بالصور.. 20 ألف مواطن يعيشون فى عزلة عن العالم بالأقصر.. جزيرة "أرمنت الحيط" وسط النيل وتربطها بالمحافظة عبارة مهددة بالتوقف فى أى لحظة.. وأهالى القرية: حلمنا كوبرى وتجديد شبكات الكهرباء

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016 12:16 م

العبارة حتشبسوت بجزيرة أرمنت الحيط بالأقصر

الأقصر – أحمد مرعى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكثر من 20 ألف مواطن أقصرى جاءت عليهم الظروف بسوء الحظ لكونهم يعيشون فى منطقة تسمى "جزيرة أرمنت الحيط"، الكامنة بمدينة أرمنت غربى محافظة الأقصر، والتى تتواجد بالكامل فى قلب نهر النيل، ولا تربطها أية وسائل نقل بالمدينة سوى عبارة قديمة متهالكة آتى عليها الزمن تحمل اسم "العبارة حتشبسوت"، والتى تعينهم على التنقل اليومى لقضاء حوائجهم بصورة لا تليق بالمواطنين فى عام 2016 مع تطور العالم وتقدم وسائل النقل والمواصلات وسهولة.

معاناة يومية يعيشها سكان جزيرة أرمنت الحيط الذين يعيشون فى عزلة تامة عن العالم الخارجى، فسبيلهم الوحيد هو "العبارة حتشبسوت" التى تنقلهم من جزيرتهم بوسط نهر النيل إلى مدينة أرمنت الحيط، وكل حلمهم الذين يعيشون لأجله هو عمل كوبرى صغير يربطهم بالمدينة حتى يستطيعون العيش كباقى أبناء محافظة الأقصر فى سعادة وهناء، وكذلك القدرة على نقل متطلباتهم من وإلى الجزيرة، ووقف المعاناة التى يتكبدونها حال مرض أى مأحدهم فى وقت متأخر لا تعمل فيه تلك العبارة التى تعينهم.

والكارثة الكبرى فى تلك الأزمة التى يعيشها أبناء جزيرة أرمنت الحيط، هى أنهم تابعين أمنياً لمدينة القرنة وإدارياً لمدينة أرمنت، وفى هذا الصدد يقول المواطن محمد أحمد محمود: "مش كفاية علينا إننا تابعين أمنيا للقرنة وإدارياً للطود، حتى أصواتنا نصها فى لجنة مدرسة جزيرة أرمنت يعنى تابعين لدائرة مركز القرنة، ونصها التانى فى أرمنت الحيط يعنى تابعين لدائرة مركز أرمنت، عاوزين نحس إننا بنى آدمين زى باقى البشر فى بلدنا، وكل اللى بنحلم بيه وبنطلبه من المحافظ محمد سيد بدر مساعدتنا فى عمل كوبرى لربط جزيرتنا بالمدينة وهو أمر غير مكلف نهائياً".

ورغم كل المعاناة التى يتكبدها أهالى جزيرة أرمنت الحيط فقد أصدر المحافظ محمد بدر قرار بمنع نقل مواد البناء بواسطة العبارة حتشبسوت، وتوجه عدد من أهالى الجزيرة وتظاهروا أمام مبنى ديوان عام المحافظة، وقال المواطن بدوى عبد الصمد إنهم قدموا طعنا بمحكمة القضاء الإدارى ضد قرار المحافظ بمنع نقل مواد البناء لجزيرة أرمنت الحيط، مؤكدين أنه لايحق للمحافظ قانوناً منع استخدام وسيلة المواصلات الوحيدة للجزيرة، طالما أنهم يستخدمونها فى نقل مواد ليست محرمة قانوناً، والحق الوحيد هو فى منع البناء على الأراضى الزراعية فقط لاغير.

أما حجاج عبد اللطيف أحد سكان الجزيرة فقد فند أزمات القرية بالكامل، مؤكداً أنه لبعد الجزيرة عن المدينة وعدم وجود وسائل تنقل لها سوى عبارة وحيدة، فهم يعانون يومياً من ضعف إمكانيات الوحدة الصحية بالجزيرة، والتى سبق وأن زارها المحافظ من قبل ولم يجد داخلها طبيب واحد لعلاج المرضى، فقرر تحويل جميع الأطباء فيها للتحقيق العاجل.

وأضاف حجاج عبد اللطيف، أن الأزمة الثانية تتمثل فى ضعف الجهد الكهربائى فى جزيرة أرمنت الحيط، مطالبين بإصلاح أوتغيير المحولات الكهربائية المتهالكة التى تؤدى بدورها إلى تكرار انقطاع الكهرباء والأعطال المستمرة التى أصبحت لاتطاق وخصوصا أن القرية بها المئات من الأطفال الذين يعانون جراء انقطاع الكهرباء.

وفى إطار وعود ومساندة المسئولين لجزيرة أرمنت الحيط، فقد أكد على عبد اللطيف أحد أبناء الجزيرة أنه تلقوا وعدا من العميد أيمن المدنى رئيس مركز ومدينة الطود بوجود حل بديل وهو عبارة نيلية بديلة مؤقتة يتم تشغيلها الفترة التى سترفع فيها العبارة الأساسية حتشبسوت بالترسانة البحرية بالمحاميد، وذلك لعمل الصيانة الدورية الشاملة لها لأن الفترة الأخير للعبارة تعددت وكثرة بها الأعطال.