زيارات علانية وسرية بين إيران وتركيا تعيد رسم خريطة الصراع بسوريا.. طهران تجذب أردوغان لمحورها.. وأنقرة تتراجع عن رحيل الأسد..‏ ويلدريم: يمكن أن يكون للرئيس السورى دور فى القيادة الانتقالية

السبت، 20 أغسطس 2016 03:49 م
زيارات علانية وسرية بين إيران وتركيا تعيد رسم خريطة الصراع بسوريا.. طهران تجذب أردوغان لمحورها.. وأنقرة تتراجع عن رحيل الأسد..‏ ويلدريم: يمكن أن يكون للرئيس السورى دور فى القيادة الانتقالية وزير خارجية تركيا ونظيره الايرانى
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تراجعت تركيا عن موقفها من الأزمة السورية، وتعنتها على مدار السنوات الماضية فى رحيل الرئيس السورى بشار الأسد دون شرط أو قيد، وذلك بعد لقاءات سريعة وعلانية مع مسئولين إيرانيين، حيث استطاعت طهران بعد الأحداث التى مرت بها أنقرة من محاولات التمرد على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أن تجذب الأخير للالتحاق بمحور طهران روسيا، وعدلت من تصريحاتها بشأن المرحلة الانتقالية فى سوريا.

 

وقال رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم اليوم، السبت، إن أنقرة ستضطلع بدور أكثر فاعلية فى التعامل مع الصراع فى سوريا فى الأشهر الستة القادمة حتى لا تنقسم البلاد على أسس عرقية، معتبرا أن رئيس النظام بشار الأسد أحد الفاعلين فى النزاع السورى ومن الممكن محاورته.

 

كما صرح يلدريم لمجموعة من الصحفيين فى إسطنبول بأنه بينما يمكن أن يكون لرئيس النظام السورى بشار الأسد دور فى القيادة الانتقالية فإنه ينبغى ألا يكون له أى دور فى مستقبل البلاد.

 

واعتبر رئيس الوزراء أن الأسد هو أحد الفاعلين فى النزاع، وقال: "شئنا أم أبينا، الأسد هو أحد الفاعلين اليوم" فى النزاع فى هذا البلد "ويمكن محاورته من أجل المرحلة الانتقالية" قبل أن يضيف أن "هذا غير مطروح بالنسبة لتركيا"، دون أن يوضح من الذى من المفترض أن يقوم بمحاورته.

 

وسبق أن أطلق يلدريم مؤخراً تصريحات أثارت جدلاً حول رغبة بلاده بالتقارب مع دول الجوار بما فيها سوريا، قبل أن يوضح أن ذلك مشروط برحيل الأسد.

 

طهران لعبت دورا كبيرا لجذب تركيا نحو محور الأسد

لعبت طهران دورا كبيرا فى تغير سياسة أنقرة تجاه الأزمة السورية، وتراجعها حيث حاولت استغلال الأحداث الأخيرة فى تركيا، فى جذبها إلى محور داعمى الأسد، عبر الوقوف إلى جانب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ودعم شرعيته أمام تمرد الجيش عليه، وردد مسئولون أن أردوغان رئيسا شرعيا، كما أن بشار الأسد الرئيس الشرعى فى سوريا، وسعت لإحداث تغيير فى معادلة الصراع على الأراضى السورية، وملء الفراغ وحذف مصر من التنسيقات لإنهاء الأزمة التى بادرت القاهرة منذ سنوات لوضع حدا لها.

 

واعتقدت الدوائر السياسية الإيرانية وصناع القرار فى طهران أن مسارعة دعم إيران للحكومة التركية بعد الانقلاب كحكومة شرعية فى البلاد، والاتصال الذى تم بين وزراء خارجية البلدين فى الساعات الأولى من الأحداث فى تركيا، سيثنى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن سياسته حيال الملف السورى، واعتقد كثير من المراقبين أن زيارة وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف ولقاءه بأردوغان وبالمسئولين الأتراك، كذلك زيارة الرئيس التركى لروسيا للمصالحة بين البلدين، ومباحثات مبعوث الرئيس الروسى فى طهران، إنما هى مشاورات مكثفة هذه الأيام تتحدث عن انضمام تركيا إلى محور حلفاء الأسد، وتشكيل مثلث جديد فى المنطقة من إيران –روسيا- تركيا، كخطوة أولى لإنهاء الأزمة السورية.

 

بالإضافة إلى أن تركيا تخشى أن يتخذ الصراع السورى الممتد منذ أكثر من 5 أعوام بعداً عرقياً فقد سيطرت جماعات كردية على مناطق خاصة بها وتقاتل من حين لآخر جماعات من الأغلبية العربية السورية التى يمثل رحيل الأسد أولوية لها، وتخشى أيضا من أن يؤدى اكتساب الجماعات المسلحة الكردية فى سوريا لمزيد من القوة إلى تشجيع حركة التمرد الكردية فى تركيا التى استأنفت نشاطها بعد انهيار وقف لإطلاق النار بين المسلحين والحكومة العام الماضى.

 

وفى زيارة سرية أمس الجمعة لم تعلن عنها أنقرة، قام وزير الخارجية التركى مولود تشاوش أوغلو بزيارة إلى إيران لبحث مسائل إقليمية، كما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، وهذه الزيارة غير المعلنة من الجانب التركى تأتى بعد زيارة وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف إلى أنقرة فى 12 أغسطس الماضى، حيث اجتمع مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وتعهدت تركيا خلال تلك الزيارة بالتعاون مع إيران فى التوصل إلى حل فى سوريا رغم الخلافات بين البلدين حول هذه الأزمة.

 

وتتحدث وسائل الإعلام الإيرانية عن زيارة محتملة لأردوغان إلى طهران فى الأيام المقبلة، وتثير زيارة أردوغان إلى روسيا وزيارة وزير خارجيته إلى طهران، تكهنات حول تقارب فى الملف السورى بين هذه الدول الثلاث.

 

فيما تحدثت تقارير صحفية إيرانية عن تشكيل مثلث جديد يضم طهران وموسكو وأنقرة، لإنهاء الأزمة السورية، واستندت فى ذلك إلى اللقاءات والزيارات لمسئولى روسيا وإيران وتركيا الأيام الماضية وتقوية التنسيق والتشاور بين البلدان الثلاثة حول سوريا، وهو ما عزز من التكهنات بشأن تشكيل هذا الحلف.

 

وأشارت التقارير إلى لقاء الرئيس التركى أردوغان بنظيره الروسى فلاديمير بوتين وزيارة وزير خارجية إيران جواد ظريف لتركيا ولقاء أردوغان ومسئولين أتراك وسفر بوجدانوف، مساعد بوتين، إلى إيران ولقائه بالمسئولين الإيرانيين، والأنباء حول سفر أردوغان إلى طهران، كلها تشير إلى تغيير حقيقى فى السياسة الخارجية التركية، خاصة فيما يتعلق بسوريا وترحيب إيران وروسيا من هذه الفرصة الجديدة.

 

وكشفت تقارير إيرانية أن الرجل رقم 2 فى الملف السورى فى طهران جابرى أنصارى، سيزور تركيا وروسيا، وذلك بعد لقاء بمبعوث روسيا ومساعد وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوجدانوف، لمدة 3 ساعات خلف الأبواب المغلقة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة