السرطان الخبيث.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة