"وول ستريت": ألمانيا قلقة من الدور السياسى للمساجد التركية داخل أراضيها

الأربعاء، 17 أغسطس 2016 03:05 م
"وول ستريت": ألمانيا قلقة من الدور السياسى للمساجد التركية داخل أراضيها الرئيس التركى أردوغان
واشنطن ( أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم أنه ‏لسنوات ظلت ألمانيا تشجع المؤسسة الدينية التى تديرها الدولة التركية لتوفير الواعظين والمدرسين ‏الإسلاميين للأقلية التركية الكبيرة فى ألمانيا، وقالت الصحيفة فى نسختها الالكترونية إن الاضطراب الحاصل فى تركيا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة ‏جعلت السلطات الالمانية قلقة حيال أن هذا الوعظ والارشاد ليس روحيا فقط ولكنه يهدف إلى حشد الدعم ‏والتأييد للرئيس التركى رجب طيب أرودغان . ‏

‏ ومضت الصحيفة تقول إنه فى أواخر شهر يوليو الماضى أطلق أردوغان العنان لحملة قمع واسعة ‏ضد مؤيدى الانقلاب ونشرت رابطة المساجد التركية فى المانيا خطبة تمتدح "الدولة النبيلة" فى ثورتها ‏ضد "شبكة رديئة". وكان الخطاب موجها ضد أتباع رجل الدين التركى المقيم فى الولايات المتحدة فتح ‏الله جولن الذى تتهمه الحكومة التركية بتدبير محاولة الانقلاب. ‏

‏ وأوضحت الصحيفة إن الخطبة جاءت من رئاسة الشؤون الدينية فى أنقرة – والتابعة لمكتب رئيس ‏الوزراء – ووزعت على المساجد التركية فى الداخل والخارج ، وقال النائب فولكر بيك فى البرلمان الألمانى عن حزب الخضر المنتمى ليسار الوسط " هذا لم يكن ‏نصا دينيا .. لقد كان إعلانا بالطاعة للسيد ارودغان وإجراءاته منذ محاولة الانقلاب ".‏

‏ وقالت الصحيفة إن الخطبة ووقائع أخرى تذكى الغضب فى ألمانيا من أن سياسات تركيا الداخلية ‏تتدفق على المدن الالمانية وتحرض مؤيدى اردوغان على معارضيه وخصومه كما انها تبث الانشقاقات ‏بين المانيا وثلاثة ملايين ساكن بها من أصول تركية، وأشارت الصحيفة إلى أن الانتقادات هى جزء من الحدة المتعمقة بين أقوى دولة فى الاتحاد الاوروبى ‏و أكبر طالب للحصول على عضوية هذا التكتل، واتهمت الحكومة التركية المانيا والغرب بالفشل فى ادانة الانقلاب بشدة أو إظهار تعاطفها مع الأتراك ‏الذين تؤيد الغالبية منهم جهود الحكومة فى اجتثاث شبكة جولن الذى ينفى أى دور فى محاولة الانقلاب ‏الفاشلة يوم 15 يوليو. ‏

‏ وكان السيد جولن الذى يصفه اتباعه ومؤيدوه بالاسلامى المعتدل حليفا قويا لأرودغان إلى أن اختلفا ‏علانية فى 2013. وأعلنت الحكومة التركية شبكة جولن منظمة ارهابية فى مايو وتسعى الان إلى تسلمه ‏من الولايات المتحدة بتهمة التدبير لمحاولة الانقلاب وجرائم اخرى ينفيها.، وأدان العديد من الساسة ووسائل الاعلام الاوروبية نطاق حملة الاعتقالات فى تركيا ووقف عشرات ‏الآلاف ممن يشتبه فى تعاطفهم مع جولن عن العمل. ويتهم الكثيرون فى أوروبا أردوغان باستخدام ‏الحماسة الوطنية الشعبية لتنفيذ طموحات استبدادية وخنق المعارضة. ‏

‏ ويرفض أرودغان وحكومته وغالبية الأتراك هذا التصور ويتهمون الغرب بتجاهل الانقلاب الذى ‏أسفر عن مقتل 271 شخصا كثير منهم مدنيون. ‏‏ وفى المانيا كانت لاردوغان بعض التصريحات المستفزة حيث وصف ذات مرة الضغط الاوروبى على ‏المهاجرين الاتراك بأنه يشبه جريمة ضد الانسانية وقد تسبب ذلك فى لبس بشأن الولاء الحقيقى ‏للمهاجرين ذوى الاصول التركية.

ويقول النائب فولكر كاودر زعيم الاتحاد الديمقراطى المسيحى الحاكم ‏والحليف الوثيق للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل " الالمان الاتراك يجب أن يكون ولاؤهم لالمانيا أولا ‏وأخيرا وإن محاولات الحكومة التركية للتأثير عليهم مقلقة، وخص كاودر بالذكر رابطة المساجد التركية التى تدير نحو 900 مسجد فى المانيا واصفا اياها بانها ‏لسان حال اردوغان.‏

‏ وقالت الصحيفة  إن بعض الولايات الالمانية جمدت على مدار الاسابيع الاخيرة التعاون مع رابطة ‏المساجد التركية بشأن توفير التعليم الدينى فى المدارس مستشهدة بمخاوف من ألا يكون ذلك مستقلا ‏بشكل كاف عن أنقرة .. وفى هذا الشأن قال مالو درير رئيس وزراء ولاية راينلند بالاتينات " الخلافات السياسية الداخلية ‏فى تركيا يجب الا تنعكس هنا "، ومضت الصحيفة تقول إن أئمة الرابطة يحظون بالتمويل والدعم من أنقرة.

ويقول رجال الدين ‏الاسلاميين فى المانيا أنه طالما تمتعت باستقلال محدود. مشيرة إلى أن الساسة الألمان طالما رحبوا ‏بذلك كشركاء مفيدين فى تعزيز الاسلام المعتدل خلافا للحركات السلفية والمتشددة الأخرى التى توفر ‏الوعظ فى بعض المساجد العربية فى ألمانيا، تقول كريستينا دوهرن المتخصصة فى علم الأجناس فى جامعة برلين الحرة إن الخلط السياسى ‏الحاصل فى الخطب الدينية قد يعزز الخلاف بين مؤيدى ارودغان ومعارضيه . ‏

‏ وتشعر السلطات الألمانية بالخوف من أن تؤدى المشاعر الملتهبة إلى العنف.. ومنذ محاولة الانقلاب ‏فى 15 يوليو الماضى عبرت الشرطة فى انحاء مختلفة من الدولة عن قلقها حيال التهديدات داخل الجالية التركية والتى تستهدف أعضاء فى المدارس التابعة لفتح الله جولن فى المانيا. ‏

‏ وكانت رابطة المساجد التركية فى المانيا قد أثارت الشكوك حتى قبل محاولة الانقلاب فى شهر يونيو ‏عندما انضمت إلى اردوغان فى ادانته لأحد عشر نائبا من اصول تركية صوتوا لصالح قرار فى البرلمان ‏يصف قتل الارمن بواسطة الامبراطورية العثمانية اثناء الحرب العالمية الاولى بالإبادة الجماعية.. وهو ‏تعبير ترفضه تركيا.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة